| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كامل العضاض
kaladhadh@yahoo.com

 

 

 

                                                                   الخميس  17 / 4 / 2014


 

العدالة مفهوم لا يستمد قيمته من مجرد كونه مفهوم،
بل تتجلى قيمته بما يُنشئه فيه من تطبيق وسلوك

د. كامل كاظم العضاض * 

قال رب العالمين في محكم كتابه الحكيم؛ "كبر مقتا عند ألله أن تقولون ما لا تفعلون"! فالقول يسهل إطلاقه، ولكن الفعل قد يصعب أو يغيب فعله، فشتان ما بين القول والفعل.

فحين تقول، توجب أن يقترن القول بالعمل. وحين تُعلم تهدي الآخرين ، والهداية تصح بالإقتداء بصاحب القول وصاحب الحكمة والمعلم الحكيم، فالكلام الحكيم هو قول بليغ، وتنشأة الأبناء والأجيال، تكون لها قيمة حينما تتلازم مع السلوك و لا تتناقض مع ضوابطه الأخلاقية.

حينما تقول ما لا تفعل أنت نفسك، فهو رياء ومكر، وحينما تصطنع سلوكا مرائيا، يتناقض مع ما تفعله بالسر فهو موضوع المقت الكبير عند رب الفضيلة والأخلاق. فمتى ما تماثلت الأقوال مع الأفعال كنا أقرب الى فضيلة الأخلاق.

وضمن سياق هذا المقال، نرى بعض المنادين بالعدالة والمنافحين عنها، هم في سرهم، وربما حتى في علنهم، يمارسون الظلم والتدليس والنفاق والإدعاء.

لا تتحقق العدالة بالوعود، ولا يأخد المظلوم حقه من جائر إلا بقوة القانون، إدا كان القانون عادلا. والحقوق العامة تُنهب بالنصب والإحتيال، ثم تُغطى بلثامات من الكدب والتوهيم.

ولا يجد الضعيف من ينصفه، وخصوصا حين يكون وعيه منخفضا وحيلته، بمعنى قدرته على المواجهة، ضامرة أو معدومة.

هل ترى، في ضؤ ما تقدم، أننا بحاجة الى نظرية للأخلاق، ونحن لدينا أديان الدنيا كلها، والدين هو، بمعناه الحقيقي، معين للفضائل والأخلاق، وأدعياؤه ومريدوه يملؤن الأرض صياحا، بل ويصخبون بأسم الفضائل الدينية، ولكن دوائر الظلم حولهم تتسع كل يوم، ألا يدل دلك على غلبة الرياء وخيانة الفضيلة.

أليس هدا الأمر هو مبعث القول الإلهي الحكيم؛ "كبر مقتا عند الله أن تقولون ما لا تفعلون"!


بغداد في 17/4/2014

 

* مستشار اقليمي سابق في الأمم المتحدة

- عضو اللجنة العليا للتيار الديمقراطي في العراق
* الكاتب، إقتصادي متخرج في جامعة ويلز في بريطانية، وله دراسات وبحوث إقتصادية قياسية عديدة، وعمل لسنوات
 بصفته مستشارا إقليميا في الأمم المتحدة في الحسابات القومية والإحصاءآت الإقتصادية.
 

 

 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس