| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كاظم السيد علي

 

 

 

السبت 17/7/ 2010

 

14 تموز 1958
الثورة التي بعثرت الأحلام الرومانسية البريطانية

كاظم السيد علي

يحتفل شعبنا وقواها الوطنية والديمقراطية في العراق بذكرى ثورة 14 تموز التحررية التي تدخر تاريخا نضاليا من نضالات شعبنا ، فالقاموس السياسي يعرف " ان الثورة انقلاب جذري في حياة المجتمع ، يؤدي الى قلب النظام الاجتماعي الذي فات أوانه ، وتوطيد نظام جديد تقدمي ، وينقل السلطة من ايدي طبقة (ولى عهدها ) الى طبقة أخرى ( جديدة  ) " ، وهذا هو عين الصواب ماحدث في صبيحة يوم 14 تموز 1958 ، الثورة التي بعثرت الأحلام الرومانسية البريطانية ، بسبب التصاعد الجماهيري وحصيلة نضال وطني مرير ،هذه الثورة التي مثلت عبر مسيرتها القصيرة نهوضا جديدا في حياة الناس وأعادت الى الوطن حريته وكرامته ، الثورة التي سقط فيها العملاء.. وسقط فيها الحلف .. وسقط نظام الوراثة ،  كل هذا بعزيمة ابناء الشعب من القوات المسلحة الباسلة وتلاحمها مع الحركة الوطنية وكافة القطعات الشعبية الذين كان لهم شرف الاسهام الفعال في تفجيرها وجسدوا أروع صور التضحية والبطولة والإقدام التي كان لها ابلغ الاثر في نجاحها .

فثورة 14 تموز كانت اشد التصاقا بالجماهير فهي همها وموضعها الذي لاينضب لأنها التزمت خط النضال الثوري والبناء الحقيقي ، فقدمت ما قدمت لها ورغم الظروف المعقدة استطاعت الثورة وخلال عمرها القصير عملت على إطلاق سراح السجناء الوطنيين وإعادة المفصولين السياسيين إلى وظائفهم ، واصدارقانون الإصلاح الزراعي رقم 30 لسنة 1958وقانون رقم 80 حول النفط  وكذلك بفتحها المجال أمام المنظمات الجماهيرية من العمال والفلاحين والطلبة والنساء من مزاولة عملها الديمقراطي والمهني ، وغيرها من الأنظمة والقوانين هكذا جاءت ثورة 14 تموز 1958 وهكذا كانت مع الشعب ، فالشعب ياسادتي : قاعدة كل ثورة ، وكذلك كما قال الشابي ابو القاسم :

إذا الشعب يوما أراد الحياة

         فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل ان ينجلي

         ولابد للقيد أن ينكسر      

وإذن .. فحين تمر بنا ذكرى ثورة 14 تموز المجيدة.. والشعب تمر به أيام مرارة وقسوة ويأس في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذه تكمن بعدم  جدارة الحكومة والقوى السياسية المتنفذة وصعوبة المهمات التي يواجهونها ،فعلى الجميع  أن يتذكر مقولة الشخصية الوطنية  الرفيق حميد مجيد موسى حينما قال : " حساب الشعب عسير مع من يماطلون في تحقيق مطالبه " ، فينبغي أن تتحلى بروح المسؤولية ومهما كانت الظروف أمناء على مصالح الشعب وقضيته والحرص على تمتعه بما يستحق  من خدمات  وان تكون ثورة شاملة وسريعة وناجعة للملفات الساخنة ،  هذه هي  الثورة (ثورة الإنسان ) بشموليتها ، تحقيقا للأهداف السامية التي يتوخاها الشعب ، وكما علمتنا الماركسية – اللينينية : ان الثورة هي مرحلة حتمية في تطور المجتمع.     

 

Counters