| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                 الجمعة 25/5/ 2012

     

5+1 والتشويش السياسي

جمال الخرسان

قبيل واثناء وبعيد انعقاد القمة العربية في بغداد أثير جدل كبير حول جدوى انعقاد قمة من هذا النوع في العراق، وبين مشكك بنجاحها وفشلها سارت الامور وكل ادلى بدلوه، وبعيدا عن قصة الرسائل المحرضة والداعية لعدم حضور العرب الى بغداد والتي تشكل سابقة خطيرة في الحراك الدبلوماسي، فإن مادار في ذلك الجدل ربما يجد ما يبرره من معطيات، خصوصا في ظل سريان خطة امنية فرضت حظر التجوال على معظم المدن العراقية وعطلت الحياة فيها قرابة العشرة ايام، ناهيك عن سقف المصروفات المهول الذي تطلبته القمة العربية، وحجم التنازلات السياسية الكبير الذي قدمه العراق للعديد من الدول الحاضرة في القمة، خصوصا وان العراق يعرف قبل غيره عدم فاعلية الجامعة العربية وقدرتها على ايجاد الحلول المناسبة لسيل متراكم من ازمات الشرق الاوسط. وسط ذلك الجدل الذي دار بصوت مرتفع في اوساط الطبقة السياسية، جماعات الضغط، وسائل الاعلام والشارع العراقي، اصر العراق في نهاية المطاف على استضافة القمة العربية من اجل اغراض اعلامية بالدرجة الاولى، خصوصا وانها تأتي بعد فترات طويلة مرت على استضافة بغداد لآخر نشاط دبلوماسي من هذا النوع.

الملفت للنظر والمثير للغرابة ان ينسحب ذلك الجدل على قمة 5+1 وايران، قمة بهذا المستوى من الاهمية لايمكن مقارنتها بقمة الجامعة العربية، شتان بين الاثنين، بين يوم وليلة تجد مجلس الامن والمانيا دفعة واحدة في بغداد وهذا بلا شك حدث استثنائي في كل الاحول! ان اجتماع الكبار في هذا العالم في بغداد يمنح العاصمة العراقية شيئا من الثقة ويدفعها اكثر للعودة الفاعلة للحظيرة الدولية، ان ما يدور في اروقة الاجتماعات واللقاءات الثنائية ربما يتجاوز في اهميته ما يتمخض عنه المؤتمر من نتائج تتعلق بالملف النووي الايراني، وهذا من المفترض ان لايكون غائبا عن المتعاطين في الشأن السياسي.

لقد ادلى العديد من السياسيين الى وسائل الاعلام تصريحات منزعجة من انعقاد قمة 5+1 في بغداد، ومشككة بما يجنيه العراق من ذلك اللقاء ..! بل وساخرة في بعض الاحيان من الحدث بمجمله! ليس من المعقول ما يحدث، وليس هناك ما يبرره، وليس من الوطنية بشيء التقليل من هيبة الدولة وسمعة العراق كبلد وأي جهد ايجابي تقوم به الحكومة بحجة ان ذلك يصب في مصلحة طرف بعينه!

هل تنسحب هذه الخطايا الكبرى على جميع النشاطات الدبلوماسية ذات الطابع الدولي والتي يكون العراق طرفا فيها ؟! هل يحاول كل فريق التشويش بهذا الشكل المثير للجدل ويضرب بقوة تحت الحزام من اجل ان لايحسب نجاح ما لصالح خصمه؟! ان اخفاق الحكومة في ملف الخدمات الاسياسية التي تلامس حياة المواطن لايبرر للاخرين - ولا اقول المعارضة لان المعارضة هي الحكومة ذاتها – لايبرر بأي شكل من الاشكال في جميع الاعراف السياسية القيام بهذا الدور السلبي تجاه المصالح العليا للعراق. لقد استضافت تركيا قمة من هذا النوع قبل شهر من الان، وتركيا رغم كل ما فيها من استقرار الا ان فيها من الازمات شيء كثير فهل يعقل ان ترفض تركيا استضافة ذلك النشاط الدبلوماسي حتى تحل ازمة الاكراد هناك؟!

نحن جميعا بحاجة لتراكمات دبلوماسية من هذا النوع لاتخدم فقط من هم الان في هرم السلطة بل تخدم ايضا الحاكمين الجدد خصوصا في ظل الحديث المتواصل عن "حاكم جديد".


 

free web counter