| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

خدر خلات بحزاني
Khederas@hotmail.com

 

 

 

الأحد 16/5/ 2010

 

ترفك لايت..!!

خدر خلات بحزاني

لا عجب من ذلك القروي الذي بقي ينظر لساعات طوال بذلك العامود الأسود الذي يحمل على رأسه ثلاث ألوان تبرق وتنطفئ من تلقاء نفسها.. بل العجب أن يبقى سياسيونا الأكارم يبحثون في نفايات ملفات دول الجوار التي تهتم بـ (الشجن) العراقي عمّا يمكن أن يزكيهم كي يجلسوا على عرش العراق المفخخ..

أنا لا افهم أبدا ما هي علاقة العقيد علي عبدالله صالح أبو القات، بما يعانيه ابن الرافدين الذي له حضارة أعمق من تاريخ اكتشاف إن القات مجرد مخدر ومسكر لم يتم القطع في تحليله أو تحريمه حتى الساعة التي اطل بها الجنرال حسن كاظمي من كوة سفارته وهو يضحك ملء شدقيه وفخذيه بما حل ببابل من خراب ويباب وإرهاب شابت له عنزة بدوي من القصيم يدعو كل المحيطين به إلى التوجه لأرض العراق من اجل تفجير عبوة محشوة بمؤخرة احدهم لكي يغتال طفلة عراقية في يومها الأول بالروضة..

وربما لا افهم، ومعي ذلك القروي البسيط ، سرّ عدم تطابق الأسماء الجميلة (القانون، الوطني، العراقية، التحالف..) مع واقع متشظي متشرذم متفرق مليء بالمناكفات والتجاذبات والمؤامرات والخطوط الحمر على هذا وذاك، كي يبقى القروي لا يفهم سر انطفاء الأخضر واشتعال الأحمر وحيرة الضوء البرتقالي بينهما..

تدور الساعات ويستمر اشتعال وانطفاء أضواء الترفك لايت، وفي نفس الزمن وفي نفس الوقت واللحظة، يراوح سياسيونا في أماكنهم لا يعبرون شارعا، ولا يقطعون مترا، عدا قطعهم لوعود وتعهدات بالسماح للجيران بان يفعلوا ويُخرجوا ما يشاءوا من كنوز بابل وسومر وآشور، إلى مغول الشرق والغرب والشمال والجنوب، وفي نفس الزمن وفي نفس الوقت واللحظة يقللوا من (طحين وسكر ورز) حصة الشعب العالّة على نفسه، الذي ما فتئ يهنئ بلحظة حتى تغمره قرون من الدمار والحزن الأبدي..

يشتعل الاخضر ليسمح بمرور كل ما يمكن ان يحيل الحياة العراقية لدمار، كالبهائم المفخخة والمال الذي يشتري ذمم (حواسيب) مفوضية السودان، ويشتعل البرتقالي من اجل الاستعداد لجولة اخرى من مهرجان قاني بلون الزر الاحمر الذي يشتعل ويشلع معه ما تبقى من دماء في عروقنا.

مصيبتنا ومصائبنا لا يتم استيرادها مثلما نستورد الترفك لايت، ونحن لا نصدّر شيء يذكر سوى نفط اكتشفوه صدفة تحت مقابر جماعية تزدهر في ارضنا منذ سقوط بابل، بل نحن نستورد الرأي والمشورة من جوار يفتقده، ونطلب الحكمة من سفهاء يكرهوننا، وندعو بأخوية أريحية نجّارو دول الجوار ليصنعوا كرسيا يليق بعرش العراق، ليجلس عليه ضيوفنا متى ما أتوا لتفقدنا، ويجلس ولي عرشنا على حصيرة قصب مجبولة بآهة وحزن ودموع صياد سمك من هور الحويزة، حيث مسقط راس ذلك القروي الذي لم يزل لم يفهم سر انطفاء واشتعال مصابيح الترفك لايت..

 

free web counter