| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

خدر خلات بحزاني
Khederas@hotmail.com

 

 

 

الأحد 1/2/ 2009



(بيزار) الإيزيدية.. تصفع نظام الكوتا العنصري..!!

خدر خلات بحزاني

عندما قامت السيدة العراقية ـ الإيزيدية (بيزار حجي خلف) والتي هي من أهالي سكنة قضاء سنجار، مجمع (سيبا شيخدرى) المنكوب، بتأجيل دفن ابنتها (بهناز سليمان) ذات السنة الواحدة والتي وافاها الأجل صبيحة يوم الإدلاء بالأصوات في انتخابات مجالس المحافظات، من اجل أن تدلي بصوتها، فإنها ـ أي بيزار الأم ـ وجهت صفعة عنيفة لنظام الكوتا الذي أقرته قوى عراقية لا تؤمن بحق الآخرين في المساواة بالحقوق والواجبات التي اقرها الدستور العراقي الفيدرالي، بل إن الذين مرروا نظام الكوتا، هم أنفسهم كانوا أول الموقعين على الدستور الفيدرالي..

بيزار المنكوبة بابنتها، لحين الادلاء بصوتها الانتخابي، والتي من الوارد جدا كانت قد فقدت أعزاء عليها في الاعتداءات الوحشية الإرهابية التي طالت مجمعي كر عزير و سيبا شيخدرى في 14 آب 2007 حيث تسكن قالت في حديث لها لوكالة نيوزماتيك: ((المشاركة في الانتخابات بالنسبة لي، كان أهم من دفن ابنتي بهناز البالغة من العمر سنة واحدة"، لافتة إلى أن "الانتخابات بالنسبة لأهالي المنطقة ليست عملية ترشيح لأشخاص يشغلون مقاعد مجلس المحافظة، وإنما تمثل مستقبل أهالي المنطقة)).

وربما بيزار، التي تركت جثة طفلتها هامدة في البيت، لا تعرف إن هناك نظام الكوتا العنصري الذي يتم بموجبه منح بعض المكونات العراقية، مقعدا يتيما، لا يؤخر ولا يقدم، لكنه كان الحافز للمشاركة الواسعة لأبناء الطيف العراقي من المكونات الرافدينية الصغيرة والأصيلة، لإثبات حجمهم الحقيقي في عراق نتوسم فيه المساواة في كل شيء، والمساواة التي اقصدها لا تمت بصلة لنظام المحاصصة الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة، بل المساواة في أن يكون إشغال المناصب وفق مبدأ الكفاءة فقط وليس وفق معيار آخر..

اعتقد إن نظام الكوتا العنصري قد أطلقت عليه رصاصة الرحمة، وبشجاعة، السيدة العراقية الأصيلة (بيزار حجي خلف) بتجسيد تمسكها بصوتها الانتخابي، بل إن بيزار دفنت هذا النظام الكريه قبل أن تواري ابنتها الثرى..
ما فعلته بيزار هو رسالة لزعماء ولسياسيي ونواب العراق الجديد.. وكأن بيزار تقول لهم: لا (الكوتا) ولا موت ابنتي منعاني من المساهمة في ترسيخ الديمقراطية في العراق الذي لا يكون عراقا نعرفه بغياب أو تغييب أجمل مكوناته..

وقد حاولت أن اعرف معنى اسم بيزار، فأتصلت بأحد الأصدقاء من سنجار فقال: ليس هناك معنى دقيقا في اللغة العربية لاسم بيزار الكوردي، ولكن يمكن أن نقول إن اسمها قد يعني (المعزولة، غير المتفاعلة مع المجتمع، الانطوائية..)..

بينما بيزار حطمت أطواق العزلة التي فرضها نظام الكوتا سيء الصيت، وتفاعلت مع محيطها العراقي بشكل يجعل الذين بصموا على نظام الكوتا يشعرون بالخجل إزاء موقف بيزار الفريد..

وفي الوقت الذي أقدّم تعازينا لبيزار ولزوجها بوفاة طفلتهما (بهناز)، فإنني اشد على أيديهما لقرارهما الشجاع والتمسك بهويتهم العراقية وبحقهم الدستوري في التصويت لمن يرونه يمثلهم في سنجار الجريحة..

 


 

free web counter