كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

الخميس 24/1/ 2008

افكار فهرنهايتية ما علاقة سيد درويش بفرض القانون غالي العطواني للصباح نكهة فيروزية عطرة موشحة بعذوبة سيد درويش وهو ينشد للملأ .. (الحلوة دي قامت تعجن بالبدرية والديك باذن كوكو كوكو بالفجرية يلا بنا على باب الله يا صنايعية يسعد صباحك ياسطة عطية ) اذن هي دعوة للعمل والديمومة لبناء ذات موحدة مستقيمة لا مكان للشوائب فيها، نهض رجل صباحا وبعد ان سفح كاس الشاي الصباحي ادار مفتاح تشغيل سيارته الحكومية وادار زر المذياع ليسمع صوت فيروز الملائكي اعطني الناي وغني فالغناء سر الوجود . ترنح دماغه في غفوة فيروزية تأملية خضراء مزروعة باغصان الزيتون وحمائم بيضاء تتطاير وتنشد بهديلها لحنا للبقاء لتعانق زقزقة العصافير ليكوّنوا جملة موسيقة موحدة تدخل برقة الى مسامع حاملي الحقائب المدرسية. غفوته ايها الاكارم تحولت الى كابوس مرعب حين ترجل ملثمين أوقفوا سيارتهم امام سيارته الحكومية مشهرين اسلحتهم الخفيفة والمتوسطة صوب رأسه المفعم بالامل ، ليعلنوا مهرجان الاستيلاء على الغنيمة مصفدين يده خلف رأسه معصوب العينين (مصندقيه) في صندوق سيارته الحكومية مستصحبيه معهم لنزهة اللاعودة . هذه المرة داهمته غفوة (هتشكوكية) * وهو ينتظر اطلاقة في رأسه ليجد نفسه في الطب العدلي ينهش جسده الذباب هناك ، متسائلا بعد مماته هل سيشتاق له ذويه واحبته بحجم اشتياقه لهم ، ومن سيحزن اكثر وبماذا ستجيب ام العيال اطفالها عن غياب والدهم ، كل هذه المشاهد مرت في غفوته ثم توقفت عندما صاح احد الملثمين (افتح الطريق .. افتح الطريق) مناديا على افراد سيطرة التفتيش الحكومية وتم فتح الطريق وكأن موكبا رئاسيا مر من امامهم ملوحين لهم بالمرور والتحايا . انزلوه وهم يشددون على ذاكرته الحسابية وقوة حفظه للارقام والا ينزع الخرقة عن عينه الا بعد الخمسين ولشدة كرم صاحبي عد للمئة . شاكرا الملثمين وهو يهرول عائدا لعدم قتله وشكرهم ايضا لايقاضه من حلمه الفيروزي معلنا عن كرهه لسيد درويش وحشرجته الرائعة ولم ينسى ان يشكر السيطرة التي فتحت لهم الطريق داعيا ان يسدد الله خطة فرض القانون   * هتشكوك مخرج افلام الرعب الامريكي 2007