| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كامل العضاض
kaladhadh@yahoo.com

 

 

 

                                                                                      الأثنين 1/8/ 2011


 

أوقفوا مجازر الأسد واطردوه فورا!

د. كامل العضاض * 

لا يمكن أن يبقى العالم، عموما، والعربي، خصوصا، هكذا متفرجا على المجازر الوحشية والضارية التي طالت أكثر من ستة آلاف شهيد لحد الآن من أبناء أهلنا في سورية، في درعا و ريف دمشق ودير الزور الى حمص وحماة، حيث سقط بالأمس 136 شهيد في حمص، واليوم ما يقرب من مئتي شهيد في حماة، وكأن ذلك كان تذكيرا بمجازر الأسد الأب لسكان هذه المدينة الصابرة، وغيرها من مدن سورية. سورية، قلب الوعي والنهوض العربي، وواحة الجمال والحضارة والإبداع. سورية، نعم قلب العروبة، ولكن هناك من الحكام البغاة من أهدروها وسفكوا دماء أبناءها. لماذا هو،  عموما، ديدن الحكام العرب؛ أنهم يتشبثون بالسلطة وكانها أوكسجين حياتهم، لماذا يتشبثون بها حتى لو إنسحق كل طفل وإمرأة وإنسان؟ لماذا يشعرون بأنهم بدون عروشهم وكروشهم وكراسيهم، لا قيمة لهم؟ ألا يعلمون بأن من لا قيمة له قبل إنتهاب السلطة، بشكل أو بآخر، كان وسيبقى لا قيمة له أصلا؟ هم يعرفون ذلك ولذلك هم يعتقدون أن السلطة هي الأوكسجين الذي، ليس فقط، يمنحهم قيمة، بل وحياة أو ما يسمونها حياة، "فإن هم ذهبت سلطتهم ذهبوا"! على وزن ما قال الشاعر العظيم شوقي، رحمه الله. فسورية التي قارعت الإحتلال والإستعمار الفرنسي في عشرينات القرن الماضي، بالأيادي العارية والسكاكين والعصي، بينما كان جيش المحتل مدجج بالحديد والنار والقسوة المتوحشة. لقد رسموا عنوانا للنضال العربي، والفلسطيني، على وجه أخص، وعبدوا مسالك الإستقلال في أعقاب ترسيم حدود الوطن وفقا لمخططات سايكس بيكو. سورية شعلة النضال السرمدي. لماذا يصمت العالم والشعب العربي، بل والمخجل أن يدعم المالكي، من ضمن المحور الإيراني السوري، مجازر بشار الأسد، ويقدم له الدعم المعنوي، ألا يكفي أن يخرس المالكي، ففي الغد الآتي، بلاريب، سيقول له الشعب السوري، يا مالكي، من أطعمك من جوع وآمنك من خوف هو أنا لا الأسد، الأب أو الإبن، فهل هذا وفاؤك؟ وهل هذه طينتك؟ لا، لا يمكن أن يكون ذلك وفاء أو تلك طينة الشعب العراقي الشقيق الحميم. فالأسد له كانت صولات إرهابية، منذ سنوات قليلة، خلت، في العراق، هل نسيت؟  ان طريق الحرية، كما قد تعلم، ويعلم كل من مزقّته جراح الظلم والإستبداد، هو طريق تُعبّده الجراح، "رمسا فوق رمس"

سورية، ترفع اليوم راية الحرية، وشعبها الثائر، كما أمام فرنسا الغاشمة، قبل قرن من الزمان، ينهض أعزلا و لا يملك سوى قوة الإيمان وعزيمة الرجال، وها هم يتساقطون ويكتبون بدمائهم، نموت وتحيا سورية!

رحم الله أمير الشعراء شوقي الذي نود أن نختم بإستذكار أبياته الرائعة من أجل حرية سورية، بل حرية العرب والإنسانية كلها؛

       سلامٌ من صبا   بردى          أرّقُ ودمع لا يكفكف يا دمشقُ

      فمعذرة اليراعةِ والقوافي       جلالُ الرزءِ عن وصفٍ   يدقُ

     دمُ الثوارِ تعرفه  فرنسا          وتعلمُ أنه نورٌ   وحقُ

      وللحريةِ الحمراءِ بابٌ          بكلِ يدٍ مضرجةٍ  تدقُ

 

رمضان 2011

 

* الكاتب، إقتصادي متخرج في جامعة ويلز في بريطانية، وله دراسات وبحوث إقتصادية قياسية عديدة، وعمل لسنوات
 بصفته مستشارا إقليميا في الأمم المتحدة في الحسابات القومية والإحصاءآت الإقتصادية.

 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس