| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

كاظم فنجان الحمامي

 

 

الجمعة 23/7/ 2010

 

المفاضلة المينائية بين زيد وعمر

كاظم فنجان الحمامي

سؤال مطروح على مجلس إدارة الموانئ العراقية
يبدو ان المفاضلة بين زيد وعمر للوقوف على أيهما أصلح من الآخر في مضمار التنافس على المراكز الإدارية العليا, ومعرفة أيهما انسب للترقية لا تجري على وفق الضوابط الإدارية التنافسية الصحيحة, التي تعتمد في أسوأ حالاتها على عناصر الترقية الأصولية النافذة, وتعتمد في جوهرها على مؤهلات المرشحين لإشغال المناصب العليا, وبناء عليه يتعين على التشكيلات الوزارية العراقية إجراء مفاضلات حقيقية وجادة وعادلة بين مواردها البشرية المنتمية إلى تشكيلاتها ومؤسساتها, أو بين مواردها البشرية المؤهلة والمنتمية إلى التشكيلات الأخرى الموازية من حيث التخصص والأداء مع التشكيل الخاضع للتغيير, وذلك بهدف التعرف على كفاية المرشحين للترقية, وتحديد مدى صلاحيتهم لتبوأ المناصب الجديدة, ويصار في أغلب الظروف إلى تفضيل الأقدم عند التساوي في معايير الكفاية, بحيث لا يتخطى الأقدم إلى الأحدث, إلا إذا كان الأحدث أكثر كفاية من الأقدم.

أما إذا لم يقع الأمر على هذا الوجه المنطقي الأصولي القائم على أسس العدل والإنصاف, فان الاختيار سيكون فاسدا, وأن القرار الذي اتخذ على أساسه سيكون باطلا ولا قيمة له, وبناء عليه إذا رقي شخص بغير حق, فانه لا يكتسب أية حصانة وظيفية مهما طال به الأمد, ويتعين على مجلس الإدارة سحب ترشيحه, وتنحيته من منصبه في أي وقت, ومن دون التقيد بميعاد, فما بالك بمن يأتون به من خارج تشكيلات الوزارة, ويعينونه معاونا إداريا للمدير العام في أقدم المؤسسات البحرية العراقية ؟؟. والسؤال هنا موجه إلى مجلس إدارة الموانئ العراقية التابعة لوزارة النقل, والتي تضم آلاف الموظفين والموظفات, ويعمل في أقسامها شيوخ الملاكات البحرية الوطنية, وأرباب التخصصات الملاحية النادرة, وسؤالنا هو كيف اقتنع أعضاء مجلس إدارة الموانئ العراقية بترشيح السيد فاضل عبد علي لمنصبه الحالي ؟؟. وما سر سكوت المجلس الموقر على بقاء هذا الرجل في موقعه على الرغم من وجود عشرات الربابنة والمهندسين البحريين ممن سبقوه في الخدمة, وتفوقوا عليه بالشهادة, وخدموا على سفن الموانئ وبين أرصفتها, وعملوا في أقسامها ردحا طويلا من الزمن, فحصدوا من الخبرات والمهارات ما جعلهم أوفر حظا منه لإشغال هذه الوظيفية ؟؟. وكيف اقتنع أعضاء المجلس الموقر برجل يؤتى به من خارج تشكيلات وزارة النقل, وينقل على عجل من وزارة النفط إلى وزارة النقل ليتحكم بمن هم أقدم منه ويتسلط عليهم؟؟. هل عقمت أمهات الموانئ ولم يستطعن أن ينجبن من هو أكفأ وأفضل منه ؟؟. ثم ما هي الانجازات والإبداعات التي أضافها لنا هذا الرجل منذ مجيئه إلى الموانئ ؟؟.

ونحن إذ نطرح هذه التساؤلات, التي تتصدع لها أرصفة الموانئ, لابد لنا من الإشارة إلى المواقف الصريحة, التي وقفها السيد ناجي عبد الله حسن في مواجهة ترشيح السيد فاضل عبد علي لهذه المرتبة العليا. وهو العضو الوحيد الذي انفرد بانتقاداته العلنية الصريحة,ووقف ضد هذا الترشيح الخاطئ.

تبقى مسألة في غاية الأهمية نود أن نؤكد عليها هنا, وهي: أننا نتطلع إلى معرفة الظروف والحيثيات, التي كانت تقف وراء ترشيح هذا الرجل ؟؟. ومن هي الجهة التي فرضته على الموانئ ؟؟.

نحن نتحدث هنا بحرية مطلقة, ونتكلم صراحة في الفضاءات الإعلامية المتاحة لنا في ظل البيئة الديمقراطية, من دون أن نسيء إلى أحد, وغايتنا هي التباحث مع أصحاب الشأن حول ضرورة تصحيح المسارات الإدارية الخاطئة.

وتبقى مجموعة من الأسئلة أوجهها إلى مجلس إدارة الموانئ تتعلق بتجربتي الإدارية القديمة عندما كنت معاونا للمدير العام:

ترى ما الذي فعلته أنا حتى أتعرض للتهديد بالقتل, وأُجبر على مغادرة موقعي والتنحي من منصبي عنوة, ثم أتلقى سيل من الرسائل المفزعة والتحذيرات المرعبة, التي كانت صريحة جدا في عباراتها الدموية: (أكتب وصيتك إلى أبنتك لأن زوجتك سترحل معك) ؟؟. وأين كان مجلس إدارة الموانئ عندما تركت موقعي من دون أن تكلف وزارة النقل نفسها بإصدار كتاب رسمي يتضمن تنحيتي, وهكذا غادرت مقر الشركة من غير (احم ولا دستور), ومن (غير ليه) ؟؟؟. والعجيب بالأمر أن أتعرض بعد ذلك إلى الاعتقال, وتنتهك حرمة بيتي في غارات ليلية مباغتة, ويتعرض أفراد أسرتي للضرب المبرح من دون أن نقترف ذنبا أو إثما.

ختاما أنا بانتظار تفسيرات وتبريرات مجلس الإدارة, واعدهم بأنني سأتحدث كثيرا في كتاباتي القادمة عن تقلبات الأوضاع الإدارية في عموم محافظة البصرة من دون خوف أو هلع أو تردد, ولا أخشى في قول الحق لومة لائم, ولا ابغي من وراء كتاباتي الحرة الصريحة أية مناصب أو مواقع إدارية, فقد بلغت من العمر مبلغا لا يجعلني قادرا بعد الآن على تحمل أعباء الإدارة وهمومها في خضم هذه الأعاصير السياسية غير المستقرة, لكنني انتمي إلى الرجل الذي كان علامة فارقة في تاريخ الكون كله, وهو الذي نطق بحديثه النبوي الشريف, حين قال : (من رأي منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان), فاخترت السير في وسط الطرق.
 

 

free web counter