| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. خليل الجنابي

 

 

 

 

الخميس 27/ 9 / 2007

 


 

تفشي مرض الجرب بشكل مخيف بين نزلاء السجون العراقية الحالية !!
 

د. خليل الجنابي

لقد تواردت الأنباء عن إنتشار حالات مرض ( الجرب -Scabies ) بين نزلاء السجون العراقية والمتوزعين في شتى أنحاء العراق والتي يدير قسماً كبيراً منها القوات العراقية والقسم الآخر القوات الأمريكية , وكشفت المصادر على أن مايربو على ( 15 ) ألف سجين مصاب بهذا المرض , مما أدى إلى نشوء حالة من القلق والخوف بين صفوفهم , كما أن السجون الحالية تنعدم فيها أبسط المقومات الصحية ولاتنطبق عليها المواصفات الصحية الدولية التي تنص عليها القوانين الدولية والمثبتة في منظمة الصحة الدولية وميثاق الأمم المتحدة .

إن السجناء السياسيين وكذلك السجناء العاديين في كل أنحاء العالم يعيشون أوضاعاً مأساوية حيث تنعدم الشروط الصحية في معظم هذه السجون ولا يتوفر فيها ما يليق بألإنسان ككائن حي , حيث سيعود يوماً الى أحضان المجتمع بعد أن يُنهي مدة محكوميتة , وستكون عودته غير سعيدة لأنه يحمل كماً من الغيظ والكراهية لسجانيه لأنهم سلخوا منه إنسانيته وعاملوه بقسوة , لذا فهو سيحمل الحقد الدفين على المجتمع وسوف لن يكون في صفاء معه , وهذا يعني أن سنوات الحكم سواء كانت على حق أو على باطل ستحدد شخصيته من جديد . إن الآلاف المؤلفة والمتواجدين في السجون العراقية يجب دراسة أوضاعهم بشكل سريع وإحالة ملفاتهم الى اللجان المختصة وإطلاق سراح من تثبت براءته , وأن تأخذ وزارة الصحة على عاتقها التحقق من إنتشار مرض الجرب , لأنه سيكون من المفيد وضع اليد على مسببات المرض ومن بينها الحالة الصحية المتدنية , وتوفير الملابس والأغطية المعقمة , والأغذية اللازمة والمياه المعقمة , والبدء في علاج المصابين وتوفير الأدوية اللازمة لهم .

إن الكثير منا من كان من نزلاء السجون في العهود الغابرة ويتذكر جيداً الأيام الخوالي التي أودت بحياة العديد من رفاق الدرب , وهم يقارعون النظام الملكي وكذلك النظام الدكتاتوري المقيت الذي غيَّب في سجونه الآلاف الذين حملوا على أكتافهم هموم الشعب والوطن , وناضلوا من أجل غد مشرق سعيد , وخرج الباقون يعانون من الأمراض والعلل المختلفة ,

لذا فإن هموم السجناء كثيرة لا تحصى , فهي الى جانب الوضع النفسي المتردي جراء فصلهم عن العالم وعن عوائلهم وأطفالهم , يقف الوضع الصحي المتدني , وإنعدام الرعاية اللازمة وتوفير العلاج للمرضى منهم , يقف الى جانب الأسباب التي ستجعل منهم أعداء حقيقيين للمجتمع . لذا فإن الإضطهاد غير نافع لجرهم الى طريق الصواب , ومن هنا تأتي الضرورة الى متابعة قضاياهم بشكل سريع ومنصف , بعيداً عن الحقد والأنانية .

وبقدر ما يتعلق الأمر بالأمراض التي يعاني منها السجناء فلا بد من إجراء مسح تام لكل السجون , بما فيها السجون التي تشرف عليها القوات الأمريكية . وإجراء فحص سريع لحالات ( مرض الجرب ) , وهذه بعض المعلومات عن هذا المرض .

مرض الجرب مرض معدي يصيب جميع المستويات والأعمار , بغض النظر عن الجنس أو العرق , وينتشر بين المجتمعات الفقيرة والأماكن المزدحمة مثل المعسكرات والسجون ودور العجزة وحتى رياض الأطفال , وهو يصيب الأنسان كما يصيب الحيوان , ومعروف منذ القِدم , ويصيب الناس بألفزع , حيث كان قديماً يُعزل المصاب عن الناس , ويُدهن بـ ( القار ) حتى يشفى , ويرتبط كذلك بعدم النظافة , وقلة المياه وعدم الإستحمام , أما الآن فيصيب كل الناس الغني والفقير .

إن مرض ( الجرب ) نوع من الأمراض الطفيلية يسببها طفيلي دقيق الحجم له ثمان أرجل وزوائد خيطية , ويسمى أيضاً ( سوسة الجرب ) , حيث تخترق اُنثى الطفيلي الجلد وتضع بيضها الى أن يفقس , وأكثر المناطق إصابة هي ما نطلق عليها بالمناطق ( الناعمة ) من الجسم مثل كف اليد , الظهر , البطن , الوجه , الأبط , منطقة الحزام , بين أصابع اليدين والرسغ , الى جانب منطقة العانة والأعضاء التناسلية .

طرق العدوى :
1 – الملامسة المباشرة لجلد المصاب , لذلك ينتشر في الأماكن المزدحمة .
2 – إستعمال المناشف والأدوات الشخصية من أغطية الفرش والملابس للشخص المصاب حيث أن الطفيلي المسبب للجرب يستطبع العيش بعيداً عن جسم الإنسان من ( 48 – 72 ) ساعة , وهذا ما يفسر إصابة جميع أفراد الأسرة بسهولة .
3 – الملامسة المباشرة للحيوانات المصابة , مثل القطط , الكلاب , الأغنام وغيرها .
4 – الإتصال الجنسي .

الأعراض :
1 -- حكة شديدة خاصة أثناء الليل .
2 – ظهور خطوط رمادية صغيرة ومتعرجة على الجلد .
3 – تكون عند الأطفال أعراضها شديدة , إذ قد تظهر فقاقيع على الجلد وتؤدي الى وجود خراج عند إلتهابها .

فترة الحضانة :
وهي الفترة ما بين الإصابة وظهور أعراض المرض , وتتراوح ما بين ( 6 – 8 ) أسابيع

طرق الوقاية والعلاج :
1 -- عدم الإختلاط بألمصابين أو إستعمال أدواتهم الشخصية مثل الملابس والأغطية .
2 – الإبتعاد عن الحيوانات الأليفة المصابة .
3 – غلي الملابس والأغطية جيداً وكيها .
4 – يتخذ المصاب حماماً دافئاً بصابون الكبريت ويفرك الجلد جيداً , ثم يُدهن بمركبات خاصة مثل ( البنزايل بنزويت ) أو سائل ( الأوراكس –
Ewax ) , أو سائل ( كول – Kwell Lotion ) , وذلك من الرقبة حتى أخمص القدمين , كما ينصح المصاب بإستعمال حبوب ضد الحساسية .

ورغم أن بلاوي العراق لا تُعد ولا تُحصى , من آفات سياسية , أقتصادية , إجتماعية , صحية ، كهربائية , مائية , نفطية , غازية , مليشياوية , خذ ( نفس ) , أقول رغم هذا وذاك , تبقى الناحية الإنسانية تدفعنا لأن نعامل السجناء معاملة تليق بكرامة الإنسان , وأن نعتني بألمرضى منهم , وأن نطلق سراح الأبرياء الذين لم يرتكبوا أي جُرم , وإلا ماهو الفرق بيننا وبين الأنظمة القمعية الدكتاتورية التي مسخت حقوق الإنسان وخالفت حتى الشرائع السماوية .