| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كفاح محمود كريم

kmkinfo@gmail.com

 

 

 

                                                                                   الأربعاء 10/10/ 2012

 

هذه ليست لغتنا!

كفاح محمود كريم   

انتشرت قبل أيام وصلة غنائية أرسلت بالبريد الالكتروني لكثير من الكتاب والإعلاميين بعنوان ( بنحبك بارزاني ) تتضمن مديحا للسيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان، وقد استفسر العديد منهم عن حقيقة تلك الوصلة الغنائية، وانبرى آخرون يتحدثون عن دكتاتور العصر في كوردستان، بل البعض الآخر اعتبرها جزء من ثقافة النظام السياسي في الإقليم، متناسيا الخيار الديمقراطي الذي انتهجه الإقليم وأحزابه وحركاته منذ الأيام الأولى لاستقلاله الذاتي قبل أكثر من عقدين من الزمان حينما طلب الرئيس بارزاني في أول خطاب له بعد انتصار الشعب في انتفاضة آذار 1991م أن تكون صناديق الاقتراع وسيلة لتداول السلطة في البلاد؟

ومن حيثيات هذه الأغنية يتضح بأنها قد نفذت وسجلت من جهة خارج الإقليم ولا علاقة للإقليم ومؤسساته ووسائل إعلامه المختلفة بها، كونها لا تمت بأي صلة لمنظومة وسلوكيات الإعلام الكوردستاني والأداء السياسي لجميع الأحزاب والحركات، بما فيها الحزب الديمقراطي الكوردستاني ورئيسه الذي يرفض مثل هذا السلوك والتعاطي، بل انه يشعر بالحرج أمام أي مديح من أي مواطن أو مسؤول، ولعل الكثير يتذكر كيف رفض أن يمنح شهادة الدكتوراه الفخرية حينما طلب احد الأساتذة في جامعة دهوك منحه إياها وقد بثت مباشرة على الهواء، وفي ذات المناسبة وأثناء خطابه في جامعة دهوك رفض بشدة اقتراح مفاده اعتبار يوم زيارته لتلك الجامعة عيدا أو يوما لها وقال لهم ما معناه وعلى الهواء مباشرة:

لا تصنعوا دكتاتورا بهذا السلوك، انا أقوم بواجبي الاعتيادي في زيارة الجامعة كأي مسؤول.

هذه المنظومة الفكرية والأخلاقية لا يمكن لها أن تقبل مديحا بأي شكل من الأشكال لأنها تؤمن بأداء الواجب الوطني في خدمة الشعب من هذا الموقع، والذين عرفوا الرئيس مسعود بارزاني يدركون تماما انه خارج هذا النمط من الثقافة بل ويرفضها بشكل قاطع، وهو الذي عمم قبل فترة ليست طويلة بمنع رفع صوره في نقاط السيطرة والأماكن العامة، وتخلو كل وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في كوردستان من هذا الشكل في المديح المج، بل وترفض بث أو استخدام هكذا نمط سواء في الأغاني أو الأناشيد باستثناء ما يتغنى منها بالوطن والشهداء ورموز الثورة الكوردية ممن رحلوا عن حياتنا من أمثال الزعيم مصطفى البارزاني ومحمود الحفيد وغيرهم.

لقد كنا لسنوات طويلة ضحايا للأنظمة الدكتاتورية ولتلك الثقافة البائسة في إعلامها الذي كان يلغي الكل من اجل الفرد ويكثف الوطن بأكمله والشعب بأسره في شخص رئيس أو ملك أو زعيم، ولعل الذين عايشوا وعاصروا الزعيم مصطفى البارزاني ممن هم خارج كوادر حزبه أو أركان ثورته من كل القوى الوطنية العراقية التي عرفته، يدركون حقيقة تلك المدرسة في التواضع والإيثار والواقعية، وذلك النهج الذي أصبح سلوكا لمعظم قيادات الحركة التحررية الكوردية وفي مقدمتهم الرئيس مسعود بارزاني.

 

free web counter