| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

قرطبة عدنان الظاهر

 

 

 

الأثنين 18/10/ 2010



سياسيو المضايف!

قرطبة الظاهر 

بالرغم من أني اقسمت على أن لا امسك القلم قط وابريه مرة ثانية كي يكون مدببا مثل الرصاصة التي تخترق وجدان وضمير الساسة الجدد من أجل أن لا اوقظهم من منامهم العميق (حاشا لله) وهم يقبعون في مضايفهم ومجالسهم الصاخبة والمبردة عبر خطوط الكهرباء الساخن والنادر في عراق الخير والعطاء. لكن ثمة اصوات في داخلي دفعتني إلى أن اسكب وافر غضبي عليهم وحزني على أمة قدمت خيرة ابنائها شهداء مغدورين من اجل تغيير نظام الحكم الجائر والمستبد إلى نظام حر وعادل..ومن اجل أن تسترجع كرامتها وأن تُحترم حرياتها و حقوقها و إرادتها دستوريا وشرعيا. لقد مرت علينا قرابة السبعة أشهر منذ السابع من نيسان ومنذ الاعتراف بنتائج الانتخابات من قبل المحكمة الاتحادية ونحن ننتظر يوم الفرج الحكومي ويوم التوافق ويوم نقرأ ونتعرف على برنامج الحكومة المقبل كي نمد لها مرة أخرى يد العون ونعمل سويا على تحقيق آمالنا وطموحاتنا التي نصبو إليها. لكننا سرعان ما ايقنا ومن خلال صولات وجولات المبعوثين من رجال هذه الاحزاب بان ثمة طبخة تحضر لنا على نار هادئة وأن الطموح الاقليمي يمضي نحو إرجاع العراق إلى مربع 2005 وتطبيع الاوضاع السياسية الطائفية القومية على ما كانت عليه في تلك الحقبة مع سبق الاصرار على المضي قدما في سياسة المحاصصة التي حملت عنوان "الوحدة الوطنية". مسميات تطلقها الاحزاب بأوامر خارجية وامريكية بحته في ظل برنامج الضحك على ذقون المواطنين والافراد والمؤسسات وكل الدولة العراقية المصطنعة في مطبخ ال Think Tank الامريكي. فهذه المرة تحولت "الوحدة الوطنية" فجأة إلى "شراكة وطنية" وما تؤول إليه هذه الطموحات من تقسيم العراق جغرافيا ومناطقيا حسب الرغبة الكردية بورقتها ال "جوكر" والتي تلوح بها الاحزاب الكردية على أرضيات المعركة السياسية في المضايف و في المجالس بعد أن يئست من مفردات "الوحدة الوطنية" والاعتراف بسيادة العراق كأرض واحدة غير قابلة للتجزئة أو التقطيع أو الترقيع. كما اصبحت النوايا مكشوفة على الملا ومكتوبة بتسعة عشر نقطة في ورقة المطاليب التي لا يمكن لأي انسان يمتلك ذرة من الاحساس الوطني أن يعترف بها لثانية واحدة. في حين تركز بعض الاحزاب على إجابة الجوكر الكردي "بالنعم" ضاربين بذلك الارادة الجماهيرية والهوية الوطنية العراقية في عرض الحائط مقابل التمسك بكرسي العرش المتهرئ والسلطة المطلقة الجائرة والنفوذ تحت الاملاءات الاقليمية والدولية. هكذا اصبح الاناء ينضح بما فيه من نيل من دماء الشهداء الذين سقطوا على أرض العراق ينزفون دما مغدورين مظلومين. ربما تناساهم رئيس مجلس الوزراء عندما حل ضيفا على الرئيس السوري وتناسى الاربعاء الدامي والاحد الاسود والخميس المشؤوم. تناسى بان هناك مئات من الشهداء يصرخون من تحت الارض مطالبين بالحق والعدالة الانسانية والالهية..أهذا جزاء شعب انتخبكم؟ اهكذا يباع الضمير الانساني بأبخس الاثمان في بازار السياسة العربية المليئة بالفوضى والدجل والتحايل والنفاق؟ هل سيجلب السيد نوري المالكي معه حقوق من ضاعت حقوقهم في مجازر الارهاب على المؤسسات العراقية؟ وهل يا ترى سيتحقق الحلم الايراني- العربي من جعل العراق دولة "الساتلايت" لايران تارة وللعصبة العربية تارة اخرى مع الاستمرار في التركيز على ضعف الدولة عسكريا واقتصاديا وتدمير شعبها وتهجيره المبرمج والمخطط له من كلا الطرفين؟ أم أن هناك مساع جادة لجعل السياسة العراقية متوازنة بين القوى الداعمة للعصبة العربية وبين تلك الموالية للدولة الايرانية؟ وإذا كان الامر كذلك فان ثمة جهوداً وطنية داخل العراق مطلوبة من اجل إبعاد هذه المساعي والعمل على بناء مؤسسات وطنية حقة بهوية عراقية لا تسمح بعد اليوم بدخول وتغلغل احزاب فاشلة مأجورة لا يهمها الفرق بين المضيف والبرلمان. هذان الاخيران صارا ثقيلان جدا للجلوس فيهما من اجل تشكيل الحكومة لذا إنتقلت الدبلوماسية العراقية من المضيف إلى دول الاقليم لاكمال شرب القهوة والشاي والاستمتاع بالهواء النقي والسلام الدائم وإكمال الصفقات التجارية المربحة جدا وليذهب العراق وشعب العراق وإنتخابات العراق إلى جهنم وبئس المصير.....!!!!





 

free web counter