| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

خالد صبر سالم

 

 

 

                                                                السبت  12 / 7  / 2014

 

 كـرْدسْتان، سنـّيسْتان، شيعسْتان... شكـْراً لكمْ

خالد صبر سالم


شكـْراً لكمْ.... (وِيّاهَ هَلـْهولـَهْ)
قـَدِ اغـْتـَصَبْتـُمْ وطني فـَوقَ فراشِ العُهْرِ والرذيلهْ
وبَعْدَها صرْتـُمْ لهُ قابـِلـَةً مَشـْبوهَةً
مأذونـَةً مِن دوَلِ الحِقـْدِ الذي لمْ يُشـْفِ مِنْ دمائِنا غـَليلـَهْ
قابـِلـَةً مأذونةً تـَسْعى لكي تـُولِدَ مِنْ مَخاضِ مأساةٍ لنا
ثلاثةً مِنْ لـُقطاءَ ، كـُلـُّهُمْ مِنْ نـُطـَفٍ مجْهولهْ
أبوهُمُ إبْنُ أبيهِ ،
اُمُّهُمْ مُغـْتـَصَبٌ عَفافـُها ليسَ لها في دَفـْعهِ مِنْ حِيلهْ
أوّلـُهُمْ سَمَّوْهُ كـرْدسْتانْ
يَبْرعُ في تـَهْريبهِ النفـْطـَ إلى مَوانِئٍ لدَوْلةٍ دَخيلةٍ
مَعْروفةٍ بالبَغـْيِ والعدوانْ
بحجَّةٍ واهية هـَزيلـَهْ
ثانيهمُ سَمَّوْهُ سنـّيسْتانْ
أبْوابُهُ مَفـْتوحةٌ لداعِش كـَيْ يَخـْنقوا الجَمالَ والحياةَ ــ باسْمِ اللهِ ــ
يَقـْتلوا الطفولهْ
فـَتـْواهُمُ تـَجْعلُ مِنْ حَرامِها حلالـَها المُباحْ
فاغـْتـَصبوا بَناتـَنا وزاعمينَ أنـَّهُ الجهادُ في النكاحْ
ثالثـُهمْ سَمَّوْهُ شيعَسْتانْ
أيّامُهُ جَميعُها تـَغـْرقُ في أحْزانِها
فلا يُجيدُ غـَيْرَ فـَنِّ اللـَطـْمِ والنـُواحْ
إنـْسانـُهُ يَعْزفُ في حِرْمانهِ، في جَهْلهِ عَويلهْ
شكـْراً لـَكـُمْ (ويّاهَ هَلـْهولـَهْ)
***
شكـْراً لكـُمْ
بفضـْلِكـمْ ستطـْلبُ الشرْطةُ في حدودِ كرْدسْتانَ مِنْ شـبْعادْ
أنْ تـُبْرِزَ الجَوازَ لـَوْ تـُريدُ الاصْطيافَ في بيخالْ
لـَوْ أنـَّها اشـْتاقـَتْ إلى تـَدَفـُّقِ الشـَلالْ
لـَوْ أنـَّها راحَتْ له بـ(صوغـَةٍ) تـُثـْقِلـُها السِلالْ
مِنْ رطـَبِ الجنوبِ ، مِنْ عَمّتِنا الكريمةِ الباسقةِ الظـَليلـَهْ
شكـْراً لكـمْ (ويّاهَ هـَلـْهولـَهْ)
سَتـَطـْلبُ الشرْطةُ مِنْ سرْجونَ أنْ يُقدِّمَ الجَوازَ في حدودِ سنـّيسْتانَ
إنْ جاءَ يَسْتـَعيرُ مِنْ آشورَ بانيبالِ
كتابَ ألـْفِ ليْلةٍ وليْلهْ
وما دَرِى سرْجونُ أنَّ داعِشاً أحْرَقــَتِ الكتابْ
لأنـَّها قدْ كـَفـَّرَتْ ما فيهِ مِنْ لـَيالِ
وأنـَّها قدْ شـَربَتْ سيوفـُها مِنْ جـِيدِ شـَهْرزادْ
متـَّهـِمِين أنـَّها تـَنـْتـَهـِكُ الحَياءَ والفضيلهْ
شكـْراً لكـُم (ويّاهَ هَلـْهولـَهْ)
***
وما عَدا مِمّا بَدا؟!
أليْسَ مُذْ أكـْثـَرَ مِنْ ألـْفٍ مِنَ الأعْوامْ
لا يَفـصلُ الأعْظـَمَ عَنْ كاظمِنا الإمامْ
سوى حوارِ مَوْجَتـَيْنِ تـَجْمَعانِ ضِفـَّتـَيْ دجْلـَتِنا العَذبةِ والجميلهْ؟!
يَسْتـَيْقظـُ الكاظِمُ كي يُبَدِّدَ الظـَلامْ
بهَمْسَةِ الإخاءِ والوئامْ
(حَيَّ على خـَيْرِ العَمَلْ)
فيَهْمسُ الأعظمُ في مَحَبَّةٍ جَليلـَهْ:
(الصَلاةُ خـَيْرٌ مِنَ النوم)
ويَضـْحَكانِ مِثـْلـَما تـُضاحِكُ الشِراعَ في دجْلـَتِنا النـَسائِمُ العَليلهْ
حينـَئِذٍ يَنـْهضُ مِنْ غـَفـْوَتهِ الحَمامْ
يَطيرُ ما بَيْنـَهما يَرشُّ مِنْ فـَوقِهما السَلامْ
شكـْراً لكـُمْ قـَتـَلـْتـُمُ السَلامْ
ذبَحْتـُمُ الحَمامَ وهْوَ مُنتـَشٍ يَعْزفُ في اطـْمِئنانهِ هَديلـَهْ
شكـْراً لكـمْ (ويّاهَ هَلـْهولـَهْ)
***
وما عَدا مِمّا بَدا؟!
ألـيْسَ مُذْ أكـْثرَ مِنْ ألـْفٍ مِنَ الأعْوامْ
ظـَلَّ بها سنـَّةُ سامراءَ يَحْضنونَ بالحُبِّ وبالإعْظامْ
للعَسْكـَريَيْنِ مآذنَ الذهَبْ؟!
والبصْرةُ الشيعيّةُ الصافيةُ الجَبينِ تـَحْضنُ الزُبَيْرَ بالإخاءِ والوئامْ
يأكلُ مِنْ نـَخيلِها الرطـَبْ؟!
مُتـَّخِذاً وضوءَهُ مِنْ مَوْجَةٍ مؤْمِنـَةٍ تـَرْقصُ في شـَطـِّ العَرَبْ
فما عَدا مِمّا بَدا؟!
لمْ تـَجـدوا ما بَيْنَ سامراءَ والبصرةِ للإخاءِ والوِئامِ مِنْ وسيلهْ
شكـْراً لكـُمْ (ويّاهَ هـلـْهولـهْ)
***
شكـْراً لكـمْ يا أيُّها الأوْغادْ
تـَأدُّبي يَمْنـَعُني مِنْ أنْ أقولَ في وجوهِكمْ : تـُفـّاً لكـمْ
يا مُشـْعِلي في وطني الخرابَ والأحْقادْ
فـَلـْتـَرْحَلوا جَميعُكمْ
تـَكـْرَهُكمْ أربيلُ والرمادي
تـَكـْرَهُكمْ بغدادْ
فـَلـْتـَرْحَلوا ، روحوا إلى أماكنٍ غريبةٍ عَنْ هذهِ البلادْ
مِنْ أيْنَ جئـْتـُمْ فارْجعوا
ولـْتـَحْملوا حقائباً ممْلوءةً بمالِنا المسْروقِ بالخزْي وبالفسادْ
روحوا إلى النـَرْويجِ أوْ لندنَ أوْ باريسَ أوْ شيكاغو
هناكَ أوْدعْتـُمْ وفي (بنوگِها) مِنْ جوعِنا
مِنْ عُرْيـِنا ، مِنْ دَمِنا ، مِنْ لـَيْلِنا الغارقِ في السَوادْ
جميعَ ما سَرَقـْتـُمو مِنْ وطني باسْمِ دَعاوى الدِينِ والأخلاقِ والجهادْ
فـَلـْتـَرحلوا عنْ وطني
اُقـْسِمُ : ماءُ فـَرْجِ أيِّ مومسٍ أطـْهَرُ مِنْ وضوئِكم
فهْوَ وضوءُ الفسْقِ والنفاقِ والفسادْ
(صديقةُ الملّايةُ) المُطـْربةُ الشِيعيّهْ
أشـْرَفُ مِنْ أشـْرفِكـُمْ
(لـميعةُ) المُطـْربةُ السنيّهْ
أشـْرَفُ مِنْ أشـْرفِكـُمْ
(عفيفةُ) المُطـْربةُ العاشـَتْ يَسوعيّهْ
أشـْرَفُ مِنْ أشـْرفِكـُمْ
فهُنَّ قدْ غـَنـَّيْنَ للحُبِّ وللحياةِ والجَمالْ
صَنـَعْنَ في حياتِنا الأفراحَ والسلامَ والآمالْ
وأنـْتـُمو قـَتـَلـْتـمُ الحُبَّ معَ الحياةِ والجمالْ
صادَرْتـُمُ الأفراحَ والسلامَ والآمالْ
شكـْراً لكـُمْ ، حياتـُنا في ظِلـِّكـُمْ مُملـِّةٌ تافِهةٌ يائِسةٌ ثـقيلهْ
شكـْراً لكـُمْ (ويّاهَ هَلـْهولـَهْ)
***
شكـْراً فهذي أدْمُعي تـُبَلـّلُ القصيدهْ
والقلـَمُ الراعشُ في أصابعي يَنـْزفُ مِنْ أوْجاعهِ البليدهْ
شكـْراً فهذا وطني صَيَّرْتموهُ مَسْرَحاً فصولـُهُ تـَتـْركُ قادسيّةً
لكنْ لقادسيّةٍ داميةٍ جديدهْ
فـَلـْتـَرْحَلوا ولـْتـَتـْركوا حَبيبَنا العراقْ
فـلـْتـرْحلوا بكلّ تـَسْمياتِكم
داعشـُكـُمْ والنـَقـْشـَبَنـْديّاتُ مِنْ ورائِها تـُساقْ
فـَلـْتـَرْحلوا بكلِّ ما قدْ جاءَ في دسْتورِكـُمْ
مِنْ بدْعَةِ المناطقِ التي زَعَمْتـُمْ أنـَّها في حالةِ التنازعِ
المزروعِ بالشِقاقْ
اُفٍّ لكمْ
الوطنُ الواحدُ كيفَ يَرْتضي تـَنازُعاً ما بَيْنَ شريانٍ لهُ وألأوْردَهْ؟!
يا لاعبينَ السِيرْكَ في سياسةٍ كـَمثـْلِ لعْبِ القِرَدَهْ
أنـْتـُمْ تـَنازَعْتـُمْ على أهْوائِكمْ
وليسَ مِنْ تـَنازعٍ ما بَيْنَ كـُرْدٍ وعَرَبْ
وليسَ بَيْنَ اللـَبَنِ الشـَهِيِّ في أرْبيلَ والرطـَبْ
وليسَ بَيْنَ النفـْطِ في كرْكوكَ والرُميلـَهْ
شكـْراً لكـُمْ (ويّاهَ هَلـْهولـَهْ)
***
خذوا خذوا لعْباً بطائفيّةٍ ،لعْباً بعنـْصريّةٍ ما بَيْنَ دينِ اللهِ والأعْراقْ
خذوا لِحاكـُمْ كـُلـَّها ليسَتْ على تـَقـْواكـُمُ دَليلـَهْ
خذوا جـِباهاً كـُوِيَتْ بالغِشِّ والنفاقْ
ليسَتْ بماءٍ خـَجـِلٍ بليلـَهْ
ولـْتـتـْركوا حَبيبَنا العراقْ
أرْبيلـُهُ بـ(هربجي) يـدْبكُ في ميسانْ
بَصْرَتـُهُ يُطـْرِبُها في الموصلِ الغِناءُ مِنْ (عثمانْ)
تـُظـَلـِّلُ الجبالُ في مَحبّةٍ سهولـَهْ
فـَلـْتـرْحلوا يا مَنْ فـَقـَدْتـُمْ شِيمةَ الإباءِ والحَياءِ والرجولهْ
 

تموز 2014

 

 

 

free web counter