| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الثلاثاء 9/3/ 2010



إعلاميو الشرقية إما مراءون أو مخبولون

جواد وادي

بالرغم من المسرات التي كانت سمة العراقيين الأبطال بعرسهم الانتخابي وهم يتوجهون لتقرير مصيرهم ولوضع خارطة جديدة للعراق الجديد وبفرح غامر وغبطة لا توصف وهم يهتفون ويهللون في الوقت الذي كان جحيم الإرهابيين والقتلة بحممهم من صورايخ حاقدة ومتفجرات وعبوات ومفخخين أوباش ومناشير تخويف وعبوات صوتية وغيرها من أسلحة الجبناء والخائبين كالوعيد بقطع الأعناق وتكالب الحاقدين لنسف العملية وإبطال مفعولها والضحايا الذين سقطوا غدرا واصايعهم لم تتزين بعد باللون البنفسجي الذي بات تأشيرة الخلاص من تبعات النظام البعثي الفاشي والدخول إلى عتبات الأمل الحقيقي والمستقبل المشرق، وحالات من التحدي والإصرار والمواقف البطولية كهذه لا يمكن أن يوصف بها أي شعب آخر غير العراقيين لان موتا يزحف من كل اتجاه صوب الأجساد البريئة وغير المدججة بأي سلاح سوى سلاح الإيمان ببناء العراق الجديد والعمل على وضعه على سكة الاستقرار والعيش الكريم والأمان المنشود. وهم يتوجهون زرافات لتقرير المصير والموت يتربص بهم.

صور من هذه المناسبة العراقية الفريدة نقلتها فضائيات الكون.
فذلك المسن الذي تجاوز المائة عام وهو يسير محدودب الظهر وبإصرار عجيب ليدلي بصوته وتربه ذلك المسن الذي كان بالكاد أن ينطق حرفا بجسده النحيل وبحشرجات غير مفهومة يطلق صرخة مفادها أنه جاء لينتخب للعراق، وتلك النساء أمهاتنا العراقيات بأعمارهن المتفاوتة سيما المسنات منهن وهن يرفعن أصابعهن البنفسجية ويشرن بعلامات النصر التي لا يفقهن كنهها والمعوقون الذي حملوا أمنياتهم وجاءوا للإدلاء بأصواتهم رغم متاعب الطريق والأجساد وذلك النقيب البطل الذي حاول منع مفخخ قاعدي قذر فذهب ضحية هذا الموقف البطولي الأسطوري صحبة ثلاثة من الأبرياء المدنيين ثم الصورة الابلغ ذلك الرجل النبيل الذي استقرت في جسده شظية وعوض أن يذهب بسيارة الإسعاف للعلاج أصر بالاستمرار مشيا وهو ينزف دما للوصول لمقر الاقتراع للإدلاء بصوته، ولنتأمل اؤلئك العراقيين الاصلاء حين سقطت منازلهم على رؤوسهم بسبب قذائف الحقد الأرعن والإحياء منهم بعد أن ثكلوا بأعزتهم أصروا على القيام بواجبهم الوطني الانتخابي وهم فرحون رغم حجم الكارثة التي وقعت لهم.
كل هذه الصور التي ستبقى خالدة في أذهاننا وغيرها العشرات والتي تنم عن عبر ودروس في الصدق والوطنية والتضحيات الحقة والتي كانت مادة كل فضائيات العالم واندهاشها لم تشكل للشرقية أي شئ ولم تكن بذات معنى حيث خصصت برامجها بهذا اليوم العراقي الأغر خلافا لفضائيات الكون لاستقبال مكالمات لا تخرج عن دائرة الانحياز لمكون عراقي معروف بطريقة صبيانية وفجة لا تجعلنا ابدأ أن نحترم توجهاتها وحياديتها غير الموجودة أصلا.
كان خطابها معاديا تماما للعملية الانتخابية ولا يخلو من الغل والضغينة تختفي وراءها أهداف لها أكثر من تفسير.
ففي الوقت الذي كان الجميع ممن له علاقة بالعملية الانتخابية من مفوضية وكيانات ومراقبين لأجل إجراء الفرز والعد في بعض المراكز في حين كانت عملية التصويت لم تزل مستمرة ثم إن تصويت الخارج لم يتم فرزه إلا يوم الحادي عشر من مارس – آذار- ولن يتم معرفة الكيان الفائز إلا بعد أيام طويلة وإذا بها تفاجئنا بخبر عاجل بفوز القائمة العراقية بنسبة 25 بالمائة وتأتي بعدها قائمة دولة القانون بنسبة 23 بالمائة ثم الائتلاف الوطني 22 بالمائة ولا ندري من أين جاءت بهذه النسب ومن زودها بها؟

هل هي نتائج كيدية أم من محض خيالها ؟ أم الاثنان معا؟ أم هو تشويش مقصود؟
ثم من أين وصلتها أخبار الاحتفالات التي غصت بها الشوارع بانتصار قائمة علاوي؟
إن العراقي ورغم الوقت الوجيز لفسحة الديمقراطية قد تزود بسلاح الاعتراف بالآخر عن طريق صناديق الاقتراع وينبغي احترام النتائج ومباركة من يختاره العراقيون لندخل فعلا في زمن التمدن الحقيقي للننطلق إلى آفاق أرحب، إنما بطرق عقلانية ورصانة فكرية واحترام لتفاصيل العمل الديمقراطي.
إن الشرقية تفقد مصداقيتها المتبقية إن وجدت إن هي لم تراجع أسلوبها المهني وتحاكم توجهاتها وتحترم ذائقة المشاهد وتتخلى عن تبعات الماضي فلعل مسيروها ممن كان بعضهم أقطابا للنظام الصدامي ما زالوا يعيشون بأحلام عودة الظلم والاستبداد وبهذا يكونون بحق خارج سياق المتغيرات الجديدة وبالتالي يمكثون أبواقا لأعداء العراق والمحرضين على قتل الأبرياء أسوة بفضائية المجرم حارث الضاري وحثه على قتل العراقيين وتدمير العراق مع سبق الإصرار وبوقاحة لا مثيل لها.
فبدل أن تشارك العراقيين فرحتهم كانتا هي مع فضائية الضاري تتوحدان في تشويه الحقائق وتسويف عملية الانتخابات والتشكيك بمصداقيتها أهم حدث في تاريخ العراق المعاصر بعد أن كان محط تقدير العالم بأسره.
كم بودنا أن تتخلى الشرقية عن أسلحتها المغرضة وتدخل الخيمة الوطنية لكسب ود العراقيين لنعتز بوجود فضائية بمواصفات عراقية نبيلة لرفد الإعلام العراقي أسوة ببقية الفضائيات العراقية بمعايير مهنية تكون مصدر فخر واعتزاز لنا جميعا بعد أن خرجنا من قفص الإعلام المؤدلج والمتخلف.


 

 

free web counter