| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

د. كامل العضاض
kaladhadh@yahoo.com

 

 

 

                                                                   الثلاثاء  10 / 6 / 2014


 

يدٌ واحدة وقلب واحد ضد الإرهاب

د. كامل كاظم العضاض * 

أيها العراقيون!!
تمادت قوى الإرهاب المتمثلة بعصابات داعش القميئة في غيها وعنفها وعدوانها الشرس ضد الآمنين من أبناء شعبنا العراقي الكريم. فهذه عصابات أجنبية في غالبها ومرتزقة كلها، صارت تحترف القتل والتدمير دون رحمة. وما كان لها أن تجد الفرص سانحة لها في العراق، لولا الإنقسام بشتى صنوفه، واخصه الطائفي المذهبي والسياسي والإنتفاعي والممول من قبل جهات إقليمية لها مصلحة مباشرة في إفشال وتعطيل التحوّل الديمقراطي في العراق، وذلك، بالضبط، عن طريق النفوذ عبر الفواصل والإنقسامات الطائفية المذهبية المتناحرة التي طالما هناك من يساعد على تأجيج تنافرها بكل الأساليب الخبيثة وغير الشريفة.

تتوالى الأخبار والتقارير عن إجتياح هذه العصابات المتوحشة والمسلحة والمدعومة من قبل جهات إقليمية غير خافية على أحد، مدينة الموصل الشماء العربية، فشردت من شردت من آلاف اللاجئين والمذعورين من أهلنا المسالمين، كما باغتت قواتنا العسكرية والأمنية في الموصل والتي لم تكن للاسف قد تأهبت أو تحسبت لمثل هذه الهجومات غير المنظمة والمستقتلة بسلاح متطور، فإستطاعت تحقيق مواقع قدم لها في جهتي مدينة الموصل، اليمنى واليسرى، ولم يبق لها إلا القليل للهيمنة على المدينة كلها. وللأسف أن قواتنا الباسلة التي لا تبخل بالتضحية من أجل الوطن قد أُخذت على حين غرة. وكان رد فعل القيادة العامة للقوات المسلحة والتي يجب أن تحظى الآن بتأييد كل الشعب العراقي بكافة طوائفه وأعراقه وفئاته، ردا مناسبا وحازما وداعيا الى إعلان حالة طوارئ في البلاد. وحالما تتوفر المستلزمات فإن إبناء الجيش العراقي سيبرهنون أنهم حماة وطنيون حقيقون لعراقهم الغالي. وعليه، فإننا مطالبون، في مثل هذه الظروف للوقوف صفوفا حاشدة وراء قواتنا المسلحة الوطنية.

ولعل مايثير الإنتباه، هو هذا التداعي الوطني العارم لدعم جهود قواتنا المسلحة الوطنية للقضاء على وحوش داعش والأرهاب في الموصل وغيرها من البلدات العراقية العزيزة. وسيلاحظ المرء أن هذا الخطر المتوحش المحدق دفع العراقيين الى نبذ خلافاتهم وإنقساماتهم الطائفية. فبالأمس كان هناك من بين طائفة السنة منادون بعدم جواز دخول الجيش العراقي الى الأنبار أو الموصل لمواجهة الإرهاب، أما حين وصل الى بيوتهم صاروا ينادون ويستغيثون بالجيش العراقي. كما كان بعض الأفراد من الطائفة الشيعية لا يعبأون لما جرى ويجري من أرهاب في الرمادي والفلوجة، ولكن حينما إتضح هذا الخطر المحدق بوحدة العراق تنادوا الآن لدعم وتأييد إجراءآت الحكومة لحشد قواتنا المسلحة للقضاء علية. فهاهي المرجعية الشيعية تصدر أوضح واقوى البيانات لدعم جهود الحكومة والقوات المسلحة الوطنية في هذا المجال. ويبدو إن الخطر الخارجي هو عامل توحيد للشعب العراقي، الا يصح، من باب أولى، أن تكون دواعي بناء وتنمية العراق وتقدمه هي أيضا من دواعي نبذ الطائفية والعرقية؛ إذ بدون الوحدة الوطنية، لا سلام أو لا أمن ولا تنمية. فالدرس الأكبر هنا، نعم للوحدة الوطنية، ولا ثم لا للفرقة الطائفية والعرقية والعشائرية. وبهذا سيكون العراق وطننا جميعا، فيدا واحدة وقلب واحد أيها العراقيون.


10 حزيران، 2014
 

* مستشار اقليمي سابق في الأمم المتحدة

- عضو اللجنة العليا للتيار الديمقراطي في العراق
* الكاتب، إقتصادي متخرج في جامعة ويلز في بريطانية، وله دراسات وبحوث إقتصادية قياسية عديدة، وعمل لسنوات
 بصفته مستشارا إقليميا في الأمم المتحدة في الحسابات القومية والإحصاءآت الإقتصادية.
 

 

 

free web counter

 

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس