| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كامل العضاض
kaladhadh@yahoo.com

 

 

 

                                                                   الأثنين  28 / 7 / 2014


 

كلمة وفاء لإحبتنا المسيحيين في العراق

د. كامل العضاض

سلام وألف سلام أيها الأحبة، أخواتنا وإخوتنا المسيحيون.

هل نقول لكم بأننا نخجل من أنفسنا، لما تتعرضون لهم أنتم اليوم، انتم واطفالكم، أطفالنا. هل بلغت الخسة لدى المتوحشين الى هذا الحد المريع، هكذا هم يطردوكم من دياركم، وانتم أصحابها الأصليين منذ آلاف السنين، هكذا هم يسلبوكم كل ما تملكون، ونحن نسمع ونتألم ولا نقلب الدنيا! كيف أيها الأحبة؟

لقد ذقنا حلو العيش معكم لآلاف السنين، وانتم الأولون ونحن اللاحقون، فتحتم أذرعكم إلينا وغمرتونا بحبكم، كيف لا وأنتم من أصحاب حامل رسالة الحب سيدنا المسيح عليه السلام. كيف لا، ونحن مرحنا ولعبنا في طفولتنا معكم، كيف لا وأنا لازلت أذكر بحنين أصدق أصدقائي منكم، ممن شاركتهم حتى طعامهم الجميل.

كيف لا ونحن نشهد عطاءآت علمائكم ومثقفيكم وكتابكم وأطبائكم وفنانيكم، وكرم رجالكم ونسائكم، كيف لا وبينكم من كان أقرب من أخ لي. أيها الصادقون، أيها المثابرون، ايها النظيفون والجميلون، أيها العراقيون المثاليون، أيها الأحبة، دعوني أقول لكم، بأنني وآلاف من أخوتي المسلمين جعلنا من عيد الفطر الحالي عيدا للحزن وليس الفرح وإمتنعنا عن تبادل التهاني والتبريكات.

العراق لا يَعُد شيئا بدونكم، فأنتم أجمل ما فيه من زهور وأنفع ما به من مواطنين منتجين، متواضعين، صبورين ومحبين. أنتم اهل الحب والعطاء، فمن يضربكم على الخد الأيسر تديرون له الخد الأيمن، ألستم من مدرسة التسامح الإنسانية، ألم يقل لكم سيدنا المسيح الأعظم؛ "من لم يقترف منكم خطيئة، فليرجمها"! ذودا عن الخاطئة القديسة لاحقا مريم المجدلية.

تعالوا نتقفّى آثاركم من علم وموسيقى وفن وغناء وفلسفة وفكر وأدب؛ الم تأخذ العربية منكم كمالها، الم نزل نذكر بتبجيل عالم اللغة أنستاس الكرملي؟ وأسماء المبدعين منكم لا حصر لها.

يا أهلنا الأحبة، سوف لا يهدأ لنا بال حتى تعودوا آمنين، وأن يتم إجتثاث المتوحشين المزيفين للإسلام والوافدين من عصور الهمجية. تأكدوا نحن بدونكم بلا ظل في الأرض، انتم أهلنا واحبتنا، وسوف لا تغمض لنا عين ولا يسترخي قلم لحين كنس الطغاة المتوحشين، وتعودوا لتستأنفوا صناعة الجمال والحب والعطاء. أنا اكلت وشربت في بيت أعز اصدقائي فكتور هنودي، وليس هو مذاق الأكل الطيب فقط، وإنما أيضا مذاق الحب والوفاء والكرم سيبقى معي الى أن تحين الساعة. لا تحزنوا ولا تبكوا أيها الأحبة، فالعراقيون أهلكم وإخوتكم معكم، ولا يسقط سوى الساقطون. لكم أنا في شوق لإن أكون بينكم في بيوتكم لنمرح معكم على بساط الحب والكرم! دمتم لنا أيها العراقيون الأصائل.

 

28 تموز 2014
 

* مستشار اقليمي سابق في الأمم المتحدة

- عضو اللجنة العليا للتيار الديمقراطي في العراق
* الكاتب، إقتصادي متخرج في جامعة ويلز في بريطانية، وله دراسات وبحوث إقتصادية قياسية عديدة، وعمل لسنوات
 بصفته مستشارا إقليميا في الأمم المتحدة في الحسابات القومية والإحصاءآت الإقتصادية.
 

 

 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس