| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

خالد صبر سالم

 

 

 

الأحد 6/7/ 2008



الى روح الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم

العَهدُ الوَثيقُ

خالد صبر سالم

مِن مخاض الليل والضيمُ مُفيقُ

جئتَ فالدنيا انعتاقٌ وشروقُ

أودَعَتْ فيكَ الليالي حُلـْمَها

واستظلـَتْ بكَ شكوى وحقوقُ

كيفَ خـَبَّأتَ بعينيكَ الضحى

وبعينيكَ لقد فاضَ البريقُ

كنتَ بالثورة عبَّدْتَ المنى

واحْتوتـْنا بكَ والحُبّ طريقُ

لمْ يكنْ يخدعُنا إحساسُنا

قدْ صدقـْتَ الوعدَ يا نِعْمَ الصَدوقُ

* *

جئتَ والوادي طغى فيهِ الخنا

وطغـَتْ بينَ أهاليهِ الفروقُ

فقصورٌ رقدَتْ في دُعْرها

وعلى الأكواخ قـَهْرٌ مُستفيقُ

وحقولٌ اُتخِمَتْ مِنْ ثمَر ٍ

والذي يزرعُ فيها لا يذوقُ

وأيادٍ أكلَ القيدُ بها

وأيادٍ طـَوعُها نـَقـْدٌ وسوقُ

وعلى موطنِنا مُستعمِرٌ

نحوَ أحلافٍ بهِ راحَ يسوقُ

فإذا عَهدُكَ خيرٌ واعدٌ

وإذا الموطنُ حُرّ ٌ وطليقُ

* *

أيّـُها الباني ولا دارَ لهُ

لكَ دارٌ حضنـُهُ القلبُ الخفوقُ

أيّـُها الزاهدُ عَفـَّتْ يدُهُ

واحتوى أخلاقـَهُ الطبعُ الرقيقُ

لِمَ رَدَّدْتَ عفا اللهُ على

سالفٍ في جُرْمهِ جارَ العقوقُ

أوَ تدري ما الذي حَلَّ بنا

فدماءٌ باكياتٌ وحريقُ

وحروبٌ ما لها مِنْ سَببٍ

وحصارٌ يبسَتْ فيهِ العروقُ

ودَعِيّ ٌ راحَ في استبدادهِ

يَنشرُ الرعبَ بما كانَ يَروقُ

كلّ ُ ما نملكـُهُ مَكرمة ٌ

منهُ فهْوَ السيّدُ المُعْطي الشفيقُ

منهُ ما نـُطـْعمُ أو نشربُ بلْ

كرَمٌ منهُ زفيرٌ وشهيقُ

قدَرٌ لا بُدَّ أنْ نرضى به

إنْ شكونا فهْوَ جُبنٌ ومُروقُ

هوَ مَنْ يمنحُنا أوقاتـَنا

فبأمر ٍ منهُ نغفو أو نفيقُ

هوَ معصومٌ ومنصورٌ وإنْ

أجْنبيّ ٌ باتَ بالكرخ يَحيقُ

* *

أيّـُها الراحلُ لكن بقيت

منهُ اجناء عطايا ورحيقُ

لمْ نزلْ نوليكَ عهدا ًراسخا ً

قدْ نماهُ الصدقُ والحُبّ ُ العميقُ

أينَ طاغ ٍكانَ قدْ أبْحرَ في

دمكَ الغالي وقدْ ظلَّ يُريقُ

ها لقدْ أوْدعَهُ الجهلُ إلى

مَوجهِ العاتي وقدْ ضاقَ مضيقُ

وهْو بالباغي الذي أنـْهيتـَهُ

حينما ثرْتَ شبيهٌ ولـَحوقُ

إنـّهُ حُكمُ طغاةٍ قدْ مضى

ومضى قـَسْرٌ وتجْويعٌ وضيقُ

وتهاوى نحوَ ذلٍّ صَنمٌ

فإذا الطغيانُ مهزومٌ زهوقُ

ذهبَتْ أيّامُهُ وارتفعَتْ

لكَ في الذكرى مَنارٌ وبُروقُ

* *

أيّـُها الراحلُ في وجداننا

طِبْت ذكرى ولكَ العَهْدُ الوَثيقُ





 

free web counter