| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

قاسم مطرود
masraheon@gmail.com

 

 

 

 

الأثنين 3/8/ 2009

 

مسرحية

أحلام في موضع منهار

قاسم مطرود

إهداء ...
             إلى أخي حمزة الذي أكلت الحرب جل أحلامه
             ومن أوجاعه كان هذا النص

الشخصيات :
          الجندي الأول
          الجندي الثاني

المنظر:
صوت طلقات رشاش متقطعة يعقبه انفجار يعم خشبة المسرح وغبار يملا الفضاء كله..صمت.. شيئا فشيئا يهدا عصف الانفجار, ومن التراب المتطاير نشاهد الجندي الأول الذي يحمل وعاء كبيرا.. يتقدم إلى الأمام.. في العمق موضع عسكري تحيطه أكياس الرمل وبجانبه الجندي الثاني ساقط على الأرض وبيده بندقيته وبجانبه بعض الخوذ العسكرية التي تتقاسم المكان .

الجندي الأول:
"
يخاطب الجندي الساقط على الأرض بعد أن ينزل وعاء الماء" وأخيرا اخترقتك الطلقات والشظايا عرفت مسارها الأخير جسدك خارطة عبث بها البارود
كم كنتَ يا صديقي حالما بالشمس جزء في يديك.
يحزنني فمك المفتوح وملئه الرمل
ذهب من الريح كان يقطر
وها أنت تغفو مع نهاية الانفجار
تنام والصخب يخترق الأسماع "
يجلس إلى جانبه.. صوت إنفجارات في أماكن أخرى" انهض يا صديقي وتعال معي
هناك. لا صوت يفزعك
وستعرف الراحة بعد لهاث طويل "
يحاول لمسه بهدوء.. يكرر صوت إلى الانفجار ولكن تبدو المسافة اقرب"
أحببتك كثيرا
واعرف مقــــــدار الحــــب الــــذي يسكن قــلبك الرقيق "
برهة" أنا مثلك مللت العيش كالجرذان في موضع يصعب أن تميز فيه وجهي من التراب
قم من غفوتك والحق بي
هنا لا ينبت الزرع
والعصافير لم يبق منها سوى لونها الذي يشبه الحرب
بقيت وحدك حتى توحدت بندقيتك أصابعك والزناد
وحدك هنا لا أول لك ولا آخر
أنيسك الموت
يأتيك في الصبح والمساء, إن كنت تفصل بينهما
قم أيها الصديق وغادر تربتك القاحلة
من اجل حلمك قم
كم كانت صعبة ومرة تلك الأيام التي قضيناها في ساحات التدريب,
لم تكن تستوعب جبروت آمر الفصيل حين كان يصرخ ويعاقب وأنتَ القادم من مقاعد الجامعة
وكنتَ تحتج وتطيع الأوامر في الوقت نفسه وتنتصب احتجاجا على أساتذتك إذا اختلفوا معك في الرأي
ولكنك وجدت نفسك في ساحة العرضات أمام رجل لم يدخل المدرسة أبدا ولم يتعّرف على سحر الكلمات التي أخذتك إلى عالم الأحلام
كان يأمرك بالركض والزحف على الأرض, كنتَ تستهجن هذه الأوامر التي تنفذها عنوة وان نقمتَ على كل ما حدث
أكثرنا تلقيت العقاب لأنك لا تطيع الأوامر كما نطيعها نحن كالعميان"
برهة.. صوت انفجار"ما الذي طيّعك بهذا الشكل, يا صديقي ؟
انهض وأكمل معي المشوار "
يغمر يديه في الماء ثم يرفعهما إلى أعلى"
هل تذكر حين شربنا الشاي بقدح واحد
كنتَ تضحك وأنا ابكي لان الدم لم يجــف من يدينا بـعد "
يغمر يديه ثانية.. برهة " كنا قد لملمنا أشلاء محب لنا وساكن عزيز في الموضع نفسه
أراد أن يصلي لان وقت الصلاة حان والقصف المدفعي يمطر علينا وابل الموت, لكنه أراد أن يصلي
كيف الصلاة والموت يتسابق إلى الله ؟ قلت -
لكنه قرر أن يتوضأ
تيمم أيها الرجل -
كيف التيمم والماء قربي, قال -
أراد أن يصلي لان وقت الصلاة حان
حمل خوذته ليملأها ماء, وما أن خرج من الموضع حتى امتلأت خوذته بالدم
لقد قرر الصلاة
"
صوت انفجار تعقبه فترة صمت قصيرة "
هذه يده -
ساقه هناك -
قربك محفظته وصور ولده -
أين الرأس لقد اختفى رأسه -
ومن بعيد سمعتك تصيح
إن وجهه توضأ بالدم وقد أدى الصلاة بموعدها -
كنتُ أضحك
كنتَ تبك
كنتُ أبكي
كنتَ تضحك
وشربنا الشاي والدم لم يجف بعد "
يغمر يديه بعنف داخل الماء " دمه اخترق أحشاءنا
كنا نبحث عمن يواسينا, لأننا لا نستطيع إزاحة الهم عن بعضنا والموضع قد انهار
قم يا صديقي, قبل أن تحن موعد صلاتك
دمك عانق التراب وشكل منه خارطة لوطن تمتد فيه وحدك "
برهة"
حدثني عن خطتك في المناهج التربوية
كم كنتَ تحب الأطفال وتكره الحرب
أقسمتَ مرارا بأنكَ ستكون مشروعا للمحبة وأفقا للخلاص, بعد أن يخمد اللهب
لكنكَ انتهيت والحرب تحرق السنين والزمن ينهار
والنهارات سود والقلوب شاخت ورياض الأطفال صارت مشاجب أسلحة
وأنتَ مازلت تحلم
اتبعني, فلم يبق غير الحلم "
برهة"
ادعوك ثانية وثالثة
أن تترك دمك النازف وتلتحق بي
هل تذكر يدك التي تمسح بها وجهك بعد الدعاء إلى الله وكيف التهمتها الجرذان
كنتُ نائما وصرختَ وصراخكَ أفزعني لكنكَ قلت : بعد أن ضمدت جرحك
"
برهة " الحق مع الجرذان فهذا بيتها -
لكنها غادرته يا صديقي وبقيت وحد
خوذتك وراسك لا ينفصلان وبسطالك احتضن قدميك ونطاقك العسكري قطع نصفك وبقيت وحدك حتى قتلتك بندقيتك
سأرحل واعلم إن محبتي هــي التي دفعتني بان أكــون معك الآن"
يحمل وعاء الماء.. يقترب منه "
دمك شاهدك وقلبك عطرك والله معك
لكنك لم تستطع أن تبني عشاً للطيور أو تسقي شجرة بماء عذب
لون بدلتك الخاكي كان سداً منيعا أمام مدينتك الحلم
أين وطنك السماوي ؟
كم حدثتني عن أساطيرك والهتك العظام
مسلة بابل وجدك في سومر والجنائن المعلقة في كبد السماء
هل أطعمت شيخا يشحذ في الطرقات أو احتضنت طفلاً بائع سجائر في الحانات الليلية
انهض أيها الصديق ودع أوسمة الحرب ونياشين القتال
اعرف انك لم تطمح بالنجوم المرصعة على الأكتاف
اعرف إن الخوف شدك إلى الموضع
اعرف إن الموت يأتيك لا محال "
نسمع صوت انفجارات من بعيد " قم واركض خلفي واترك دمك النازف والشظايا النائمة فـــي جسدك الحي "يتلمس عنقه" أين قرصك؟ سيلفظك جيشك وعدوك دون القرص ولا يدفنك احد منهم
ستبقى طعاما للغربان وقلبك حصتهم والوجع يشق الأرض ويزلزل السماء
قرصك أنت "
يضحك " يا لهذه المعادلة الحمقاء
"
يسكب بعض الماء على يديه"
دعني أغسل يديك, شفتيك
"
يغسل يديه وشفتيه.. فترة صمت "
استمعت إليك وأنا ممتد في الموضع وأنتَ تطوف بي في المدن والناس الطيبة
وقتها كنتُ احفر بإصبعي الصغير جدار الموضع
ما أعذب كلماتك وهي تكوّن أجمل الصور عن أمك الطيبة كنتَ مندهشا من ذلك الكائن السحري الذي اسمه ألأم
حدثتني عنها, هل مازلت تذكر تلك الواقعة يوم انتظرتْ أمك مع جمع غفير من الناس عودة أسرى الحرب وكان أخيك واحدا منهم, ومن فرحتها سقطتْ على الأرض لأنها رقصت كحمامة سابحة في الفضاء, وكيف لها لا تفرح وقد عاد ولدها بعد الأسر والعذاب
وما أن وصلت المنزل وقبلته, صرخت بأعلى صوتها من شدت الألم, لأنها اكتشفت يدها قد كسرت عندما سقطت, ولكنها لم تأبه ولم تشعر بالألم وقتها, لأنها انشغلت بساعة الأمل, وكم حلمت بلقائه, ففي كل يوم تنسج نسيجا خاصا بلقائه, فتارة تقول
احتضنه قبل الآخرين ولا اتركه حتى أطفئ عطش السنين, وأخرى تقول -
-اتركهم يصافحونه وبعد انتهائهم, انفرد به واسمع قصته وعذابه خلال سنوات الأسر
كنتَ تحبها كثيرا وتحدثني عنها طوال الوقت وكأنك الوحيد الذي لديك أم " برهة " حملتها إلى المستشفى وقد نامت على كتفك وهي تأن من الألم
"
برهة" يبدو أن الحزن يتربص لنا ويدرك جيدا متى تمر بنا لحظات الفرح لذا يقتنصها ويكون السباق أو يدخل مع الفرح ليكوّن طعما غريبا خاصا بنا
"
فترة صمت قصيرة "
وأنا أحفر بإصبعي الأكبر
كنتَ تمجد الرحم وتتمنى أن تنام في حجرها رغم اشتداد عودك وذبول عودها
وأنا أحفر بأصابعي كلها "
وميض يسبق صوت الانفجار"
أما عشقك الصوفي, فقد جعلني أتخيل المعشوقة فوق النساء
كنتَ تضحكني كثيرا عن العشق وكيف ارتجفتَ حين صافحتها للمرة الأولى, أضحكتني كثيرا وأنتَ تمثل القصة نفسها لما غادرتك الكلمات التي تدربت عليها لأكثر من شهر بإعادة الجمل وأعذب الكلمات ليومك المعهود "
يضحك " ولكنك وما أن نظرت إلى عينيها فرت منك كل بلاغة اللغة وبقيت صامتا ولم تقل شيئا سوى
أتشربين الشاي ؟ -
"
برهة" كم أنت طيب ورائع أيها الصديق, الناس يتبادلون الغرام وأعذب الكلمات وأنت تعيرها الكتب التي تطلع عليها, حبك لك وحدك, لا مثيل له, حبيبتك صنيعتك, هي ليست ككل النساء, وعندما أقول لك
إنها مجرد امرأة -
كنت تعنفني وتقول
هي برتبة أعلى إنها فوق النساء ومن طينة خاصة -
"
فترة صمت قصيرة "
وأنا أحفر أكثر أكثر
وبين العشق والحفر في جدار الموضع انطلقت صرخة منك وإذا بي كنت احفر فروة راس جندي قديم كان يحلم
"
فترة صمت قصيرة "
كنا معا والقصف لم يتوقف لخمسة أيام, ومع كل انفجار نهتز والموضع ويختلط التراب بالخوف
لم نخرج لخمسة أيام
لم نأكل لخمسة أيام
لم نشرب لخمسة أيام
صرخت وبأعلى صوتي وبعد حين وجدت راسي بين يديك ودموعي تملأ حجرك
قررت الخروج من الموضع رغم القصف المستمر ووميض الانفجارات
نظرت إليك كي تمنعني أو تقف حاجزا أمام رغبتي لكنك ضحكت وخطوتك سبقت خطوتي وإذا بك جالس في العراء وأنا إلى جانبك
"
يجسد هذا المشهد مع وميض الانفجارات وصوتها الذي يتطابق مع ما يشر له"
انظر سقط صاروخ هناك -
وتلك ستسقط هناك -
القادمة في ذلك الجانب -
اعتقد إنها ستسقط خلفنا -
كلا قربنا -
كلا أمامنا -
وهكذا كانت السماء مشتعلة, كان يوما جميلا إذ فر الموت بعيدا عنا, لقد خاف جرأتنا "
برهة "
ولم ندخل الموضع إلا بعد أن شربنا الماء
لأنك قررت جلب الماء, وشربنا
"
فترة صمت.. يتقدم إليه "
هل أسقيك الماء يا صديقي
هل أزيل عن وجهك التراب
انه الماء يا صاحبي "
برهة "
من يريد أن اكتب له رسالة عليه جلب الأوراق -
هكذا كنت تقول لأننا نأخذ من وقتك ونجلس إلى جانبك لبعض الوقت ونخرج ومعنا رسالة وفيها أنبل المشاعر."
يخاطبه " من أين لك هذه الملكة يا صديقي انك معجم حب وعواطف, نفذت أوراقك ولكن قلمك ظل يكحل الأوراق
"
فترة صمت.. يتقدم إليه "
أحببتك مذ جالت عيني في وجهك السمح, وحين جالستك صار لزاما علي أن أرافق هذا الإنسان, وكبرت في نظري كفرسان العصور الغابرة عندما رفضت وبإصرار أمام جميع الجنود تنفيذ أوامر ضابط وحدتنا الذي أمرك بمعاقبة جندي آخر بتكسير العصا على رأسه وأجبته حينها, أيها الفارس بالرفض, وهذا ليس من عادة الجندي المطيع, وحذرك بالسجن لمدة شهر وحرمانك من الإجازة الشهرية التي كنا ننتظرها أكثر من طلوع الشمس وقلت له
ارفض هذا الأمر سيدي, لأني لست جلادا وواجبي حماية الوطن -
"بهمس قرب الجندي الممتد " هكذا كنت تتصور
قلت أنا لا اجلد الآخرين -
صرخ الضابط ولملم غضبه وكبرياه وقال
اتبعني إلى غرفتي -
لم يتوقع أي جندي قد شاهد الموقف بأنك ستخرج منه سالما بل انتظرنا ساعة العقاب ونوعه الذي لا يشبه أي عقاب, ولكن وبعد لحظات شاهدناك متجها خارج المعسكر وسألتك حينها
إلى أين تذهب أيها الصديق وأنا ممتلئ بالخوف عليك قلت -
سأتمتع بإجازة لخمسة أيام -
لم أصدقك للوهلة الأولى ولكن وبعد عودتك وضحت لي ما حدث, لان الضابط أعجب بشجاعتك ومنحك إجازة بدلا من العقوبة أيها الفارس
"
فترة صمت قصيرة "
اعرف أن أبي قد زارك مرارا وسألك عني, لأني لم اعد معك كعادتنا في نفس الإجازة
واعرف كم بكى وحزن عليّ وطلب منك إعادة القصة كلما انتهيت منها
بالله عليك يا ولدي اشرح لي بالتفصيل, فان النار تسعر في قلبي -
- قلت لك يا عماه إن القصف اشتد لأيام عدة, حتى اخذ الجوع مأخذه منا والعطش نال حصته هو الآخر, ولا أحدثك عن الخوف الذي تربص لنا واقفا أمام فتحة موضعنا يجرنا إلى الموت تارة وأخرى إلى جزء يسير من الأمان
وبعد يا ولدي هل يعني إن أخيك مات في موضعه من الخوف ؟ -
- كلا يا عم, الخوف كان ينخرنا ويشل حركتنا ولكنه لا يميتنا "
برهة " لقد قرر الخروج من الموضع والسير خارجة بعد أن صرخ بأعلى صوته احتجاجا على وضعنا
أين ذهب ؟ -
- اختفى, "
برهة " صدقني أيها العم الطيب بعد غيابه عشت أتعس الأيام وعرفت الحرب على حقيقتها وذقت مرارتها " برهة " كان يهون علي وهو أكثر من أخ
اعرف أن أبي كبر خلال عام واحد أكثر من عشرين عام وقد أصبح بين ليلة وضحاها رجلا عجوزا ولا اعرف كيف ابيض شعر رأسه بهذه السرعة
"
فترة صمت قصيرة "
هل أسقيك من دلوي بعض الماء
هل اغسّل وجهك وعينيك وأزيل التراب
انه الماء يا صحبي
عشرون يوما ونحن لم نغتسل
هل اغسل جسدك وأزيل عنه الشظايا التي استقرت فيه
هل اسقي خوذتك عساها تحل عن رأسك وتحتضن نبته
"
فترة صمت قصيرة ..يجلس إلى جانبه..يصلي عليه..ينهض..صوت انفجارت "
سأغادر, ولكن بي رغبة برش الأرض بالماء "
يرش الأرض بالماء " اشعر أنها عطشى
سأرش موضعك وبندقيتك "
يرش الموضع ببعض الماء"
سأبل وسادتك لعلها تنعشك وقت الحاجة "
يبحث عن الوسادة " ولكن أين هي ربما تناثرت مع الانفجار "برهة"
تعال معي واخترق الحد الفاصل بيننا, هناك ستطير حتما, وحتما ستضع حدا لهذا الصدأ وهذا الانهيار
بيني وبينك مسافة, أقدامك كفيلة بالاختصار والاختيار "
برهة.. يهم بالخروج ويضع الدلوين على كتفه كما كانا عند دخوله الأول "
سأرحل يا صاحبي, وأتركك وبندقيتك التي لم تطلق الرصاص
سأرحل أيها الهدف الذي كان ملعبا للرماة
سأجلس هناك بعيدا عن هذه الأنفاس
سأنتظرك على أبواب مدينة الحلم, وما أن ترتفع كفك وحفنة التراب, سأفتح لك الباب "
يخرج.. أصوات انفجارات تعقبها فترة صمت قصيرة.. يتحرك الجندي الثاني من مكانه قليلا والذي بالكاد نشاهده عبر وميض الانفجارات.. يرتفع رأسه المكبل بالخوذة .. يحاول الوقوف لكنه لا يستطيع, ويحاول ثانية وثالثة حتى يقف على رجليه وهو شبه منهار, ونشاهد آثار الانفجار بانتشار الرمل والتراب على وجهه مع بقع الدم التي تغطي بدلته"

الجندي الثاني:
ياه, كم كان حلما مفزعا, إلى أين تدعوني أيها الصديق ؟ بعد أن فجرت نفسك في حقل الألغام "
يمسك بندقيته وحفنة من التراب " سأنتظر هنا وبيدي حفنة التراب
"
صوت انفجار عاصف على خشبة المسرح يفوق الانفجار الأول بحيث يعتم المشهد ولا نشاهد شيئا سوى الدخان والخوذ المتطايرة والتي يتدحرج بعضا منها إلى قاعة المتفرجين".



- تمت -




 

free web counter