| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

عبدالكريم هداد

kareemhadad@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 1/9/ 2008

 

من صنع هذا الأعلان ...؟؟

عبد الكريم هداد

الجميع يصرح ويعلن في العراق أمام وسائل الإعلام المحلي خصوصاً، من كان لديه منصب أم من دون ذلك، وهم، أي مالكي الأحزاب العراقية، التي أصبحتْ لا تعد ولا تحصى بفعل أموال الحواسم والدول المجاورة، تتداخل في حضور أسماءها ورجالاتها من على منصات مؤتمرات العشائر أو الزيارات شبه اليومية للمراجع الدينية حين تشد فضائهم ، والكل يصرح بشجب الطائفية التي رفعوا لوائها داخل أروقة الدولة العراقية، وخاصة سلم تعينات الموظفين المعمول به على جدول نسب المحاصصة المقيتة، وهذا ما أوضحته تعينات سفراء العراق الأخيرة، واليوم يتناسون إنهم مازالوا يقفون تحت يافطات مسميات أحزابهم الطائفية في سياساتها ومراجعها ومخصصات كراسي المناصب، التي يتناطحون ليل نهار من أجل الحصول عليها، أو التشبث به، إن كان لهم كرسي سيادي ذا ميزانية يسيل لها اللعاب في مجلس النواب العراقي صاحب أفخم مخصصات مالية.

إن هذا التقديم أستهل به، وأنا أشيط اشمئزازا من إعلان حكومي عراقي، لا أعرف من أخرجه تلفزيونياً وصمم فكرته أو المؤسسة التي قامت بالموافقة عليه وتسويقه، وهو إعلان مصور يبث يوماً عبر عدد من الفضائيات العراقية مدفوع أجره من المال العام وخزينة الدولة العراقية، المشهد يظهر طبيب أسنان يقلع أحد أسنان مرضاه، لينتهي الإعلان بعبارة " المفسدون لا قاعدة لهم في العراق" إن مؤدلجي هذا الإعلان الدعائي الباهت كما إعلانات أخرى كثر، مأخوذ مما يتداوله العامة، والتي تؤجج ضحالة العقل والتفكير الطائفي، والفكرة مفادها، إن مواطنا دخل لطبيب أسنان، ليخبره إن " سني......". ليرد عليه الطبيب " وهل هناك سني غير ....." أليس هذا ما يريده الإعلان. ولا أدري من صاحب ومروج الشريط الدعائي هذا، وكيف لم يمر على مسمعه حديث النبي محمد بن عبدالله(ص) حين قال عن الجسد الواحد: " إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

فأين صانعوا الذاكرة الجديدة من صناعة هذا الخراب الجديد ، الذي يتعكز على صناعة ذاكرة أخرى، لكن من غبار وضجيج ثقافة العنف والحروب ونجوم مهرجاناتها الرادحة على إيقاع قوانين وقرارات "قائد الضرورة". والتي حاولت طمس الركائز الحقيقية لأشراقات نيرة في تحفيز جذوة ثقافتنا العراقية النظيفة بإنسانيتها. لذلك لا ادري، كيف مر تصريح السيد وزير الثقافة العراقي مرور الكرام أمام قراءات مثقفي العراق....؟ حين ساوى في لقاء مع جريدة المدى الغراء (*) بين ثقافة الضحية والجلاد، بين الشاعر المبدع مظفر النواب وقصائده التي تشهد له، والشاعر عبدالرزاق عبدالواحد الذي مازال يبكي سيده الذي فتح ابواب البلاد لجحيم الحروب وأمريكا.

 

(*) جريدة المدى العدد الصادر بتاريخ 23 حزيران 2009


 

free web counter