| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جمال الخرسان
gamalksn@hotmail.com

كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 

 

 

                                                                الأربعاء 14/11/ 2012

     

المارد الصيني المخيف يرتعش من الطائرات الورقية

جمال الخرسان        

حيثما تولي وجهك في هذه الكرة الارضية سوف تجد وجودا اقتصاديا للصين بشكل او بآخر، المنتجات الصينية تغزو شرق هذا الكون وغربه، تصنع للجميع ما يريدون، تلبّي جميع الاذواق ..الغث منها والسمين، التنين الصيني قوة اقتصادية عملاقة بلا شك، ينافس الاقتصاد الامريكي والغربي بشكل عام وربما يتخطاه في السنوات القادمة اذا ما بقيت ارهاصات الازمة الاقتصادية على حالها، هناك من يعتقد بأن الصين ستكون القوة الاقتصادية الاولى في العالم بحلول العام 2050 كما يذهب الى ذلك الباحث الاقتصادي البريطاني "مارتن جاك" في كتابه "حينما تحكم الصين العالم"، وهناك مراكز دراسات متخصصة ترى الموعد اقرب من ذلك بكثير، وهذا ما تذهب اليه مؤسسة "PwC - PricewaterhouseCoopers" التجارية الشهيرة إذ بناءا على المعطيات الاقتصادية الحالية فان ذلك سيتحقق في العام 2018.

الصين التي تمتاز بمساحتها الكبيرة ونفوسها الذين يقاربون المليار وثلث المليار نسمة تخيف العالم بمنافستها الشرسة على الصعيد الاقتصادي والتي لا يستغني عنها أحد، انها ثروة من الايادي العاملة وسوق اقتصادية يسيل لها لعاب جميع الشركات العملاقة.

نعم يطول الحديث عن تنامي القوة الاقتصادية الصينية المذهل التي ساهمت وتساهم حتى في انقاذ الاتحاد الاوروبي من ازمته الاقتصادية الخانقة، لكن ذلك التنين المخيف لا يتوانى عن ابداء قلقه ورعبه من الحمام الزاجل وحتى الطيارات الورقية، انه هوس الدكتاتورية وحرصها اللامحدود على كيانها الذي يشغل تفكيرها طويلا!

الصين ليست مهددة بالارهاب والشعب الصيني شعب منضبط الى ابعد الحدود .. ولا يفرط باستقراره بشكل عبثي حتى مع قناعاته بضرورة التغيير السياسي، ورغم معرفة القيادات الامنية والسياسية الصينية بتلك الوقائع واكثر منها الا انها ايضا لا تتردد في فرض اجراءات امنية مشددة جدا هذه الايام اثناء انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الذي يعقد كل عشر سنوات من اجل اختيار قيادات الحزب والدولة.

من يصدق ان قوة سياسية عسكرية اقتصادية مثل الصين مرعوبة من الطيارات الورقية؟! ومن الحمام الزاجل! ما الذي يفسر هذا القلق المبالغ به جدا ؟! لماذا يخاف الحزب على نفسه الى هذا الحد؟! الا تشفع له كل تلك الانجازات الاقتصادية الرهيبة التي حققها للصين ؟!

تلك التساؤلات المهمة السابقة لا تبدو منطقية جدا في طريقة تفكير البلدان البوليسية في الحفاظ على كوادرها، انه هوس انظمة الحكم التي يقودها الحزب الواحد كما هو الحال في الصين حيث يسيطر الحزب الشيوعي على كل شي وهو الحزب الوحيد الذي خوّله الدستور قيادة الدولة، القيادة الصينية قلقلة من ايّ محاولة هنا وهناك خارج المألوف تعكّر صفو المزاج. الصين دولة كبرى على جميع المستويات، ولها ما يؤهلها لان تكون البلد الاهم في العالم لكنها لن تكون كذلك، فالقيادة الصينية تعرف ان بقائها في الحكم طيلة السنوات السابقة متأتي بالدرجة الاولى من نظامها الدكتاتوري المسيطر على كل شيء والذي لا يسمح للمنافسين بالدخول الى الحياة السياسية، ولهذا من الصعب جدا ان تطمئن تلك القيادة على نفسها من وجهة نظرها على الاقل حينما تكون قريبة من الناس، بل تخاف على نفسها حتى من الورق! رغم انها.. "الصين"!


 

free web counter