| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                الخميس 18/10/ 2012

     

حينما تكون الانتلجنسيا بارزانية اكثر من البارزاني نفسه !!

جمال الخرسان        

لفت نظري هذا السجال الدائر بين بعض النواب من دولة القانون وبين بعض نواب التحالف الكردستاني ودخول رئيس الجمهورية جلال الطالباني على خط الازمة ببيانه الساخن، لكن ما لفت انتباهي اكثر هو ردود الافعال المثيرة للاستغراب من قبل بعض المحسوبين على هذا الطرف او ذاك، خصوصا بعض المؤسسات التي دأبت على الدفاع عن مصالح الاحزاب الكردية من بغداد.
لقد اختلطت الاوراق وعدنا الى الخلف بفعل هذا الضجيج المفتعل، لا اقصد الساسة فقط بل بالاضافة الى ذلك هو الدور الذي تلعبه بعض النخب العراقية للاسف الشديد، فتحت ذريعة اخطاء المالكي وهي ليست قليلة يراد ان يلمع هذا السياسي او ذاك، تحت ذريعة الفشل الحكومي المشترك بين الاخوة الاعداء والمحسوب على دولة القانون فقط تحت هذا الفشل يراد ان تجيّش الجيوش من اجل الدفاع عن سيادة البارزاني... تحت ذريعة اخطاء المالكي وكوارث دولتنا الضعيفة يراد ان لنا ان نقدس كل من ينتقد من قبل دولة القانون! ان تداعيات الازمة الاخيرة عكست فورة "إنتلجناسوية" مهيبة تلك التي انتفضت للدفاع عن البارزاني ... !!! كأنها ثورة للدفاع عن ملاك طاهر، نبي مرسل من السماء مسّته شياطين الانس برجسها الذميم..! 
قد اتفهم ان يمتدح سياسي في موقف ما ويذم سياسي آخر عن موقف او جملة مواقف، قد اتفهم ان ينحاز المستقلون الى جهة فيما يتعلق بقضية ما او موقف ما في توقيت ما، على ان يبقى ذلك الميل في حدود المعقول. اما ان تنحاز بعض النخب المثقفة بشكل مخيف الى طرف على حساب طرف آخر ... وكأنها تلمّع سياسة هذا وتقبّح سياسة ذاك وكأنها تتحول الى بوق لبعض الاطراف وكأنها تصبح ملكية اكثر من الملك نفسه فهذا لعمري طامة كبرى .. وخطيئة اكبر من اخطاء الساسة التي نعرضهم يوميا للتجريح.
الاخطاء في الحكومة اكثر من ان نتحدث عنها والاخطاء عند جميع ساستنا اكثر من ان تحصى، كما ان اخطاء الساسة العرب والاكراد لا تختلف كثيرا عن بعضها فالانحياز الصارخ لاحد الاطراف بهذا الشكل مثير للاشفاق للاسف الشديد، لقد سقطت نخبتنا كما سقط ساستنا واصبحنا نستجدي التوازن عند المحسوبين على المستقلين من النخب الاعلامية والثقافية.
انظروا يا سادتي الى الاعلام الرسمي لبعض الاحزاب الكردية خصوصا ذلك الناطق بالعربية .. انه اكثر توازنا في الدفاع عن مصالحه مثلا من بعض المؤسسات الاعلامية التي تدعي انها "مستقلة"، فهذه الاخيرة استشاطت غضبا فزمجرت وانتفضت انتصارا للبارزاني .. لقد استشاطت غضبا من اجل مصالح الاحزاب الكردية ولا تستحي ان تعبر عن ذلك.. بل يشرفها احيانا ان تكون بارزانية اكثر من البارزاني نفسه!

free web counter