الأربعاء 12/8/ 2009

أخي وعزيزي الصديق الأديب والشاعر المرهف محمد الجاسم، رعاك الله ان كلمات الوفاء التي خطها يراعك المعطاء بحق رحيل طائرنا السومري الجميل، عبد الأمير العضاض، ابوسمر، جعلتني أخنق عبراتي وأنا أقرأها. أي وفاء هذا وانت على بعد ألاف الكيلومترات عن موطن الحب الأول، موطن الطيبة والكرم والبساطة، والإبداع الخجول، المتلفع بعباءة البساطة والتواضع. هناك في الناصرية تركنا قلوبنا الطرية وعفوية حبنا الأول وتلقائية وجدنا. وطائرنا المغادر كان يغوص في أفئدة فلاحين وفلاحات الناصرية وريفها الغافي. كانوا فلاحون تتماثل سحنات وجوههم بالأرض التي يفلحونها، ولكن قلوبهم كانت تنبض بالحب والوفاء والشيمة، وفوق كل هذا وذاك، بالصبر والصبر المتفوق على كل إحتمال بشري. في غنائهم الشجي في حدائهم في هوساتهم، هم يقولون الكثير الكثير. عبد الأمير هذا الشاعر ذو الإبتسامة الجميلة كان يعرف كل ذلك، وخصوصا طوايا الحب الريفي القائم على الفناء من أجل الحبيب الآخر. جسد ذلك الطائر السومري كل ذلك في تغريداته التي داعبت القلوب، وتكلمت بلغة المحبين بإبداعية مدهشة وموسيقى سومرية بحتة . كلماتك الجميلة أنصفت وأراحت الطائر السومري، ونحن هنا الباقون نتطلع الى إبن الناصرية البار محمد الجاسم، شقيق الفنان الراحل أحمد، نتطلع الى فنه، نتطلع الى اليوم الذي نراه لنضمه بالأحضان. سلمت أبنا بارا وأديبا شاعرا، تضيفه الناصرية النائمة بصبر عجيب بين نخيلها الحاني الى أوسمتها ونجومها اللامعة . تقبل مني أيها العزيز كل الحب، وبإسم كل آل العضاض أعانقك بكل صدق أخوكم: كامل العضاض