| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. خليل الجنابي

 

 

 

                                                                                     الخميس 19/5/ 2011

 

سلة البرلمان العراقي بالميزان !! .

د. خليل الجنابي

لقد توارد في الأخبار أن البرلمان العراقي وافق بالأغلبية في جلسته الـ 65 على إختيار السادة ( عادل عبد المهدي عن المجلس الإسلامي الأعلى , طارق الهاشمي عن القائمة العراقية , خضير الخزاعي عن إئتلاف دولة القانون ) نواباً لرئيس الجمهورية , وتمت الموافقة بين الكتل المتنفذة بـ ( سلة واحدة ) , بعد أن تعثرت لفترة زمنية بين أروقة البرلمان وأصبحت أشبه بلعبة الطائرة ( واحد يرفع والآخر يكبس ) حيث كانت هناك ملاحظات عديدة على هذا أو ذاك من الأسماء المطروحة , وفي اللحظات الحرجة يذهب الفرقاء إلى طريقة مبتكرة وفريدة من نوعها في كل برلمانات العالم لإرضاء كل الأطراف وهي ( السلة السياسية ) إن جاز تسميتها .

وتذكرنا هذه الظاهرة مع الإعتذار للمقارنة بما يجري في الأسواق من بيع وشراء , ففي سوق الخضار مثلاً نجد (السِلال) الكثيرة مطروحة للبيع فهذه ( سلة الطماطم ) وهذه ( سلة الخيار ) وتلك ( سلة التفاح ) , و ( سلة البرتقال ) وأُخرى للأعناب والأرطاب وغيرها من الفواكه والخضراوات بما فيها المستوردة , ففي هذه ( السِلال ) نجد الأنواع الجيدة والمتوسطة الجودة والرديئة وهي ما تُسمى بـ ( السلة المشكلة أو المخلوطة ) , وعلى المشتري أن يقبل بها على عِلاتها , وحين نقلها الى البيت يجري عزل الردئ منها وعزاؤه أن يجد فيها ما يمكن قبوله .

وعلى كل حال هذا ما يمكن قبوله في أسواق الخضرة , وكذلك في أسواق الدواجن والطيور حيث نجد أنواع مختلفة من (سِلال البيض) كثيرة ومتنوعة بإختلاف أنواع الطيور , ففيها بيض الدجاج من مختلف الأحجام وبيض الطيور المختلفة والبط والوَّز والدَراج وطيور الحُب وحتى العصافير وغيرها موضوعة كلها في ( سلة واحدة ) , فيستهويك نوعاً منها ولكنك تضطر بأن تأخذها كاملة على علاتها , وحين تضع هذه البيوض في ( جهاز التفقيس ) يخرج منها العجب , أشكال مختلفة ليس فيها ما يشبه الآخر , وكأن النكتة الدارجة عن ( الببغاء ) الذي يتكلم تجعل من بيوضه الوهمية من النوادر التي يتناولها أصحاب النكتة الطريفة , حيث تُباع ( سلة كاملة ) من مختلف البيوض على أنها ( بيض الببغاء الناطق ) , وعند التفقيس تخرج أشكال مختلفة من الطيور لا علاقة لها بـ ( الببغاء ) وعليه يجري توصيف الببغاء المسكين بأوصاف لا تليق بمقامه العالي بين الطيور !! . ويُطعن بشرفه ونزاهته وحُبه للإنسان .

هذا كله يجري التداول به في الأوساط الشعبية ويذهب البعض على توصيف الحالة بـ ( ولاية الأقوياء ) , حيث يجري فيها كل شيء معكوس ويتوالف مع رغبات من يملكون القرار , فنرى الكثير من الأمور تقف على رأسها وتعط منها روائح الفساد والسرقة والمحسوبية والمنسوبية , ولا تجد أحداً يقف بالضد منها طالما تجري الأمور على قاعدة ( إسكت عني , أغض الطرف عنك ) , وهذا ما يدفع ( سفينة العراق ) أن تسير في محيط مترامي الأطراف تتقاذفها الأعاصير ولا سبيل أن تصل إلى بر الأمان بسلام .

لقد جري غمط حقوق الكثير من شرائح المجتمع وكذلك المكونات القومية والأثنية لعدم وجود من يدافع عنهم في (البرلمان) وذلك للقصور الحاصل في قانون الإنتخابات الذي حرم أطرافاً سياسية عديدة من الوصول الى (عتبة البرلمان) التي قال عنهم من قال أن وجود (الأحزاب الصغيرة) في البرلمان سيؤدي الى (وجع رأس وصخب !!) .

ويا ليت ما جرى في إنتخابات نواب السيد رئيس الجمهورية وجعل الـ ( سلة الواحدة ) حلاً بين الفرقاء , أن يجري التعامل بنفس السلة مع أُمور أُخرى كثيرة منها قانون الإنتخابات , قانون الأحزاب , قانون السجناء والمفصولين السياسيين وضحايا عام 1963 الذين حرموا من حقوقهم التقاعدية , حيث شمل القانون ضحايا الأنظمة منذ عام 1978 وأهمل الآلاف من ضحايا 1963 .

إن مكيال الـ (سلة الواحدة) يجب أن يعُم خيرها على الجميع , ولتكن السِلال القادمة مليئة بالخير لأبناء الشعب , ولكافة ألوانه ومكوناته .



 

 

Counters