| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

كاظم فنجان الحمامي

 

 

 

الخميس 10/6/ 2010

 

يسعد صباحك يا عراق

كاظم فنجان الحمامي

أنا شخصيا مندهش جدا من إصرار قناة (البغدادية) على بث برنامجها الصباحي الاستفزازي, الذي يحمل عنوان: (يسعد صباحك يا عراق), والذي تلتقي فيه صباح كل يوم مع مجاميع من الفقراء والمساكين, الذين تسللوا إلينا من خارج العراق بعد أن ضاقت عليهم سبل العيش في بلدانهم الفقيرة, فلجئوا إلى مدننا ومحافظاتنا طلبا للرزق الحلال, والعمل عندنا في مشاريع التنمية والبناء والتعمير, أو ليعملوا حمالين وبائعين متجولين في الأسواق, فسمحنا لهم بالعمل في هذه المهن البسيطة عن طيب خاطر, لكننا لا نسمح لهم بتشويه صورتنا الجميلة في الفضائيات المغرضة, ولا نسمح لهم بالافتراء علينا والانتقاص من منجزاتنا الوطنية الخلاقة, ونخشى على مشاريعنا العملاقة من عيونهم الحاسدة ونظراتهم الحاقدة. وننصح تلك الفضائيات بضرورة التأكد من أوراقهم الثبوتية قبل السماح لهم بالظهور مباشرة على الهواء, فهؤلاء ليسوا منا, لأننا والحمد لله ننعم بالخير والأمان والاستقرار, ونحلق اليوم عاليا فوق سحب السعادة والرفاه, ونرفل بالعيش الرغيد, ولا يوجد بيننا عاطل عن العمل,

وليس عندنا أرملة لا تتمتع بالرعاية الاجتماعية السخية المجزية, وان معظم شبابنا يقضون عطلاتهم المدرسية الصيفية الآن في الربوع اللبنانية, ويتنزهون في المنتجعات السويسرية, ويستلقون على شواطئ جزر الكناري, وان منتجاتنا الزراعية تغطي معظم احتياجاتنا المحلية, ونصدر الفائض منها إلى أقطار الخليج العربي, وذلك بعد أن حققنا الاكتفاء الذاتي في الغذاء, خصوصا بعد التحسن الكبير الذي شهدته قنوات الري ومنظومات الموارد المائية, التي يتحكم بها الفلاح عن بعد بواسطة الرموت كونترول, فاشتركت حقولنا وبساتيننا في تسويق منتجاتنا الزراعية وزيادة دخلنا الفردي والوطني, وبادرت مستشفياتنا منذ أعوام إلى توفير العناية الطبية الفائقة للمرضى الهنود والإيرانيين والسريلانكيين الراغبين بإجراء العمليات الجراحية المعقدة في ضواحي مدينة الميمونة التابعة لمحافظة ميسان, أو في مشافي طويريج والنعمانية والرميثة والفلوجة, ومن ثم السماح لهم بقضاء فترة النقاهة في ريفيرا المسطحات المائية لأهوار الجبايش, ومن المؤمل أن تصبح البصرة المركز التجاري المثالي لعموم بلدان الشرق الأوسط والأدنى والأقصى, وستستمر الدولة بخططها الرامية إلى تشييد المطارات في سهول ووديان بلاد النهرين, وستتمدد قضبان السكك الحديدية لتصل إلى المحافظات والمنافذ الحدودية من دون عناء, وستتضاعف مفردات البطاقة التموينية لتشمل الكافيار, والأسماك واللحوم المجمدة, والحليب المبستر الطازج, وقيمر السده, ولبن أربيل, ونومي البصرة, وعسل دهوك. لقد اختفت الحواجز الكونكريتية التي كانت تشوه صورة شوارعنا,

وتجاوزنا منذ أمد بعيد كل مشاكل توزيع الطاقة الكهربائية, حتى أصبحنا من البلدان المصدرة للطاقة إلى جز القمر, وستستضيف ملاعب (بدرة وجصان) مباريات كأس القارات لكرة القدم في موسمها المقبل, وتبوأنا عن جدارة واستحقاق المرتبة العالمية الأولى في معايير العفة والنزاهة التي أقرتها المنظمة العالمية للشفافية. بيد أن الفضائيات المغرضة ومنها البغدادية ما زالت تصر على قلب الترتيب العالمي رأسا على عقب, في محاولة بائسة منها لوضع العراق في مقدمة الدول الغارقة في بحر الفساد, فأخزتها منظمة (ميرسر) الدولية عندما نشرت نتائج اختباراتها السنوية لتقييم مستويات الأوضاع المعيشية والإنسانية في عواصم كوكب الأرض, فاختارت بغداد لتمثل أجمل عواصم الدنيا وأفضلها لعام 2010, لكن تلك الفضائيات المسمومة أبت إلا أن تُزيف الحقائق, وتضع بغداد في ذيل الترتيب الدولي, وتمادت في غيها عندما سخّرت برامجها الخبيثة لكي توهم المشاهد وكأننا نعيش بين ضبابية الإرهاب ودخان الفزع, الذي يقتحم بيوتنا من دون استئذان, أو كأننا نقف اليوم على رؤوس أصابعنا ترقبا وهلعا من السيارات المفخخة والعبوات الناسفة والقصف العشوائي الطائش. .

ختاما نقول لكل الفضائيات والصحف العراقية: أننا اليوم في أمس الحاجة إلى فتح نوافذ الحرية لكي تصدح بصوت المواطن العراقي في فضاءات الكلمة المباشرة الصادقة, فيبوح بأوجاعه وهمومه وأحزانه من دون خوف أو تردد, لكننا وللأسف الشديد نعيش تفاصيل أزمة حقيقية بسبب غياب الضمير, وبسبب اختيارنا التدليس والنفاق والزحف على البطون في دهاليز الطرق الملتوية المظلمة, حتى ضاعت حقوقنا, وتبعثرت ثرواتنا, وغرق أهلنا في أوحال الفقر والمرض والذل والهوان, واكتوينا بنيران الفساد الإداري التي ستحرق الأخضر واليابس.

شكرا للحاجة (أم عامر) في برنامج (الميكرفون المفتوح), الذي تقدمه الفيحاء, وشكرا لبرنامج (مع الناس), وبرنامج (الميكرفون معكم), وألف تحية للشاب الجريء المشاكس ميناس طالب سهيل, ويسعد صباحك يا أغلى الأوطان, وصباحكم فل وعنبر وياسمين يا أعز الحبايب.






 

free web counter