| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                 الثلاثاء 29/5/ 2012

     

هل اخطأ المالكي حينما فرّط ببقاء الامريكان ؟

جمال الخرسان

لا يخفى على ايّ من ساسة العراق مدى اهمية الدور الامريكي صاحب التأثير الكبير ان لم يكن الاكبر في الساحة العراقية، كذلك الاقليمية والدولية ايضا، ولا يخفى على ايّ منهم ان تاريخ العراق واهم المتغيرات فيه لم تكن بمنأى عن التاثير الامريكي المباشر وغير المباشر ويقر بذلك اصدقاء الحكم في العراق ومن نصبوا لهم العداء قديما وحديثا. رغم ذلك الا ان نوري المالكي وهو صاحب اليد الطولى في ملف المفاوضات بخصوص الاتفاقية الامنية وما جرى بعدها من مفاوضات قبيل نهاية العام 2011 والتي كانت تهدف لابقاء بعض القواعد الامريكية في العراق، ان نوري المالكي فرّط بالجانب الامريكي وابدى للامريكيين شيئا من الجفاء تجاه ما فعلوه للعراق، لقد قرأ المالكي تردد الادارة الامريكية فيما يخص بقاء القوات الامريكية في العراق مما شجعه ليدفع باتجاه عدم التجديد.

لقد إتّكأ المالكي على عصى "الشعارات الوطنية" واراد بذلك الموقف ان يستهوي التيار الصدري لصفه، لكن الملفت ان اول المنقلبين على المالكي من التحالف الوطني هو مقتدى الصدر نفسه! بل اصبح هذا الاخير عراب استبدال المالكي في الساحة الشيعية! المالكي ايضا اراد كسب ود الجانب الايراني في تحقيق الانسحاب، نعم لم يكن المالكي رجل ايران في العراق يوما من الايام وهذا ما يعرفه خصومه قبل اصدقائه لكنه تلقّى مساعدة ايرانية فيما يتعلق بتشكيل الحكومة الحالية، وهذا ما وطد العلاقة بينه وبين الايرانيين بشكل اكبر من السابق، لكن الايرانيين وكعادتهم لايعولون على طرف واحد بل خبرتهم في مثل هذه المواقف هي مد الجسور مع جميع الاطراف بما في ذلك القائمة العراقية والاكراد وهذا ربما ما يفسر الزيارات الاخيرة غير المعلن عنها والبعيدة عن اضواء الاعلام لقيادات في القائمة العراقية الى طهران وكما انحازت ايران للمالكي قد تنحاز لغيره، مما يعني ان اهداف الانسحاب الامريكي في حسابات المالكي لم تجد نفعا حتى الان، بل اصبح التفريط بالجانب الامريكي ذا مردودات عسكية على فصيل المالكي الذي كان يعتقد ان اخراج الامريكان سوف يضعه في موقف قوي على الاقل امام قيادات التيار الصدري التي كانت تراهن على العمل المسلح، واراد تجريد بعض الجماعات المسلحة في الشارع السني من مبررات رفع السلاح، لكن ورقة الامريكان المهمة استخدمت ضد المالكي ودولة القانون من قبل الجميع! وفي مناسبات كثيرة كما هو الحال مع الرسالة الموجهة للادارة الامريكية والمنشورة في صحيفة نييورك تايمز في كانون الاول من عام 2011 والتي وقّعت من قبل ثلاثة من زعماء العراقية - اياد علاوي، اسامه النجيفي، رافع العيساوي- فهؤلاء الثلاثة إتهموا فيها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأنه يسير في الاتجاه المعاكس للإرادة الاميركية. كذلك الحال فيما يتعلق بمحاولات مسعود البارزاني وحلفاؤه توظيف العلاقة الوثيقة التي تربطهم بالجانب الامريكي ضد نوري المالكي .. الذي يعلم جيدا مكر شركائه في الحكومة وربما يجعلون منه ملاكما بلا قفازات! في مواجهة الشارع المطالب بالخدمات وتوفير الامن وانهاء فوضى الفساد الاداري. انه يعرف قبل غيره بان حكومة بهذه الشاكلة مهما كانت عريضة تلك القاعدة التي تقف عليها فانها لن تكون اكثر من قطعة جليد تطفو على سطح البحر.. هشة وقد تتكسر في ايّة لحظة. اضاع المالكي امريكا وفرط بورقة قوية كانت بين يديه، وهذه واحدة من هفوات المالكي الكبرى .


 

free web counter