| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                 الأثنين 9/7/ 2012

     

لم لا يستجوب المالكي ؟!

جمال الخرسان

لان نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء اي الجهاز التنفيذي للدولة العراقية فهو وان لم يختر طاقم وزارته يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية باعتباره رئيسا للهرم كما يتحمل الجزء الاخر زعماء الكتل الذين فرضوا عليه طاقما وزاريا مرتبكا.

رئيس الوزراء على اطلاع ودراية بمعظم ما يدور من حوله، لم لا يستوجب ؟! الاستجواب سمة ديمقراطية بامتياز والدولة العراقية بشكل عام لم تستطع حتى هذه اللحظة النهوض بالواقع الخدمي بما يكفي، الكهرباء جزء من تلك الملفات العالقة حتى الان وهناك ملفات اخرى اقل واكثر اهمية لازالت ايضا ترواح مكانها. لم لا يستوجب؟!

يتحدث بعض اعضاء دولة القانون عن طي مرحلة الاستجواب " الاستجواب اصبح من الماضي " وهذه من وجهة نظري خطيئة كبرى، معظم اعضاء دولة القانون كانوا يصرخون "استجوبوا المالكي" ذلك حينما كانت قضية سحب الثقة هي الخيار رقم واحد لخصوم المالكي، وحينما تراجعت جبهة اربيل وضعفت يحاول بعض حلفاء المالكي القفز على قضية الاستجواب! ان ذلك يضع بيد خصوم المالكي ورقة ضد دولة القانون، ويضعف من موقف المالكي اساسا!

نعم ان جبهة اربيل كانت مثيرة للقلق في طبيعة تشكلها المتسارع وبطرحها المستفز، المندفع والمتسرع، ارادوا القاء اللوم على المالكي من اجل سحب الثقة عنه، ارادوا اظهاره لوحده شيطانا فيما هم ملائكة منزّلون لانقاذ هذا الشعب وكأنهم ليسوا جزءا من الحكومة! ولا حتى من المنسحبين منها ! وهذا ما اضفى مزيدا من علامات الاستفهام حول هجومهم الكاسح على رئيس الوزراء، لكن هذا لايعني القفز على الاليات الديمقراطية وعدم الاستجابة او حتى التعالي على استجواب المالكي، فهذا الاخير رئيس لوزراء العراق، بشرعية من البرلمان وتبقى شرعية المالكي وفقا للدستور من شرعية مجلس النواب.

لقد انصفنا الرجل حينما اريد تحميله جميع الاخفاقات ولكن ينبغي ان ننصف الاخرين حينما يريدون استجوابه في البرلمان حتى وان كان الاستجواب بتوظيف سياسي، فاللعبة السياسية ليست غريبة عن مبدأ التوظيف! على دولة القانون ان تعرف ان حضور ايّ رئيس للوزراء الى مجلس النواب ربما يضعه في موقف القوي، المستجيب للاليات الديمقراطية واصول اللعبة، وربما يخرج منتصرا من البرلمان.. فلماذا يستفز البعض من الاستجواب؟! خصوصا وان بعض حلفاء المالكي ومستشاريه طالما اكدوا في مناسبات مختلفة ان الاخير يمتلك من الملفات القوية ما يمكنه اقناع الاخرين .. وكسب الجولة، فلماذا الخوف اذن من الاستجواب؟!


 

free web counter