| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                                 الأحد 22/4/ 2012

     

المالكي والاكراد نزال الوزن الثقيل

جمال الخرسان

التطورات السياسية التي حصلت مؤخرا بين الساسة الاكراد وبين دولة القانون تؤكد بوضوح نهاية فترة شهر العسل بين الجانبين، علاقة المالكي بالأكراد ورغم كل ما اثير حولها من مشكلات تتعلق بالنفط وبعض الملفات العالقة الا انها كانت تشهد استقرار كبيرا بالقياس لطبيعة العلاقات المتشنجة التي تحكم القوى السياسية العراقية طيلة الفترة الماضية.

هجوم البارزاني المفاجىء على المالكي والذي اتى خلافا لسياقات التطورات السياسية بين دولة القانون وبين التحالف الكردستاني وكذلك ردود افعال بعض الاعضاء البارزين في دولة القانون على تلك التصريحات، ثم مواقف المالكي نفسه المهاجمة لقيادات اقليم كردستان جعلت من هذه المرحلة خطا فاصلا في تاريخ العلاقة بين الجانبين. لقد تشنجت الامور بين المالكي والبارزاني ووصلت الى نقطة اللا عودة.

الخلافات كفيلة بإظهار المواقف الحقيقية لكل طرف عبر وسائل الاعلام، ولدى الطرفين ما يكفي من نقاط الضعف تمكّن الطرف الاخر من توجيه اللكمات المتتالية، لكن المالكي ربما يقف في مواجهة الكردستاني ملاكما بلا قفازات! فلا حلفائه من النوع الذي يساندونه الى نهاية المطاف، وليس هناك جمهور عريض يراهن عليه المالكي بعدما اخفقت حكومته في توفير الحد الادنى من الخدمات الى المواطن العراقي طيلة الست سنوات الماضية. مما قد يمكّن خصوم المالكي من توحيد صفوفهم وتشكيل جبهة تطيح بهرم الحكومة.

لكن ما يحسب للمالكي انه بارع في تفكيك الجبهات التي تحاك لإسقاطه! ويملك مهارة عالية في ادارة الصراعات السياسية اذا ما تعلق الامر ببقائه في هرم السلطة! وهذا ما تثبته التجارب السابقة. لكن خصوم المالكي هذه المرة مختلفون عما سبق، فالأكراد هم الطرف الاقوى في جميع النزالات السابقة، والخلاف العلني مع الاكراد بمثابة اختبار حقيقي لمدى قدرة المالكي على ادارة اللعبة، كما ان الاكراد الذين كسبوا ايضا معظم نزالاتهم السياسية السابقة هم ايضا امام اختبار حقيقي يكشف مدى قوة الاكراد ونضجهم في كسب الجولة مع خصم عنيد. من هنا فإن الخلاف الحالي اختبار حقيقي للطرفين، وربما يمثل نقطة تحوّل في مسار العملية السياسية العراقية بشكل عام.

ما يستحق الاهتمام في هذا الخلاف السياسي ان التحالف الكردستاني امام تحد جديد، تحد بين اعتماد اسلوب الاكراد في توجيه عقوبات قاسية ولكمات قاضية لمن يتجاوز الخطوط الكردية الحمراء، وهذه النزعة تتأتّى من قناعة الاكراد بأنهم الطرف الاقوى في الساحة العراقية، هذا ما ينطبق على خصومة الجعفري مع التحالف الكردستاني .. وعلى الاخرين ان يستوعبوا الدرس. هذا من جهة ومن جهة اخرى فأن الكرد يعون ضرورة اعتماد المرونة اللازمة التي تحفظ للكردستاني علاقات ممتازة مع جميع الاطراف من اجل ممارسة دور الوسيط، وهو دور استثمره الجانب الكردي كثيرا. ووفقا للمعطيات السابقة فإن نزال الوزن الثقيل مفتوح على جميع الاحتمالات.

 

free web counter