| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كاظم السيد علي

 

 

 

الجمعة 18/6/ 2008



الملحن جابر محمد ألعتابي :
اعتز بالأغاني التي قدمتها للمطرب الكبير سعدي الحلي

حاوره : كاظم السيد علي

يمتلك الملحن جابر محمد العتابي .. خصوصية متميزة عن غيره , بجملة موسيقاه اللحنية .. مكثفة وتحمل مفردة عذبة يمتزج التعبير فيها بين الشجن والحزن , التي تحاكي الناس لانه جزء من حياتهم ,لكون الجملة اللحنية عند الفنان العتابي متطورة تحمل حس ونكهة من اصول الغناء الريفي العراقي الاصيل وحلاوته , كما جاءت بأصوات عراقية معروفة , التقيته في مدينته الد يوانية ودار بيننا حديث عن الغناء ومايدور في ساحته من تردي ارتأيت ان حاوره فكان ضمن حديثنا عن سبب قلت اعماله اللحنية اليوم .. فبررها قائلا:
لانشغالي الوظيفي الذي هو بعيد جدا عن مجالي الفني , وبعدي عن العاصمة بغداد ,وعن ستوديوهات التسجيل الفني , وكل هذه تحتاج تواجد وتواصل ووقت للتفرغ هو احد اسباب كوني مقلا اولا وكذلك لارتفاع تكاليف التسجيل والتصوير ثانيا .. إضافة إلى الوضع الأمني المزري الذي يمر به البلد والذي شجع على هجرة الكثير من المطربين خارج الوطن ,

اعتقد .. اخ جابر ان هذه الأسباب لاتعيق الفنان وتجده مقلا في أعماله .. لابد هناك امور اخرى جعلت منك ان تكون مراقبا للساحة الغنائية ؟ 
- نعم .بصراحة . هناك أسباب منها , كثرة الأعمال السطحية التي اسمعها وأشاهدها والتي مضمونها لايتناسب مع الصدق . جعل مني أكون مراقبا الحالة ومنتظرا النص ذات النفس الصادقة .. الذي يحرك بداخلي الطرب والشجن الذي اتغنى به روحيا ليكون العمل إبداعيا . لوتنظر للأعمال السبعينية ثم الثمانينية كانت نصوصها منبعثة من القلب لتناجي القلب وتفيض بصدق الإحساس والوجدان مازلنا نحبها ونعشقها ونحن اليها.

استشف من كلامك هذا انه لا يوجد نص غنائي يحك العواطف والمشاعر ؟
- هذا صحيح .. النص الذي أتعامل به مع الشعراء لايوجد حاليا .

لوعدنا الى البداية ، كيف كانت ؟
- بدايتي كانت خلال الدراسة الابتدائية , فكنت ميالا للمشاركة في المسرحيات والمسابقات الغنائية التي كانت تقيميها مديرية النشاط المدرسي لتربية الديوانية ,

فضلا عن كوني أعيش في بيئة ريفية فهذا العامل شجعني وجعل صوتي شجيا حتى أصبح هاجسي الأول والأخير منذ تلك الفترة .

هل تتذكر أول عمل قدمته , وفي أي عام كان ؟
- أول باكورة أعمالي هي أغنية (لا تنساني) للمطرب عبد فلك كلمات رحيم هلول , وكانت بضبط عام 1981 .

لدينا معلومة بأن المطرب الكبير (جعفوري محمد ) له تأثير خاص في حياتك , فهل توضح لنا ما مدى هذا التأثر ، وماذا شكل لديك ؟
- جعفوري !!، الله ، ياجعفوري ، هو بدايتي للانطلاقة وكان السبب في  دخولي عالم الفن معهد وأكاديمية الفنون الجميلة , عند سماعي له كأني اسمع ملحمة من الأطوار التي تتغنى بأصالة الرواد , وتشبعت بهذه الأطوار من خلال تأثري به . حتى أصبحت أعمالي اللحنية امتدادا لطور واسلوب المطرب القدير (جعفوري ) .

فحلاوة صوته جعلت منه المميز لدي ريفيا , وهذا جعل مني ألحن أكثر أعمالي لسعدي الحلي , لأني اعرف انه تعلم منه الكثير ، واخذ طوره وأدائه بطريقته الخاصة ونجح فيه , ومن هذا المنطلق عملت له إحدى عشر لحنا , وفيها غيرت أسلوبه الغنائي من اللون الشعبي الى غناء المدينة الشبابي الذي تتغنى به كل الشرائح وبإحساس وجدان لا ينسى .

هل اختصرت ألحانك للحلي فقط ؟
- طبعا لا ،  فقد قدمت الحان كثيرة فقد قدمت الحان كثيرة تغنى بها عمالقة الطرب العراقي منهم ،  قحطان العطار فكانت حصته (6) اغاني وعبد فلك اغنتيين هما (سهله عندك ) و(لاتنساني ) وكذلك محمد المدلول والثنائي فاضل وفوزية وو ، القائمة تطول بالمطربين لم تحضرني اسمائهم بسبب هذه الفترة الزمنية التي جعلتني بعيدا عنهم .

ابرز الأغاني التي تعتز بها ورسمت لك علاقة بارزة في مسيرتك الفنية ؟
- بصراحة اعتز بالأغاني التي قدمتها للمطرب الكبير سعدي الحلي والتي سجلت لحساب شركة بابل للانتاج والتوزيع الفني عام 1987 . والتي كانت حصتها إحدى عشر أغنية .

هل تذكر لنا بعض من هذه الأغاني ؟
- اذكر منها :  أي يدنيه / لتتصور نسيتك / لتغنيلي ولاغنيلك / كلشي كتلك / أنساهم يكلبي أنساهم / يمه شجرالي / منو غيرك / رفت عيوني / ليش ماسلمت مولله السلام / ياروحي / شيصبرهه الروح / وغيرها من الأغاني .

من هو برأيك المطرب الذي استطاع تجسيد الأغنية الشبابية ؟
المطرب حاتم العراقي , فهذا الشاب يمزج بين السمة الريفية وأجواء المدينة , لان  تركيبت الصوت لديه تتميزبه الخصوصية وطريقة أدائه أيضا وخاصة أداء الموالات ,وهي نابعة عن دراسة الملحن لصوته .

المعروف عنك فنانا مجددا وملتزما , طموحك لاحد له ,شغوف بالبحث عن الجديد فبأي شئ يبحث الملحن العتابي ؟
- أنا الآن منهمك ومنشغل في إتمام دراستي لرسالة الماجستير , والتي هي قريبة على اختصاصي الفني الأكاديمي , فبعد هذه المرحلة الطويلة في ذكريات الطفولة البريئة إلى مرحلة الشباب وما بعدها, تراني أتناغم  مع أيامها وصورها الجميلة التي لاتبتعد عن مخيلتي فباشرت وبهمة لإكمال المشوار للدراسة في عالم الطفولة وفنونها ومافيها من اسرارجعلتني ان أكون في الاختصاص الرقيق والتي سأخوض رسالتي الماجستير فيه ,من اجل النهوض بواقع أغنية الطفل , ولاكون وفيا للحارة التي ترعرت فيها ومنها تحركت أناملي على آلة العود ليترجم روح القرية وزقزقت عصافيرها والطفولة والعذوبة والصفاء لشمسها عند الغروب , لابحث عن الجديد والجميل لأرسم لهم المستقبل الزاهر .     

 

Counters