| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كاظم السيد علي

 

 

 

الأربعاء 12/5/ 2008



صباح السداوي (أبو أنور)
ملحنا ومطربا متجددا ..اسرقه القدر وأطفأ ضوء حياته

كاظم السيد علي

بالأمس القريب وفي حفلا بهيج وخاص في مدينة الحلة حضر المطرب الكبير صباح السداوي الشهير ب (أبو أنور) ,فأطرب ورقص الجميع على أنغام عوده وصوته العذب وفي اليوم التالي 22 تشرين الثاني 2007 وإذا في غفلة اسرقه القدر وأطفأ ضوء حياته ,وتركنا بلا وداع ,لقد خسرنا برحيله فنانا ملأ المكتبة الغنائية بأغانيه الجميلة وابوذياته وموالاته بمقام الدشت وغناء البستات ,كان فنانا ، ملحنا ومطربا متجددا باحثا دوما عن التألق والتجديد في مسيرته الفنية , وهذا يشهد له تميزه وتفرده بأدائه الرائع ورخامة صوته الجميل, إضافة لذلك فهو(ذو أخلاق وسيرة عالية مع أقرانه ، فضلا عن انه فنانا حبوب وقدير بفنه) هذا ما قال عنه الشاعر الكبير ناظم السماوي ، وهذا عين الصواب , أنه ترنيمة متجانسة في الغناء العراقي, صدح بأنغامه الجميلة وبألحانه الشجية عبر سنواته الطويلة ,ومن خلال عشرات الألبومات التي ملاءات مكاتب التسجيل الصوتي في انحاءالوطن ,حتى وصلت الأقطار العربية ، عمان ، دمشق ودول الخليج العربي , ابو انور (أفضل من غنى مقام الدشت في العراق )هكذا وصفه ثامر العامري في كتابه الموسوم (غناء في العراق ),نعم انها يستحقها بجدارة ,فهو يحمل صفات المطرب الذي أخذ صوته ، وفنه له تأثير حقيقي في ضمائر الناس , بدأ مشواره في عام 1960 حين دخل معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى تعلم العزف على آلة (الفلوت )الغربية ، لكنه تركها فيما بعد لكونها لم تعزف في الحفلات ولم يتناولها البعض آنذاك , بعد ذلك تعلم العزف على آلة العود واستمر بالغناء بعد تخرجه من المعهد عام 1963- 1964 منذ ذلك اليوم ,تأثر المطرب (السداوي ) بمطربي الريف الاصلاء كل من : حضيري ابوعزيز ، وناصر حكيم ، وداخل حسن, فتعلم من ذلك الثالوث الريفي الكثير الكثير طورا وأداء,فكان ملما فيهما وذلك لثقافته الموسيقية التي درسها في قسم الموسيقى , حيث أجاد كل الأطوار الريفية المعروفة وتميز خاصة: بالشطراوي ، الحياوي ، المجراوي ، الغافلي ، والعنيسي واشتهر بأجادة نغم (الدشت) الذي أشاد به الكثير من زملائنا أهل لنقد والغناء والموسيقى فضلا عن طور (جبير الكون) من الأطوار المحببة في البلاد لكونه له طعم خاص في نفوس المستمعين من المحبين والعشاق .,لكن المطرب الكبير السداوي أداه بطريقته الخاصة لأنه طور شجي ويغنى بمرارة الأسى ولوعة الحزن ,كان الفنان الراحل السداوي يتطلع بأمل وتفاؤل لواقع الأغنية الريفية في إحدى لقاءاتي معه سألته عن هذه الرؤية, أجابني قائلا :الاغنية الريفية تبشر بخير طالما تحمل نكهة ريفية أصيلة ,الكل يحبها ويعشقها ويحن اليها وتأخذنا إلى الشواطئ والأنهار ,فلم تزل بأسمائها اللامعة وبالأصوات الجديدة , فرحيل الصديق والفنان الممتع والمؤنس في غنائه وحديثه ولقائه خسارة للغناء الريفي الأصيل ,فالسداوي ترك الغصة في قلوبنا ، والدمعة في عيوننا برحيله الأبدي ، لكن ذاكرت الناس لاتنساه ، لأنها ستعيش مع أغانيه وذكرياته التي يذكرونها المحبين والعشاق كل من يعرف صوته ، وفنه الذي لا ينضب حتى قبل يومه الأخير .

 


 

Counters