| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                 الأثنين 9/7/ 2012

     

مجرد ذكرى يا سيادة البارزاني

جمال الخرسان

ذات يوم قال مسعود البارزاني (وفقا لما نقل القيادي الشيوعي عادل حبه): "كنا نقف مع القوى الوطنية الديمقراطية العراقية وكنا اقوياء بذلك رغم سلاحنا ومعداتنا الشحيحة والبسيطة، ولكننا حصلنا على السلاح واحدث المعدات من قوى خارجية غدرت بنا وبجرة قلم في الجزائر وانهار كل شيء .. لابد من السعي لحل المسألة الكردية ضمن اطار عراقي دون اللجوء الى دوامة مجهولة والسير في دهليز مظلم لا يؤدي الى شيء". هذه الكلمات جاءت عقب الاتفاق بين نظام صدام حسين وبين النظام الملكي الشاهنشاهي في ايران على تصفية وحصار الاكراد عام 1975.

بعد عشرات السنوات على تلك الحادثة هل يعيد الحزب الديمقراطي الكردستاني تلك الاخطاء التاريخية ويستقوي بالاخرين من اجل مصالح آنية فقط ؟! تحركات بعض القيادات الكردية نحو تركيا ونحو بعض الواجهات الاقليمية تستحضر شيئا من المشهد السابق.

القيادات السياسية العربية اخطأت بحق الاكراد نعم لاشك في ذلك، ولكن الاكراد كانت لهم اخطائهم ايضا، ولكي نسعى جميعا لتلافي الاخطاء السابقة لابد لنا كجماعات للضغط ان نذكّر الجميع دائما بألم الماضي، ان نحاصر الطبقة السياسية بالحقيقة وبالتاريخ المؤلم لنا جميعا، مسؤوليتنا التاريخية جميعا ان نعيد الذكريات مع كل محطة تشنج او شهر عسل بين المركز والاقليم.

سواء اخطا المالكي بحق الاكراد ام لا ؟ فهو لن يبقى الى الابد، ولن يستطيع في كل الاحوال ان يهاجم الاقليم حتى لو اراد ذلك طالما يمتلك الاقليم جيشا " حرس اقليم" اقوى من الجيش العراقي وربما اكثر عددا! فلماذا يعيد بعض الساسة الاكراد الخطأ من جديد ويلقون انفسهم بحضن أردوغان هذه المرة بدلا عن حضن الشاه فيكت سبق؟! الهدف ذاته مع اختلاف المعطيات، الهدف هو الاستقواء بالاخرين لاضعاف بغداد، وفي تصور البعض ان ضعفها قوة للاقليم وهذه خطيئة كبرى، الاتراك دولة في نهاية المطاف لن تضحي بمصالحها مع الدولة العراقية، وان جمعت المصالح بين الاقليم وتركيا في يوم من الايام فقد تتكرر لحظة تاريخية اخرى كما حصل في الجزائر، والسياسة كما يعرفها الاكراد اكثر منا جميعا انها فن الممكن وهي في الشرق الاوسط اكثر من ذلك الممكن بكثير.

لن احشر نفسي في تفاصيل الخلافات القانونية بين الاقليم وبين بغداد سواء مع الحكومة الحالية او مع الحكومات السابقة، ولن اتجاوز على حقوق كردية ربما اضاعتها المصالح السياسية، لكن لعبة الاستقواء بهذا الشكل تضيع مصالح الشعب الكردي بشكل خاص ومصلحة بقية المكونات العراقية بشكل عام. الاحداث في منطقة مثل الشرق الاوسط تتغير بشكل جنوني جدا، وربما يجد الاكراد انفسهم بعد بضعة سنوات في تضاد تام مع الجارة المشاكسة تركيا، التي لها تاريخ طويل من الخلافات مع جارة مشاكسة اخرى هي ايران، وربما لعبة التوازن بين الجانبين تؤسس لمعطيات جديدة.

قدرنا ان نعيش في هذه المنطقة، من هنا لابد ان نسعى وبكل ما فعل بنا التاريخ من ماسي لابتكار حلول تجمع مصالح المكونات العراقية في مسارات اكثر قربا مما كانت عليه في السابق، لنكن واقعيين ونبحث عن مصالح مشتركة بدل ان نقفز على الحقائق بشعارات براقة خاوية تتعالى عن الواقع. استمعت مرات كثيرة في العام 2002 الى المؤتمر الصحفي الذي عقده مسعود بارزاني في لندن في ختام مؤتمر للمعارضة العراقية، خطاب الرجل كان غاية في التسامح والتعالي عن المصلحة الخاصة، فأين اصبح ذلك الخطاب بعد عشر سنوات على اسقاط صدام حسين ؟! أليس الاولى ان يصبح البارزاني اكثر تسامحا بعد كل ما حصل عليه الاكراد! وبما يتناسب مع هذه الطفرة العمرانية النوعية في كردستان والتي يحسد عليها الاقليم بلا شك لكنها في نهاية المطاف تراكمات للـ 17% من ميزانية العراق، والكل يعرف من اين يأتي العصب الاساسي لتلك الميزانية.



 

free web counter