| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                 الأربعاء 25/1/ 2012

     

الخضر واليمين الى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية الفنلندية

جمال الخرسان

نتائج الانتخابات الفنلندية التي جرت يوم الثاني والعشرين من كانون الثاني الجاري والتي وصلت نسبة المشاركة فيها الى 72.8% اكدت حصول مرشح حزب المؤتمر الوطني ساولي نينستو على المركز الاول 37% من مجموع الاصوات، يليه مرشح حزب الخضر بيكّا هافيستو بعد حصوله على 18.8%. ويأتي في المراحل اللاحقة المرشحون الستة الاخرون.

النتائج اكدت ايضا ضرورة اقامة جولة ثانية من الانتخابات والتي تقام في الخامس من شباط القادم، وذلك لعدم حصول كل من الفائزين على اكثر من خمسين بالمائة كما ينص على ذلك النظام الانتخابي في فنلندا.

هذه النتيجة اكدت ايضا خروج حزب الرئيسة الحالية تاريا هالونن الحزب الديمقراطي الاشتراكي من المنافسة بعد احتفاظه بمنصب رئاسة الجمهورية طيلة الثلاثين عاما الماضية اي منذ العام 1982.

واذا ما كان صعود نينستو الشخصية السياسية المعروفة في فنلندا ليس مفاجئا خصوصا وانه كان من المنافسين في الانتخابات الرئاسية السابقة بقوة في مقابل السيدة تاريا هالونن كما انه خاض بصحبتها جولة ثانية من الانتخابات، اضافة الى سلسلة طويلة من المناصب التي تبوأها في فنلندا والاتحاد الاوروبي كما ان الحزب الذي يقف ورائه من اقوى الاحزاب في فنلندا ويقود حاليا الحكومة الفنلندية، الا ان الشيء الملفت هو صعود هافيستو مرشح حزب الخضر! فهذا الاخير وان كان تبوّأ منصب وزير البيئة والتنمية 1995- 1999 وعضو برلمان سابق وسبق له العمل مع الامم المتحدة والبرلمان الاوروبي الا انه يعتبر اقل خبرة بالقياس للمنافسين الاخرين هذا من جهة ومن جهة اخرى فإن جمهور حزب الخضر عادة لا يستطيع منافسة جماهير الاحزاب الاخرى سيما الحزب الديمقراطي الاشتراكي وكذلك حزب الوسط وربما حتى حزب الفنلنديين الحقيقيين الصاعد بقوة في الانتخابات البرلمانية الاخيرة.

هافيستو استطاع ان يتجاوز منافسين من الوزن الثقيل مثل السياسي المخضرم بافو ليبونن رئيس وزراء فنلندا السابق لدورتين متتاليتين ( 1995- 2003). وكذلك الشخصية الفنلندية المعروفة بافو فاورنن الذي تبوأ مناصب وزارية مهمة في فترات سابقة، اضافة طبعا الى اليميني المتطرف المثير للجدل تيمو سويني. من هنا فإن هافيستو يعتبر الحصان الاسود في هذه الدورة الانتخابية، استطاع ان يلفت النظر اليه بشكل واضح، ومن خلال الحملة الانتخابية وما قدمه من اجابات اثناء المناظرات بين المرشحين والتي كانت تبث في الغالب عبر التلفزيون الرسمي الفنلندي، اخذت تتصاعد حظوظه في الفوز شيئا فشيئا وهذا ما اكدته نتائج الاستطلاعات التي تجرى بين الحين والاخر قبيل واثناء الحملة الانتخابية والتي كانت دقيقة الى حد كبير في توصيف الواقع.

لكن الاثارة تحيط بالمرشح هافيستو ليس من خلال ما جاء في حملته الانتخابية فقط بل اضافة الى ذلك فإنه ايضا

ينتمي الى " المثلييّن" بل هو متزوج رسميا من شاب اكوادوري اصغر منه بعشرين عاما، وهذا ربما اضاف له ولحملته الانتخابية مزيدا من الاثارة وجعل من بعض شرائح المجتمع الفنلندي تنحاز له بشكل او بآخر! في ذات الوقت فإن هناك من وقف منه بالضد واستهجن ان تكون سيدة فنلندا الاولى شابا من الاكوادور!

الجولة الثانية من الانتخابات الفنلندية ورغم المنافسة القوية فيها الا ان المتوقع انها لن تشهد جدلا كبيرا حول بعض الملفات الساخنة التي شهدتها الجولة الاولى كما هو الحال مثلا فيما يخص الموقف من اليورو او سياسات الاتحاد الاوروبي او حتى الموقف من الاجانب، وذلك نظرا لخروج المنافسين الاخرين الذين جعلوا من تلك الملفات دعامات اساسية في حملاتهم الانتخابية حتى وان كانت صلاحيات الرئيس ربما لا تمكنه من التاثير المباشر في حسم قضايا من هذا النوع. لكن في كل الاحوال فإن المتوقع ان تركز الحملات الانتخابية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفنلندية بشكل خاص على البعد الاقتصادي والحد من البطالة.
 

 

free web counter