| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

قيس قره داغي

 

 

 

 

الخميس 30/3/ 2006

 

 

 

الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده الميمون

 

قيس قره داغي

لا أود استعراض التاريخ الطويل للحزب الشيوعي العراقي ولا ارى حاجة الى ذلك ونحن نعرف ان الكتابات الموجودة في رفوف المكتبات عن الحزب من قبل مؤيديه وأعداءه وكذلك الكتابات المحايدة التي يمكن وصفها بالاكاديمية تضم المجلدات التي سوف تبقى تغذي الباحثين بزاد سياسي لسبعة عقود وسنتان من تاريخ العراق من جهة و تغذي الاجيال العراقية المتعاقبة بدروس وعبر من الانتصارات والانتكاسات ، من الصمود والاستسلام ، من الاضطهاد السياسي الذي مورس ضد أعضاء هذا الحزب من قبل كافة الحكومات العراقية المتعاقبة سواء في العهد الملكي أو الجمهوري ، فالميزة التي ينفرد الحزب الشيوعي العراقي دون سواه من بين كافة الاحزاب والحركات السياسية العراقية قاطبة هي ان هذا الحزب حوصر بين ضغوطات عدة ، فمن جهة حاربتها الحكومات كونها حزبا معارضا له قاعدة جماهيرية واسعة بين قطاعات الشعب العراقي في الجنوب والوسط وكوردستان ، ومن جهة ثانية حوربت من قبل السطات الدينية المتزمتة واطلقت بحقه العديد من الاشاعات الكاذبة و المغرضة لتشوية سمعته ولا سيما بين بسطاء الناس ، ومن جهة ثالثة حوربت من قبل الاحزاب الشوفينية وعلى راسها حزب البعث الفاشي الذي وضع امكانيات كبيرة ضد الحزب الشيوعي قبل وأثناء سيطرته على مقاليد الحكم في العرق ، ومن جهة رابعة كانت الحكومات الرجعية في المنطقة أيضا تناصب العداء ضد ه وتتعاون مع الحكومات العراقية في عدائها وأخمادها لصوته .

وكان لا بد من جراء تلك الضغوطات المفروضة على الحزب أن تنجم عنها إفرازات سلبية أثرت على مسيرة الحزب من قبيل إحداث الشروخ والانشقاقات العديدة وكذلك قرارات خاطئة أتخذها الحزب أدت الى تحجيمه بعض الشئ وفي بعض الاوقات ولعل أخطرها تشكيل الجبهة مع حزب البعث وبالتالي إبتعاد الكثير من أعضائه ومؤيده من صفوفه وتعريض البقية الباقية الى قمع الحليف بعد أن غدر به ، ولكننا لا نود أن نقول الكثير عن الاخطاء والاخفاقات ونحن في حضرة ذكرى مرور 72 عاما على تشكيل الحزب الذي وصف العراق في فترة من الزمن من باب الحسد والتهكم بالمد الاحمر نظرا لالتفات أكبر نسبة من العراقيين حول حزب يناضل خارج السلطة ولم يسجل أي حزب خارج السلطة في العالم مثل تلك النسبة من الاعضاء بين صفوفه ولا يمكن نسيان حقيقة تاريخية في هذا الميدان وهي أشبه بطريفة حيث أن حزب البعث الفاشي لم يكن حزبا معروفا لدى عامة العراقيين وقد تم التعرف عليه في مظاهرة جماهيرية للحزب الشيوعي أكتسحت شارع الرشيد بمناسبة توزير عضوة له في وزارة الزعيم عبدالكريم قاسم وهي نزيهة الدليمي فطفقت الجماهير تقول ( نزيهة صارت بالحكم موتوا يا بعثية ) هذا الشعار المنطلق من جماهير أكبر وأقدم حزب عراقي دفع الناس ان يتسائلوا ، من هم البعثيون هؤلاء يا ترى ؟ وهكذا تحول الشعار الى دعاية مفيدة لحزب اقتصرت تنظيماته على بعض الخلايا في منطقة الاعظمية وجانب الكرخ ببغداد لكي ينموا وينقلب على الحكم القاسمي ويسجل صفحات سوداء من الاستبداد والقمع لأربع عقود من تاريخ العراق الحديث  .

في الذكرى الثانية بعد السبعين يحدونا الامل أن يعود الحزب الى سابق مجده ونقول ما أحوجنا الى تفاعل الجماهير مع الحزب الشيوعي العراقي صاحب التراث الغني في العراق لتتكامل صورة الديمقراطية التي نريدها للعراق وأعداء الديمقراطية والعراق يحاولون بشتى السبل تهميش الدور الذي يلعبه الحزب وكافة الاحزاب العلمانية الاخرى في العراق فلولا هذه الاحزاب لتحول البلد الى ضيعة لقوى الظلام يمارسون فيه القتل والتنكيل والسطو وتفعيل شرائع الغاب بدلا من بناء المجتمع المدني ، فالتموا حول حزب الفقراء والا أكلكم أغنياء الحرب وحديثي النعمة والقادمون قفزا على أشلائكم في المقابر الجماعية  .

المجد لشهداء الحزب الشيوعي العراقي