د. خليل الجنابي

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

السبح يولوجي والعبور الى بَرْ الأمان !!
 

د. خليل الجنابي

من النكات الشعبية الطريفة عن العلوم والمعرفة والثقافة , وكم كانت هي حصراً على مجموعة من الناس , والآخرين البسطاء لا يفقهوا منها شيئاً .
ففي إحدى المرات , أراد شخص أن يعبر نهر دجلة بواسطة ( البَلّم ) مــن صوب الى صوب آخر , فإختار أحد الأبلام , وكان يحمل معه مجموعة مـــن الكتب السميكة , وصعد يترنح بكرشه ونظارته الطبية السميكة , وخلال العبور تطفل ( البلام ) , وسأل زبونه الذي يبدو عليه أنه من أصحاب العلم والمعرفة , فقال له :
عمي انت شنو تشتغل !؟
فأجابه : آني دكتور !
فقال له البَلام : والله دكتور آني مريض وعظامي كلها توجعني , والشمس تضرب براسي , وعيوني ماأشوف بيها , الله يخليك بلكت فد حبوب تشفيني
قال له الزبون : ياجاهل آني دكتور مو طبيب !!
فأجاب البلاّم : دكتور ماإفتهمت !؟
فقال له : آني أفهمك , انت تعرف مايكروبيولوجي !؟
اجابه البلام : لا والله !!
فقال له الدكتور : روح عُمرك خسارة !! , وسأله ثانية , تعرف فزيولوجي
فرَدَّ عليه البلام : لا والله !!
فقال له الدكتور , روح عمرك خسارة !!
وسأله ثالثاً : تعرف سسيولوجي !؟
فأجابه البلام : عمري ماسمعت بيها !!
فقال له الدكتور : روح عُمرك خسارة !!
وبينما هُما يسترسلان في الحديث تغَيّر الموج وإنقلب البلّم وراح الدكتور يغط ويطلع في الماء , وتناثرت كتبه , وطارت نظارته بعيدة عنه ولم يَعُد يرى شيئاً , إلا أنه سمع البَلام يناديه :
دكتور تعرف سبح يولوجي !؟
فأجابه الدكتور : لا وألله !!
فقال له البَلاّم : روح عُمرك خســــــــــــــــــــارة !! .
والآن بعد هذا العرض السريع لمفهوم السباحة , نتلمس مدى جديّة الموضوع , فهي الى جانب كونها هوايّه وحرفة , إلا أنها مجازياً تتعلق بمصائر شعب ووطن وحزب ... ومن لا يعرف العوم والسباحة في وسط هذه الأمواج المتلاطمة عرض المحيط , لايمكنه التبحُر بشكل واضح , ومدى رؤيته لاتسمح له بألإبتعاد عن المخاطر , وعن الأسماك القاتلة كسمكة ( القرش ) , والحيوانات الأخرى المائيّة والبريّة والجوية .
وإن الكتب السميكة التي نحملها , والشهادات العليا والنياشين التي نضعها على صدورنا , وعلوم ( المايكروبيولوجي , والفزيولوجي , والسسيولوجي ... الخ ) , سوف لا تشفع لنا حين يرتفع منسوب المياه , ويَقلب ( الأبلام ) ويكون حالنا حال الدكتور الذي لا يعرف ( السبح يولوجي ) , ولسان حال البلام وهو يناديه ... دكتور , روح عُمرك خســـــــــــــــــــــــــــــــــــــاره !!