| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

خالد صبر سالم

 

 

 

 

الأحد 8 /4/ 2007

 

 

ثانية ً
فاتِكُ الأسديّ يُحاولُ قتلَ المتنبي

خالد صبر سالم
Kaleed_sabr@yahoo.com

وأخيرا ً فاتكُ جاءَتـْهُ الأنباءُ بأنَّ المتنبّيَ لمْ يُقتـَلْ في دَيرالعاقولْ
بلْ هوَ في بغدادَ يعيشُ يَملأ ُ دنيا يشـْغلُ ناسا ً وعقولْ
هوَ لا يَسكنُ دارا ً بل دورا ً تـَمتدُّ على طول الشارع
وبكلِّ الألسن راحَ يقولْ
وخيْرُ جليس ٍفي الرصيفِ كتابُ
في حضْرتهِ يأتي مِنْ كلِّ العالم أحبابُ
فيُقدِّمُ قهوتـَهُ الخالصة َ الحِبر ِ ولا يَرتابُ
وعلى طول الوقتِ يُرحّبُ إذ ْ يأتيهِ موليرُ ودسْتوفسْكي والسيّابُ
ونوالُ السعْداويّ وبشـّارُ وزرْيابُ
وأبو تمّام ٍ يأتيهِ وأفلاطونُ وميرابو
شعراءٌ ، فنـّانونَ وكتابُ
حتـّى الأطفالُ يَجيئونَ لكي يُعطيَهمْ أقلاما ًوقراطيسَ
فتـُفتـَحُ للعلـْم الأبوابُ
* *
رحْتُ إليهِ يوما ً كي يُشركـَني في حَلـْقة قوم ٍ
القولُ لديهمْ إعرابُ
فوجدْتُ هناكَ بحضْرتهِ كلَّ نـُحاة ِ الكوفة ِ والبصرةِ
في الحلـْقةِ كانَ الجمهورُ وطلابُ
الجدلُ الدافئ ُ بينـَهمُ في قول اللهِ تعالى(قالـَتْ ــ بالتاء ِ ــ الأعرابُ)
ولماذا لمْ يَدخلـْهمْ إيمانٌ ؟
أيراهمْ ــ جَلَّ تعالى ــ سيُعشـْعشُ فيهمْ إرهابُ ؟!
(هامشٌ)/
يَروي الراوي :ــ أنَّ المتنبّيَ لاقاهُ في دَير العاقول الأعرابُ
واُكرِّرُ دَيرَ العاقولْ
لا دَيرَ التين ولا الزيتون ِولا حتـّى دَيرٌ للفولْ
فاتكُ قدْ قـَتـَلَ المتنبي ،
ما شاركه عرب في القتل ولكن أعرابُ
(ذلكَ ما يَرويه الراوي)
لكنَّ المتنبّيَ كانَ يظنُّ بأنَّ الأعرابَ لقدْ حَضَّرَهمْ برميلُ النفطِ
وعولمة ٌونساءٌ ترقصُ رقصا ًغربيّا ًوشـَرابَُ
وبأنَّ العالمَ في القرن الحادي والعشرينْ
أصبحَ يخلو مِنْ فاتكَ ، مِنْ كافور الإخشيديِّ ومِنْ مجتمعينْ
حولَ فتاتِ موائدِ سيفِ الدولةِ في الشام ِ
ومنتظرينْ
أنْ يمنحَهمْ مَنْ يجلسُ فوقَ أريكةِ سيفِ الدولةِ أوسمة ًونياشينْ
تكريما ً للتفخيخ ِالدامي بينَ العمال ِ
وبينَ صبايا بغدادَ الحُلواتِ وأطفال ٍومساكينْ
* *
أصبحَ فاتكُ يأكلـُهُ الحقدُ إذ ْ كيفَ يعيشُ المقتولْ ؟!
فاتكُ يَذكرُ أنَّ السيفَ تـَعمَّقَ في قلب المتنبّي في دَيرالعاقولْ
كيفَ يكونُ المقتولُ لهُ دُورٌ طولَ الشارع في بغدادْ ؟!
كيفَ وفي حضرتهِ يأتي آلافُ الناس ِومِنْ كلِّ الدنيا ؟!
وا ألـَما ً!! واعجَبا ً!! (يصرخ فاتك)
لا زالَ المتنبي يشغلُ ناسا ً يملأ ُ دنيا ؟!
كيفَ يكونُ المتنبّي المقتولُ بدير العاقولْ
يشربُ مِن دجلة َماءا ً ، يتوضّأ ُ، يسبحُ في نهر ديالى وفراتْ
فكـَّرَ فاتكُ مَرّاتٍ مَرّاتْ
يَملؤهُ الحُمقُ الأعرابيُّ وحقدٌ أسوَدْ
واستنتجَ أنَّ المتنبّيَ ليسَ هوَ الخصمَ الأوحَدْ
بلْ كلُّ ضيوفِ الشاعر في ذاكَ الشارعْ
فٳذنْ مَنْ يَعشقْ فكرا ًفنـّا ًكلماتْ
فلـْيلحقْ كلَّ الأمواتْ
وإذنْ تمْتمَ فاتكُ : لا فائدة ٌمِنْ سيفٍ مصقولْ
: إنَّ القرنَ الواحدَ والعشرينْ
فيهِ سلاحٌ غيرَ السيفِ قدْ يَقتلُ آلافا ً وملايينْ
عَبَّأ َ تفخيخاتِ التي أنْ تي
راحَ إلى الشارع يَهتفُ ــ جَهْلا ًــ باسم ِاللهِ ويَقذفُ بالرعب وبالموتِ
وصَحا العالمُ مِنْ هَول ِالرُعبِ وظـُنَّ المتنبي قدْ ماتْ
لكنْ حتـّى ما استأجرَ فاتكُ مِنْ ٳعلام ٍ وفضائياتْ
لمْ تـُنكرْ أنَّ الفاتكَ هذا قدْ ماتَ
وأخطأ َفي هذي المرّةِ أيضا ً إذ ْ انَّ المتنبّيَ ما ماتْ

آذار2007