فائق حسن ..
أكثر الفنانين واقعية .. ونحات بارع في اللون
كاظم السيد علي
في
محلة " البقجة " ببغداد بدأ حياته الفنية
معبرا عن الطبيعة التي عاشها بواقعية أكاديمية
كما عبر عنها في بعض اللوحات بطريقة المدرسة
الحديثة ، رغم انه كان رساما مقلدا لرسوم عبد
القادر الرسام .. هكذا بدأ الفنان الكبير فائق
حسن – 1914 والذي يعتبر الرسام الأول في البلد
بمنحها ( الأكاديمي ) ، ولكونه أكثرا الرسامين
واقعية .. لالتصاقه بالواقع والبيئة الشعبية
العراقية فضلا عن انه نحات بارع في اللون فهو
يهتم به بالدرجة الأولى ... ولم يهمل (الفورم
– الشكل ) لأنهما بالنسبة له عنصران مكملان
لبعضهما البعض ويتعامل معهما ، كوحدة ضرورية
عضوية لعمل اللوحة فهو يختلف عي مسرحي القدير
حقي ألشبلي زميله جواد سليم الذي فضل (الشكل )
أكثر من اللون ، أضحى فائق حسن خلال النصف
الثاني من القرن العشرين ظاهرة متميزة في الفن
العراقي فهو المؤسس أللأول – بلا منازع – لفن
الرسم في العراق هذا ماوصفه زميله الفنان
الراحل شاكر حسن آل سعيد في احد لقاءاته فهو
حقا فنان كبير له الفضل في إرساء قاعدة فنية
على أساس موضوعية أسهمت في تأسيس معهد الفنون
الجميلة بالتعاون مع زميليه فنان الشعب جواد
سليم والفنان المسرحي القدير حقي ألشبلي ،
ناهيك عن انه كان مصمما للديكورات المسرحية
فكان له الدور الكبير مع الفنان ألشبلي بتأسيس
المسرح العراقي ، وتجدر اللاشارة إلى أنه منذ
طفولته .. كان بارعا بفنه من خلال موهبته
التشكيلية وأسلوبه الذي نال إعجاب الناس به ،
لرصده الواقع الذي يعيشه فعندما أرسل في بعثة
إلى باريس لدراسة الفن .. جمع اغلب أعماله
وقام بعرضها على " البروفسور روجيه " فقرر
قبوله فورا ، على أثرها وبلا تردد حسب ما ذكره
هو ، بعد تخرجه من " البوزار" في فرنسا عام
1938 اشترك في نفس العام في العديد من المعارض
في بغداد وبيروت والكويت ومصر والجزائر
والمغرب وأمريكا ومعظم العواصم أللأوربية ،
بعد عودته عام 1950 أسس جماعة الرواد وشارك في
معرضها مع زملائه ومعاصريه كل من خالد القصاب
وزيد صالح وإسماعيل الشيخلي وعيسى حنا وسوزان
الشيخلي ومحمود صبري وقتيبة الشيخ نوري ويوسف
عبد القادر وآخرون ، منح الفنان "حسن" جائزة
أحسن فنان عراقي من مؤسسة كولينكيان عام 1964
وفي عام 1972 كرم مع نخبة من الفنانين
العراقيين بمناسبة مهرجان الو اسطي الفني ،
يعد الفنان "فائق " من الشخصيات الثقافية
العراقية المهمة في الفن التشكيلي ، ترأس
الوفد العراقي في المؤتمر الثامن للرابطة
الدولية للفنون التشكيلية المنعقد في بغداد
عام 1976 وكان يشغل منصب نائب لرئيس الرابطة
الدولية للفنون التشكيلية .. وأستاذا للألوان
في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد حتى رحيله
عام 1992
