| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

قاسم محمد علي

kasim-delovan@live.dk

 

 

 

                                                                                     الأربعاء 27/7/ 2011

     

التجاوزات الإيرانية وموقف الدولة الإتحادية وحق الشعوب في العيش بسلام

قاسم محمد علي    

جددت المدفعية الإيرانية مرةً أخرى قصفها المكثف وغير الإنساني على قرى ومدن كوردستان العراق المحاذية للحدود الإيرانية بذريعة ملاحقة واستهداف مقاتلي «حزب الحياة الحرة» (پزاك). من ناحية أخرى تقوم إيران بحرمان إقليم كوردستان وشعوبها من الثروة المائية بقطعها مياه نهر ألون (نهر الوند) عن أطفال وأهالي مدينة خانقين وتخلف عمداً جفاف وكارثة إنسانية داخل أراضي إقليم كوردستان من خانقين وحتى منطقة حمرين بالإضافة الى قطعها المياه والأنهار وإعتداءاتها المستمرة على الصيادين العراقيين في الجنوب.

يعتبر القصف الإيراني المستمر للقرى والمدن العراقية في إقليم كوردستان المحاذية للحدود الإيرانية عدواناً صريحاً وخرقاً للأعراف والمواثيق الدولية ومخالفاً لقوانين حقوق الإنسان. الإدعاءات والتجاوزات الإيرانية على السيادة العراقية بحجة ملاحقة عناصر «حزب الحياة الحرة» (پزاك) لايبرر إطلاقاً قصف القرى والمدن الآمنة والآهلة بالسكان المدنيين وتشريد الآلاف والآلاف من المواطنين الكورد العزل الذين لاحول لهم ولاقوة. نذكر دولة إيران الإسلامية، من يدعي بإتباع نهج أهل البيت عليهما السلام ، أنها ليست من شيمة أهل البيت الإعتداء على الغير من دون مسبب، إنها ليست من شيمة أهل البيت قتل البشر وقتل الأطفال والنساء والحيوان من دون ذنب، إنها ليست من شيمة أهل البيت هدم منازل الأبرياء وتشريدهم من قراهم ومدنهم بذريعة ملاحقة مقاتلي حزب پزاك.

من جانب آخر إيران التي تبكي اليوم على الإمام الحسين عليه السلام الذي قتل عطشاناً قبل 1400 سنة على يد الذين قطعوا ماء الفرات عنه وعن أطفاله وأخيه أبو الفضل العباس عليه السلام تستخدم اليوم نفس الأسلوب وتقطع المياه والأنهار عن الأطفال وعن إخواننا أهالي الجنوب بالإضافة الى قطعها مياه نهر الوند عن أهالي وأطفال مدينة خانقين وعن مزارعها وسببت جفاف قاتل وكارثة إنسانية في خانقين والبصرة. أنها حقاً موضع الفخر والإعتزاز لأهالي خانقين البطلة الذين وقفوا لوحدهم بوجه التصرفات الإيرانية غير الإنسانية وغير المسؤولة ومنعوا دخول الشاحنات التجارية الإيرانية والزوار الإيرانيين بإستثناء المرضى الى داخل الأراضي العراقية من خلال معبر منذرية الحدودي لحين أطلاق إيران لمياه نهر الوند.

الدولة العراقية ملزمة بأن تمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن كل الأراضي العراقية، بما فيها أراضي الإقليم عندما تتعرض للإعتداء من قبل قوى عسكرية أجنبية تحت أي مسمى أو ذريعة، لا من خلال الرد العسكري غير المقبول والمرفوض أصلاً كوسيلة لحل الأزمات والخلافات بين الدول، وإنما باستخدام كل القنوات الدبلوماسية وعلاقات الجوار التأريخية والمقاطعة الإقتصادية للبضائع الإيرانية وتقديم الشكوى والإحتجاج ضد هذه الدول الى المحافل الدولية، بما فيها مجلس الأمن والإتحاد الأورپي، من أجل ممارسة القدر الأكبر من الضغط السياسي عليهم. لم يحدث في تأريخ الدول والشعوب، أن تتشكك الدولة في تصريحات مسؤوليها ومؤسساتها بينما تحترم وتثق في المقابل بتصريحات الدولة الأجنبية. هذا ماتقوم به العراق بالضبط حيث إنها من ناحية تجد الأعذار وتبرر القصف الإيراني لأراضيها وتعطي الحق لإيران بالدفاع عن نفسها ضد عناصر حزب پزاك وهذا ما أكده السفير الإيراني السيد حسن دانائي في مؤتمره الصحفي يوم الأحد 24 تموز في بغداد، ومن ناحية ثانية تتشكك الحكومة العراقية في تصريحات المسؤولين في الإقليم حول القصف الإيراني للمناطق الحدودية وترسل لجنة پرلمانية لتقصي الحقائق لهذا الغرض. إن تشكيل لجنة تقصي الحقائق من قبل الدولة العراقية تعتبر بحد ذاتها الطعن والتشكيك بمصداقية حكومة الإقليم وبمسؤولي الإقليم حول القصف الإيراني بالإضافة الى إنها بشكل غير مباشر بمثابة إبعاث رسالة الإطمئنان الى الجانب الإيراني ليستمر في قصفه للقرى والمدن العراقية ضمن إقليم كوردستان. إنه حقاً موضع الإستغراب، لأن لجنة لتقصي الحقائق تبعث من قبل هيئة، منظمة دولية أو جهة ثالثة محايدة لتثبيت الحقائق والتجاوزات بين طرفين للنزاع، أو تنظم من قبل الدولة لحسم قضايا خلافية أو مشاكل داخلية بين مكوناتها، وليس للتأكد من الحقيقة الساطعة، التي أكدها المسؤولون وحكومة الإقليم، حول القصف المدفعي الإيراني غير المبرر للقرى العراقية الحدودية وتهجيرها لمئات العوائل المدنية العزل وتدمير ممتلكاتهم. كان يفترض على الحكومة والپرلمان العراقي التحرك السريع لإيقاف الهجمات الإيرانية وتقديم شكوى ضد إعتداءاتها وتجاوزاتها على السيادة العراقية وخرقها للقوانين والأعراف الدولة وعلاقات حسن الجوار لدى المنظمات الدولية ومطالبتها من تلك المنظمات إرسال لجنة لتقصي الحقائق على الحدود العراقية الإيرانية لإطلاع العالم على الخروقات والإعتداءات الإيرانية على القرى والمدن العراق الحدودية ولإحراج إيران في المحافل الدولية وممارسة القدر الأكبر من الضغوط الدولية عليها. من جانب آخر إننا نؤمن إيماناً مطلقاً بإستخدام الطرق الدبلوماسية وإستخدام لغة التفاهم والحوار والإحتكام بالحكمة وبعلاقات حسن الجيرة لحل الخلافات والنزاعات والمشاكل بين الشعوب والدول، وبما أن قصف المدفعية الإيرانية للقرى والمدن الحدودية العراقية الواقعة ضمن إقليم كوردستان وتجاوزاتها على السيادة العراقية هي ليست المرة الأولى وإنما مخطط لها وتتكرر بشكل منظم بين فترة وأخرى، لذلك كان يتوجب على الحكومة العراقية إستدعاء سفيرها لدى إيران ومطالبة السفير الإيراني بمغادرة العراق لحين وقف إيران قصفها غير الإساني للمدنيين العزل في المناطق الحدودية في الإقليم ووضع حداً لتجاوزاتها المستمرة على السيادة العراقية ومطالبتها بدفع التعويضات للمتضررين من جراء تجاوزاتها والدمار الذي ألحقته بحياة الناس وبممتلكاتهم.

في الختام نناشد ضمائر قادة الإسلام في إيران الوقف الفوري والى الأبد لمثل هذا العدوان غير الإنساني والبعيد كل البعد عن القيم والصفات الإسلامية العالية، والكف عن سياسة قتل أطفال الكورد الأبرياء وهدم منازل المواطنين العزل وقصف مدنهم وقطع المياه عنهم وخلق كارثة إنسانية في مناطقهم، بالإضافة الى الإلتزام بالقوانين الدولية ومراعاة علاقات حسن الجوار واحترام سيادة البلدان وحق الشعوب في العيش بسلام وأمان.

 

دانيمارك \ كوبنهاكن، الأربعاء 2011 / 7 / 27


 

free web counter