كتابات أخرى للكاتبة على موقع الناس

الأحد 1/8/ 2010

الحل للعراق؟ إعادة إحتلاله! قرطبة الظاهر  في الوقت الذي ارتطمت فيه سفينة التطرف الديني في حاجز المقاومة الجماهيرية الشعبية أثناء الانتخابات التشريعية الاخيرة في العراق وادركت بعد ذلك بأن لا مجال للمضي قُدُماً في تطبيع السياسة الايرانية المتمثلة بالاحزاب الدينية الشيعية داخل العراق ... أصبحت أمواجُ العراق أشدَّ ضراوةً وعَظَمةً تضرب كلَّ سفينة تحملُ على متنها حملة إقليمية مصدرة ملوثة بالتوتاليتارية والعنجهية الايديولوجية الدينية منها أو القومية أو الطائفية أو العرقية. وأصبح شعب العراق على وعي وعلى إدراك تام بما يحلو له ويُطري عليه من متغيرات للمعالم السياسية الحية. فبعد معركة المناصب والسلطة والنفوذ والموارد الطبيعية البيضاء والتي دامت اكثر من أربعة أشهر ونيف بين الاحزاب التي خسرت السلطة والقوائم التي احرزت على اكثرية المقاعد تحولت هذه المعركة إلى حرب إقليمية بأشتراك عربي سوري - سعودي من جهة وإيراني إستخباراتي من جهة اخرى. ينشط المعسكر العربي هذه الايام من خلال مبعوثية العاهل السعودي وبدعم إمريكي... ينشط في إجتذاب سوريا إلى الحاضنة العربية ودعمها إقتصاديا من أجل الحفاظ على ديمومتها العربية وفك إرتباطها بالدولة الفارسية. من ناحية أخرى تم الاتفاق ما بين العاهل السعودي والرئيس السوري على أنْ يحافظَ العراقُ على عروبته. وهذه إشارة واضحة للساسة في العراق على عدم قبول حكومة دينية تعمل على تمرير المصالح الايرانية داخل العراق وإيضا إشارة واضحة للساسة الكورد على أن رئاسة العراق يتوجّبُ إعطاءَها لحاكم عربيٍّ عراقيّ. في الوقت نفسه يتصارع المعسكر الايراني في تمرير اجندته بكل صرامةٍ وشدة وحدّةٍ على الساسة العراقيين من الاحزاب الدينية الشيعية المحافظة من أجل تطبيع سياسة ولاية الفقيه وفرضها على المجتمع العراقي في جنوب العراق وفي بغداد العاصمة من خلال ربط ملف العراق مباشرة بالحكومة الايرانية والعمل على إفشال كل نوع من التحالفات مع القوى الليبرالية المعارضة لنظام ولاية الفقيه والطامحة إلى تغيير المسار السياسي العراقي في إتجاه الحاضنة العربية. وبين المعسكرين يقبع الشارع العراقي في دوامة مواجهاً الكوارث البيئية الترابية ومصاعب حياته اليومية من فقدان الماء الصالح للشرب والكهرباء وباقي الحقوق المذكورة في دستور الدولة العراقية. ويتطلع إلى حل سلمي ما بين المعسكرين يصبُّ في مصلحة الدولة العراقية وافرادها بالدرجة الاولى ويتيح لهم حياة كريمة مُرفّهة حرّة بعيدة عن الايديولوجيات الدينية والسياسية والثقافات الممسوخة والمزوَّرة وممارسة الشعوذة الدينية والقومية وتلفيق الأكاذيب وتكذيب التأريخ. أصبح الحلُّ الوحيدُ ما بين المعسكرين هو إعادة الملف العراقي بأكمله إلى المجتمع الدولي المتمثل بالامم المتحدة وبمجلس الامن والخروج بقرار إعادة إحتلال العراق وتنصيب حاكم مدني من احدى الدول العظمى في مجلس الامن. يقوم الحاكم المدني بتشكيل الوزارة من سياسيين مستقلين وكفاءات عراقية وطنية ومستشاريين اجانب واجبهم إعادة كتابة الدستور العراقي وإعادة النظر في برنامج الديون المستوجبة ورسم الحدود العراقية مع دول الاقليم وضمان المياه للعراق ومكافحة الفساد وكشف كل ملفات الفاسدين والمفسدين في الدولة وتقديمهم إلى محكمة بإشراف دولي ويتم محاكمتهم دوليا. هذا ويتمُّ حلَّ كلِّ الاحزاب في العراق وإلغاء الدستور الحالي والغاء الانتخابات التشريعية الماضية وبناء مؤسسات حكومية بنظم وقوانين متطورة وحديثة جديدة تخدم المصلحة العامة على احسن وجه. يدير الحاكم المدني الملف الامني من خلال تدخل قوات اجنبية يقر إرسالها مجلس الامن وبقيادة التحالف الدولي. تعمل هذه القوات على توفير الامن والامان ومكافحة المجاميع المسلحة والميليشيات وتقديمها للمحاكم العسكرية بإشراف دولي. يبقى العراق دولة محتلة لمدة يقررها مجلسُ الامن ولحين إعادة الدولة العراقية إلى رقيها وإزدهارها وضمان كل الحقوق لشعبها. هذا هو الحل الوحيد للخروج من الشلل السياسي الحالي وإنتشال العراق من مأساته اليومية التي اصبحت كابوسا لكل عراقي وعراقية ومرضا لن يشفى الشعب منه إلاّ إذا تصدّى له بكل عزيمة وقوة وإصرار....