| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

قاسم محمد علي

kasim-delovan@live.dk

 

 

الأربعاء 16/6/ 2010

     

من يبادر بإرسال قافلة الحرية والنجاة
لوقف العدوان الإيراني على إقليم كوردستان

قاسم محمد علي
kasim-delovan@live.dk

نحاول من خلال هذا المقال الربط بين القصف الإيراني والتركي اليومي للقرى والمدن الحدودية الكوردية في كوردستان العراق وبين الخطوات التركية الإيرانية بإرسال سفن الحرية الى قطاع غزة وصمت الدولة العراقية تجاه العدوان الإيراني ودخولها أراضي الإقليم.

تقوم الدولة الأسرائيلية بفرض حصار على قطاع غزة منذ عام 2007 اثر فوز حماس في الأنتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 بحجة منع تهريب الأسلحة الى داخل القطاع. في هذه الأيام بادرت الدولة التركية بإرسال سفن الحرية الى القطاع لمساعدة الشعب الفلسطيني. هذه المبادرة تعتبر بحد ذاتها عمل إنساني بغض النظر عن النوايا والمكاسب السياسية التي قد يحصل عليها الطرف المبادر، وأنها ليست موضوع البحث هنا.

نحن ندعم ونؤمن بنضال الشعوب وحقها الشرعي في تقرير مصيرها بما فيها الشعب الفلسطيني والشعب الكوردي وجميع الشعوب المضطهدة في العالم، بمعناها الأستقلال السياسي وتشكيل دولها القومية. كما أننا نشجب وندين الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ونعتبره عدواناً وخرقاً لكل الأعراف والمواثيق الدولية ومخالفاً لقوانين حقوق الإنسان. وفي المقابل نعتبر أيضاً القصف الإيراني والقصف التركي المستمر للقرى والمدن الكوردستانية المحاذية للحدود الإيرانية والتركية عدواناً صريحاً وخرقاً للأعراف والمواثيق الدولية ومخالفاً لقوانين حقوق الإنسان. الإدعاءات الإيرانية والتركية لقصف المدن الكوردية، من جانب إيران بحجة ملاحقة واستهداف مقاتلي «حزب الحياة الحرة» (پزاك)، ومن جانب تركيا بحجة ملاحقة حزب العمال الكوردستاني، لا يبرر إطلاقاً قصف القرى والمدن الآمنة والآهلة بالسكان المدنيين وتشريد الآلاف والآلاف من المواطنين الكورد العزل الذين لاحول لهم ولاقوة. إن هذه المشكلة ليست مسألة عسكرية يمكن حلها عن طريق القصف المدفعي والهجوم العسكري، وتركيا، الدولة الإقليمية العظمى تحارب حزب العمال الكوردستاني لأكثر من 25 عاماً، ومن دون جدوى. لذلك نعتقد بأن هذه المشكلة إنما هي قضية سياسية، وبالتالي قد يمكن حلها بإسلوب حضاري وبشكل سلمي عن طريق الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات وقبول الآخر والأعتراف بالحقوق القومية للشعوب الأخرى، إذا كانت هناك رغبة صادقة ونوايا للسلم وعزيمة عند الطرفين لحل هذه المشكلة القومية حلاً سلمياً وديمقراطياً.

قوات حلف شمال الأطلسي رغم أنها أكبر قوة عسكرية في العالم، لا تستطيع السيطرة على الحدود الباكستانية الأفغانية، رغم تواجدها المكثف في تلك المنطقة الحدودية، وبالتالي لا تتمكن من منع تسلل قوات الطالبان أو القضاء على معاقل الطالبان على الحدود. كذلك تقصف القوات التركية وتشن الهجمات العسكرية ومنذ سنين طويلة على جبل قنديل لكن من دون جدوى. وإيران تقصف أيضاً ومنذ سنين القرى والمدن الكوردية في إقليم كوردستان على الحدود العراقية الإيرانية، دون أن تتمكن من القضاء على مقاتلي حزب پزاك، فما هو الهدف إذن من القصف المستمر للقرى والمدن الكوردية الآمنة في الإقليم، وقتل المواطنين الكورد الأبرياء وتدمير قراهم ومدنهم وتشريد آلاف العوائل الذين لا حول لهم ولا قوة؟

الفرق بين العدوان على القطاع وإقليم كوردستان هو أن قطاع غزة محاصر من قبل الدولة الإسرائيلية، لكن إقليم كوردستان المسلم محاصر ويقصف يومياً، بالمدافع الثقيلة والطائرات الحربية ويقتل أطفال الكورد ويشرد أبناءه المسلمين، من قبل نفس هذه الدول الإسلامية التي تتظاهر وتدّعي بأنها تدافع عن الشعب الفلسطيني المسلم. من يدافع، وبنوايا صادقة وفي خدمة الإنسانية، عن الحق وعن الشعوب المسلمة وعن الإنسانية عامةً في مكان ما ، لا يمكن أبداً أن يقتل بنفسه، ومن دون ذنب أو مبرر، البشر والمسلمين الأبرياء في مناطق أخرى من العالم ويشردهم من ديارهم ويدمر قراهم ومدنهم!

من يبادر بإرسال قافلة الحرية والنجاة لوقف العدوان الإيراني على إقليم كوردستان ومنع قتل أطفال الكورد المسلمين، أحفاد قائد الإسلام والمسلمين ومحرر القدس الشريف صلاح الدين الأيوبي؟ نذكر دولة إيران الإسلامية، من يدعي بأتباع نهج أهل البيت، أنها ليست من شيمة أهل البيت سلام الله عليهم الإعتداء على الغير من دون مسبب، إنها ليست من شيمة أهل البيت عليهم السلام قتل البشر وقتل الأطفال والنساء والحيوان من دون ذنب، إنها ليست من شيمة أهل البيت عليهم السلام هدم منازل المسلمين الأبرياء وتشريدهم من قراهم ومدنهم (في إقليم كوردستان)، بذريعة ملاحقة مقاتلي «حزب الحياة الحرة» (پزاك)، إنها ليست من شيمة أهل البيت عليهم السلام التوغل الى داخل أراضي الغير واحتلالها، بحجة استهداف مقاتلي پزاك.

ما يصعب على الشعب الكوردي والقوى الوطنية العراقية إستيعابه هو صمت الدولة العراقية تجاه العدوان الإيراني على الأراضي العراقية وقصفه اليومي ولأكثر من عشرين يوماً على القرى والمدن الآمنة والآهلة بالسكان المدنيين في إقليم كوردستان وانتهاكه للسيادة العراقية من خلال دخول القوات العسكرية الإيرانية للأراضي العراقية في الإقليم. الدولة العراقية ملزمة بأن تمارس حقها الطبيعي في الدفاع عن كل الأراضي العراقية، بما فيها أراضي الإقليم عندما تتعرض للإعتداء من قبل قوى عسكرية أجنبية تحت أية ذريعة كانت، لا من خلال الرد العسكري غير المقبول والمرفوض أصلاً اللجوء اليه لحل الأزمات والخلافات بين الدول، وإنما باستخدام كل القنوات الدبلوماسية وعلاقات الجوار التأريخية والمقاطعة الإقتصادية للبضائع الإيرانية والتركية أيضاً وتقديم الشكوى والإحتجاج ضد هذه الدول الى المحافل الدولية، بما فيها مجلس الأمن والأتحاد الأورپي، من أجل ممارسة القدر الأكبر من الضغط السياسي عليهم وإحراجهم دولياً.

في الختام نناشد ضمائر قادة الإسلام في إيران الوقف الفوري والى الأبد لمثل هذا العدوان غير الإنساني والبعيد كل البعد عن القيم والصفات الإسلامية العالية، والكف عن سياسة قتل أطفال الكورد الأبرياء وهدم منازل الكورد المسلمين وقصف مدنهم، بالإضافة الى الإلتزام بالقوانين الدولية ومراعاة علاقات حسن الجوار واحترام سيادة البلدان وحق الشعوب في العيش بسلام وأمان.

 

دانيمارك\كوبنهاكن، الأحد 13 حزيران 2010


 

free web counter