| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                 الجمعة 27/4/ 2012

     

حول التطورات الاخيرة نقطة نظام..

جمال الخرسان

لسيء الذكر معمر القذافي جملة من المواقف العبثية الساخرة، لكن اكثرها سخرية وإثارة ما اعلنه بعيد انطلاق الربيع العربي بانه سينزل الى الشارع ويقود الجماهير الليبية من اجل اسقاط الحكومة، من خلال تسيير المظاهرات الشعبية، وكأنه لا يملك القرار في الشأن الليبي على الاطلاق! هكذا يظهر القذافي نفسه منحازا للشعب الليبي وخصما لدودا للحكومة! وامام جنون من هذا المستوى على الشعب الليبي مجبرا او مخيرا ان يصدق ذلك! وعلى شاكلة ما تقدم وربما اكثر غرابة تتأتّى العديد من التحركات والمواقف السياسية لبعض الاحزاب والقوى السياسية في الساحة العراقية.

فمن يتابع ومن لا يتابع الشأن السياسي العراقي يعرف جيدا ان العديد من التيارات السياسية المشاركة في الحكومة الحالية تكيل وابلا من الاتهامات للحكومة وتعرّي فشل حكومة المالكي الذريع في توفير الخدمات والامن وابسط مستلزمات العيش الكريم لابناء الشعب العراقي وتعتبر ذلك بضاعة تتاجر بها عبر وسائل الاعلام رغم ان المنتقدين جزءا لا يتجزءا من ذلك الفشل! باعتبارهم جزءا من تلك الحكومة التي يصفونها بـ " الفاشلة". الملفت ان هذه الظاهرة تكررت كثيرا أيضا في العديد من الحكومات العراقية السابقة.

وبعد ان اصبحت تلك الظاهرة الغريبة جزءا من العملية السياسية في الساحة العراقية وسنّة غير حسنة تجعل من القوى السياسية تمارس دور المعارضة رغم انها شريكة في تقاسم المناصب، بعد ذلك دخلنا مرحلة جديدة اكثر غرابة مما سبق وتمثل ظاهرة غير مفهومة وغير منطقية على الاطلاق في الادبيات السياسية، وهي الاعداد لسحب الثقة عن الحكومة الحالية واسقاطها رغم ان الداعين الى ذلك جزء لا يتجزأ من الجهاز التنفيذي باذرعه المختلفة حتى هذه اللحظة! وكأنهم يسقطون انفسهم ويسحبون الثقة عن قناعاتهم السياسية وبرامهجم الانتخابية التي امّلوا بها الشارع العراقي طويلا. التحالف الكردستاني له جيش من المناصب السيادية وغير السيادية في مختلف اذرع الجهاز التنفيذي وكذلك القائمة العراقية، الطرفان يجوبان الكرة الارضية عرضا وطولا من اجل التحشيد لاسقاط حكومة المالكي التي تشكلت بناءا على مباديء التوافقات بين التحالف الوطني، القائمة العراقية، والتحالف الكردستاني. اضافة الى ذلك فانهم حتى هذه اللحظة يتنعمون بخيرات السلطة التنفيذية ولم يكلفوا انفسهم حتى الانسحاب منها على الاقل للنأي بانفسهم عن خطايا المالكي التي يتحدثون عنها!

ان خصوم المالكي يحاولون سحب الثقة عن نوري المالكي وتشكيل جبهة من اجل ذلك لكنهم باقين تحت قبة رئاسة الوزراء حتى اللحظة الاخيرة وهم ان فعلوا ذلك فانهم في الحقيقة يسقطون انفسهم قبل ان يسقطوا المالكي، هذا هو منطق اللعبة السياسية، كان الاولى بهم على الاقل الانسحاب من الحكومة ثم العمل على سحب الثقة منها، والا فإن الهجوم الكاسح الذي يتعرض له رئيس الوزراء الحالي لا يصنف الا في خانة الحراك العبثي لا اكثر!

 

free web counter