| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

خدر خلات بحزاني
Khederas@hotmail.com

 

 

 

الثلاثاء 9/11/ 2010

 

الديك المهووس جنسيا والدجاجة المشلولة..!!

خدر خلات بحزاني

حسب ارقام بورصة (بمزاجي نيوز) فان سعر الدجاجة المجمدة يبلغ اكثر من 4 دولارات لدينا، اما الدجاجة المحمّرة والمشوية فلا اعرف سعرها وطعمها في المطاعم الفاخرة، لكنني اعرف طعمها بالتأكيد في المنزل.
كان لجاري العزيز دجاجة مصابة بالشلل في قدميها.. وكان كل صباح يحملها ويضعها قبالة داره ويضع امامها بعض الحبوب ويراقبها.
وكان (ديك المحلة) يهرع اليها مباشرة.. ويبدو ان الديك كان يفقد صوابه لانه يرى دجاجة (في وضع مغري جدا بالنسبة له) وكان يفصّها ويفصّها ويفصّها الى ان تخور قواه.. والدجاجة المسكينة لم تكن تقوى على الهرب، بل كانت تنتظر ان تنتهي طاقة الديك كي تتخلص منه.. كنا نضحك على الديك، وكنا نشفق على الدجاجة المشلولة في نفس الوقت..

تذكرتُ هذه القصة، عندما طالعت اخبار تفيد بان مجموعة من منظمات المجتمع المدني العراقية قد انبرت للتصدي الى مسألة رواتب البرلمانيين العراقيين، والذين تقاضوا، لحد الان، مبلغا يبلغ مجموعه (40) مليون دولار على مدار سبعة اشهر، مقابل عقد جلسة يتيمة واحدة لم تتجاوز الثلث ساعة.. وبالمناسبة لا علاقة للرقم (40) مليون دولار بقصة علي بابا وزملائه الاربعين..
لا اريد ان ادخل الى متاهة الارقام التي تصيبني بوجع الراس، لكن اقول: ان مجموع رواتب البرلمانيين ستصل الى 274 مليون دولار عند انتهاء الدورة البرلمانية (الدولار الواحد يساوي 1170 دينار عراقي، احسبوا براحتكم)..
اليوم تحديدا، تابعت برنامج (اليكم) من قناة (الاتجاه) العراقية، ورأيت فيه عوائل عراقية تتغدى ولا تتعشى، او بالعكس.. لم اصدق ما اراه، وتمنيت ان يتابع البرنامج كل اعضاء الحكومة وجميع البرلمانيين العراقيين المتأنقين الذين سعر ربطة عنق احدهم تكفي لتوفير غداء وعشاء لعائلة عراقية لمدة اسبوع كامل..

ربّاط الكلام يا جماعة الخير.. هل الخزينة العراقية هي دجاجة مشلولة كي ينكحها او يفصها الديك كيفما ووقتما يشاء؟؟
واذا كانت دجاجة جاري (تطلع روحها) من ديك واحد.. فكيف اذا كان هناك 325 ديكا، او ربما اكثر من ذلك العدد؟؟

في حوار لي مع صديق عراقي تعرفت عليه عبر الانترنت، قال ان عائلته الكبيرة (العشيرة) فقدت (180) مائة وثمانين شهيدا على يد النظام الدكتاتوري السابق.. سألته : هل رواتب جميع شهداؤكم تساوي راتب برلماني واحد؟؟ قال: لم افكر بهذا الموضوع.. واضاف: المؤلم لنا هو ان يكون من يؤمن بفكر الطاغية الذي اباد عشيرتنا، بين البرلمانيين..!!

ربما هو (جبران) الذي كتب ذات مرة : ان رجلين متجاورين عانا معاً في ليلة واحدة من آلام في البطن، الاول لانه اسرف في الطعام الباذخ، والثاني لانه لم يتعشى..





 

free web counter