نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

قيس قره داغي

 

 

 

 

الخميس 2/3/ 2006

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 


هذا ما قالته الصحافة التركية حول زيارة الجعفري

 

قيس قره داغي

حينما يدلو كاتب كوردي  برأيه حول زيارة رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته الى تركيا في ظرف يعد من أصعب وأدق الظروف التي مرت على العراق عبر تاريخه الطويل ، تلصق به تهمة العداء للجعفري ولذلك أعرض بعض ما قالته الصحافة التركية نفسها حول هذه الزيارة لكي يكون القارئ هو الحكم على الموقف الحرج الذي خلقته هذه الزيارة .

يدعي البعض ان الكورد ( يخافون ! ) الدولة التركية ولذلك تأخذهم الريبة من أية علاقة تقيمها الاطراف العراقية مع هذه الدولة وهم على خطأ كبير من أطلاقهم لمثل هذه الاعتقادات ، فالخشية من تصرفات دول ملفها أزاء الكورد ملطخ بالغدر والخديعة عمل إيجابي ينم عن اليقظة السياسية التي نريد ساستنا الكورد الاتصاف بها ، وربما يغض مثل هؤلاء الطرف عن موازين القوى وما طرأت من تغيرات جذرية عليها لصالح الكورد في المنطقة وإن تركيا لم تعد تلك الدولة الشقية التي كانت  تسرح وتمرح  بجيوشها الجرارة في مناطق بجنوب كوردستان حتى الاعوام القليلة التي سبقت تحرير العراق وان الكورد بدورهم ليسوا كورد التسعينات ، فلاحظوا كيف يحسب الاتراك حسابهم لبيان الرئيس جلال طالباني ، فهذا الكاتب أيلنيور جيفيك يستعرض الوضع السياسي القائم في العراق ويلوم الدولة التركية معاتبا على شكل سؤال :

لماذا دعي رئيس الوزراء العراقي الى انقرة ؟ ألم يحسبوا حساب التأزم الذي رافق هذه الزيارة الى العراق ، ثم يقذف اللوم على السفير التركي في بغداد السيد اوغوز كيليك كويل ويتسآءل قائلا ، لماذا لم ينصح السفير مرجعه بخطورة هذه الزيارة على المصالح التركية في العراق ، وترى لماذا اخفى هذا السفير خبر الزيارة على الرئيس الطالباني وقد ألتقاه قبل ايام قليلة من الزيارة هذه ؟

ويؤكد جيفيك وهو من كبار محرري صحيفة ( حريت ) الواسعة الانتشار في تركيا ويقول بانه قد اتصل بمصادر مختلفة في الحكومة العراقية وقالوا له بان الجعفري رئيس وزراء لتصريف امور في العراق وهو لا يمثل الا شريحة واحدة داخل النسيج الشيعي في العراق وعليه كان على تركيا ان لا تفتح باب امتعاض الشعب العراقي على نفسها ، ويتسائل الكاتب أيضا فيقول بان الصحافة التركية تعج بكتابات حول سفك الشيعة لدماء السنة في العراق ( هكذا ) فهل بامكان الجعفري إيقاف حمامات الدم هذه ؟

وفي ختام مقالته يقول جيفيك كان على تركيا ان تتباحث مع اطراف اخرى في مثل هذه المسائل الصعبة بدلا من الجعفري ( ايران مثلا ) لكي تكسب تركيا تصفيقا حارا من لدن كورد العراق بالدرجة الاولى والعرب السنة وكافة شرائح الشعب العراقي والمجتمع الدولي بدلا من امتعاضهم الذي يكلفنا كثيرا .

هنا نتسائل نحن باعتبارنا ( عراقيون ) والجعفري يرأس وزارة العراق ، ما الذي يريد ان يقوله لنا بعد ما كان أرفع موظف من ضمن مودعيه في مطار أنقرة هو السيد ( حياتي سويلو ) نائب محافظ أنقرة ، اليس هذا أنتقاص من شأن رئيس وزراء دولة كالعراق وخرق للبروتوكول الدبلوماسي ولا يفقه البعض مع شديد الاسف ؟

وثم ماذا عن قوله عن كركوك في معرض رده عن سؤال لاحد الصحفيين - ان الدستور يضمن وحدة واستقلال العراق وهذا ما سنقوم بتطبيقه - فنحن نقرأ من وراء السطر هذا تطمين لتركيا بصدد مخاوفها حول زعم تقسيم العراق من قبل الكورد وزج قلق جديد الى نفوس شركائه الكورد باعتباره لم يحرك ساكنا بصدد تطبيع وضع كركوك كما هو مثبت في المادة 58 في قانون ادارة الدولة العراقية الملزم تطبيقها من قبل الوزارة التي أنتهت ولايتها ولم تفعل اي شئ وربما شهدنا إجراءات تصب في الاتجاه المعاكس لتطبيع كركوك ، والآن يعود رئيس هذه الوزارة لزرع ذات المخاوف في نفوس أبناء وبنات  كركوك وقبل التصويت على قبول ولايته الثانية ومدتها أربعة سنوات وتضاف اليها ربما أكثر من سنة ، ولاية تصريف أمور ومباراة الفوز بمقاعد براقة لا طائل ورائها للشعب العراقي .

صحيفة يني شفق ( الفجر الجديد ) تقول ان المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة العراقية لم تعقد ربما بسبب بيان رئاسة جمهورية العراق الفدرالية الذي قال ان العراق سوف لا يلتزم بأية صفقات تجرى مع رئيس حكومته الجعفري كون زيارته مخالفة دستورية ولم يخبر اركان الدولة العراقية المتكونة من رئاسة الجمهورية والبرلمان والوزارة .

أما موقع سي إن إن التركية فقد نقل عن الجعفري كون زيارته قانونية وإنه قد استشار مستشاره القانوني بذلك وأنه اي الجعفري يكن احتراما شديدا لتركيا .

الزيارة مهما كانت ، فهي قد فتحت طلاسم برنامج الجعفري المخفي لحكومته القادمة ما جعل موضوع الثقة به من قبل شركائه في المحك ما يجعله فترة أطول ينتظر في مقعد رئيس الحكومة لتصريف الامور فقط وربما سيقود موضوعة تشكيل الحكومة القادمة في كف عفريت والمتضرر ابناء العراق بعربهم وكوردهم وتركمانهم وكلدوآشوريهم وصابئتهم وسائر شرائحهم وهذا هو البلاء الاعظم .