| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

غالي العطواني

 

 

 

الخميس 24/1/ 2008

 

افكار فهرنهايتية

ما علاقة الحرافيش بفرض القانون ؟

غالي العطواني

روعة جماليته تكمن في دماثة خلقه ورباطة جأشه الحكيمة في قدرة تحمله سياط (الحرفوش) الذي امتلك مؤخرأ عربة لبيع النفط مكتوب على بدنها (يادنية اشوية شوية اليوم زمال وباجر كية ) حمارنا لايبالي اطلاقا لضربات (الحرفوش) التي تحثه للاسراع لملئ صهريجه بالنفط مرة ثانية من محطة التعبئة التي يديرها (آل كابوني) .
حمارنا المسكين يتنفرز ويرفع اذنيه الى الأعلى ويبدأ مهرجان عزف سمفونيته الشهيرة (بالنهيق) عند مشاهدته عربة نفط اخرى تجرها (اتان) * ..
حالة الاستنفار القصوى لدى الحمار تبدأ بالعد التنازلي بعد ان يشعر بخيبة كبيرة لعدم استجابة (الاتان) لنداء الاستغاثة المتكررة ليعود يستذكر الشاعر ابراهيم ناجي حين قال ..
يا حبيبي كل شى بقضاء ----- ما بايدينا خلقنا تعساء.
حماري الجميل يعي جيدا ان الحرفوش لا ذمة ولاضمير وناكرا للعلف..
مجرد ان تزداد ارباحه من عائدات بيع النفط للناس (البردانة) فهو على استعداد لبيع العربة والحمار لاستبدالهما بتقنية حديثة لبيع النفط على اصحاب الجلابيب الممزقة .
بين ليلة وضحاها رائعنا وجد نفسه تحت سياط حرفوش جديد والضربات تنهال على ظهره بيط.. بيط وصياح عليه (ولك ديخ بسرعة اليوم صغار وبعد اشوية اكبار) .
حماري احرن كالحمار القبرصي حيث انبت حوافره في الارض ولم يحرك ساكنا اطلاقا رغم كثرة السياط على ظهره.
بهمة عالية رفع اذناه الى الاعلى وبدأ بعزف مهرجان النهيق المستمر وبقوة متناهية وكإنها صافرة انذار .
حماري هذه المرة لم يشاهد اتان ولاعربة
الرائع شاهد حرفوشه القديم وهو يقود شاحنة كبيرة تسحب صهريج عملاق ابيض اللون مكتوب على بدنه .
عين الحاسد تبلى بالعمى ... السلامة اولأ... خطر شديد الاشتعال .. السعة 100,000 لتر فقط
اما صاحبي فأستمر برفع اذنيه مع عزفة المستمر لسمفونية الحزن ..


*
الاتان .. انثى الحمار

 

Counters