| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

خدر خلات بحزاني
Khederas@hotmail.com

 

 

 

                                                                                      الاثنن 19/11/ 2012

 

الدجاج والعجاج الايزيدي

خدر خلات بحزاني

عندما قامت الحكومة العراقية السابقة بانشاء معمل سمنت سنجار عام 1981، واطلقت عليه اسم "سنجار" ظلمت اهل سنجار مرتين وثلاثا ورباعا وربما اكثر..

اهل سنجار كانوا يقولوها بكل صراحة في مجالسهم السرية سابقا، وفي مجالسهم العلنية لاحقا، انهم لم يتحصلوا من هذا المعمل غير الغبار السام والمؤذي لصحتهم ولبيئتهم المضطربة اصلا..

وبحسب ناشطين ايزيديين، فان نسبة العمال الايزيديين من اهالي سنجار في معمل سمنت سنجار لا يتجاوز الـ 10%، ونحن هنا لا ننادي بنفس طائفي او عرقي، بل ان المنطق التجاري يقول: ان وجود العمال قرب المعمل يوفر اموالا هائلة يتم انفاقها على تنقل العمال الذين يقطنون في مدن وبلدات بعيدة عن المعمل.. وهذا بالضبط ما يحدث في معمل سمنت سنجار منذ تأسيسه ولحد الان، لان المعمل موجود في سنجار، والنسبة شبه المطلقة من منتسبيه يتنقلون من و الى المعمل بسيارات تعود للمعمل، وعليكم تصور حجم الانفاق على هذه العملية طوال سنوات سابقة واخرى لاحقة..

بينما المئات او الالاف من الفنيين والعمال غير المهرة من ابناء سنجار، من الايزيديين وغير الايزيديين يجولون ارض الله والعراق والاقليم من اجل البحث عن فرصة او نصف فرصة للعمل.. بالرغم من ان معمل سمنت سنجار تم انشاؤه اصلا على اراضي تعود لعشيرة (مندكان) الايزيدية في منطقة باب الخان..!!

سيناريو ما حدث ويحدث في سنجار، يتكرر ثانية، ولكن في قضاء شيخان، حيث ان الشركات الاجنبية النفطية العاملة فيه والتي لديها عقود مع حكومة اقليم كردستان، ولاسباب غامضة، تستقدم وتعيّن موظفين وعمال من مناطق بعيدة وغريبة، بينما الايزيديين يضربون اخماس باسداس وهم يرون مئات او الاف فرص العمل تندلق من بين ايديهم، وربما هذا دعا الناشط الاعلامي الايزيدي هادي دوبان الى القول ان "الغازات (والادخنة) وضيق التنفس من نصيب الشيخانيين، ولغير أهلها التعيينات والامتيازات"..!!

ونشير ايضا الى ان سمو الامير تحسين بك، امير الايزيدية في العراق والعالم، دعا خلال لقاء جمعه، منتصف آب اغسطس الماضي، بالقنصل الامريكي العام في اربيل باول ستيفن الى استعانة الشركات النفطية العاملة في المناطق الايزيدية التابعة لاقليم كردستان بالعمال الايزيديين بسبب تفشي البطالة في صفوفهم بشكل لا يمكن السكوت عليه.

وبلا شك ان الاستعانة بالعمال الايزيديين ضمن مشاريع تقام او تؤسس في مناطقهم هو امر مشروع اصلا، كما انه سيعود بالفائدة الاقتصادية على الطرف الاخر، فضلا عن انه ليس من الانصاف ابدا ان يتلقى الايزيديون الغبار والادخنة والعجاج، ويأكل غيرهم الامتيازات والتعيينات ولحم الدجاج..!


 

free web counter