| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الأثنين 8/11/ 2010

 

مذبحة سيدة النجاة لن تكون الأولى ولا الأخيرة

جواد وادي *

من هو المسؤول المباشر وغير المباشر عما حدث في مجزرة كنيسة النجاة؟ سؤال لا ينبغي أن يطرح على عواهنه، إنما هو إشكالية خطيرة نود أن نتبين أسبابها وحيثياتها وملابساتها دون أن نتكلم عن نتائجها لأنها والحمد لله كانت طقوس دم لم يتحرك لها من يفترض انه يحمي أرواح الناس قيد شعرة ولم يتدبر لهكذا مفاجئات ولم يخطر بباله أبدا أن هذه الطائفة المستهدفة في كل وقت وحين بقيت متروكة لقدرها دونما حماية أو القيام بمهمة أمنهم حتى وان كانت بأبسط حالاتها ليدفع البلاء ويقلل من حجم الخسائر كما وقع من نحر للأبرياء. ودعونا نسترسل بهذا العرض السريالي وقد يفوق سريالية التوقعات لأننا في زمن (كلمن إيده اله) لان من يحاسب في مثل هكذا تهاون، وأي تهاون، انه ليس حماية مزرعة مسؤول ولا حراسة موكب محظوظ ولا حماية وقف من الخراسانات الصماء ولا مراقبة سيدة برلمانية لها من الحراس ما ليس لرئيس دولة المكسيك، رغم أننا لا نريد الأذى لا للبشر ولا الأرض حتى ولا للضرع، إنما ما يحرق الأكباد ويوجع القلوب ما حدث ويحدث من فوضى لا تفسير لها سوى أن خللا كبيرا بات ملازما للحالة العراقية، يحدث على عينك يا تاجر دون أن يتكرم علينا السادة المسؤولون الامنيون بتفسيرات لما يحدث حتى يزيدوا بصمتهم وجعا مضافا لأوجاعنا بمشاهد الموت المجاني للأبرياء من العراقيين .
تكاد ذات الأخطاء تتكرر دون أن يعتبر لها آو يتدارسها ويفهم أسبابها السادة الامنيون وكأنهم متيقنون إن ما يحدث هو مجرد حالة يتيمة سوف لن تتكرر ثانية وإذا بنا دون أن نفاجأ بان طقسا جديدا من طقوس الإبادة قد أنجز بمهارة عالية وكأن من ينفذ فصول الإبادة للبشر قد حصل على (كيت باص) للدخول إلى مضمار المذبحة معززا مكرما، الأمر الذي بات السفاحون يعملون في وضح النهار ولا من يتعرض لهم ولا من يعترضهم أو يساءلهم عن وجهتهم المباركة.
وهنا أوجه سؤالي لكل مسؤول حتى وان كان بوظيفة عساس يمسك بتوثية لا ببندقية برنو من مخلفاة ثورة العشرين الخالدة:
هل من المعقول والمقبول والقابل للتصدبق أن طائفة مستهدفة ومدرجة تحت طائلة النحر في أية لحظة تبقى متروكة دون حراسة أو رقابة أو حتى تحديد مكان لحارس أو حارسين أو حتى ثلاثة، إذا تكرم المسؤول الله يكثر من بركاته، مهمتهم أن يرابطوا وأن يكونوا عينا راصدة للأمكنة المستهدفة. من يتصدق علينا بالإجابة على أن أكثر من عشرة إرهابيين، وقد يكون العدد أكثر، لان المصدر الوحيد الذي يكون موئل ثقة قد أغلق كل النوافذ والأبواب وصمت عن التفاصيل، إن عددا كهذا يمر من بوابات بعد أن يقطع دروب وأزقة وهم يقلون عربات ومدججون بالأسلحة والأحزمة الناسفة والقنابل اليدوية. وأين؟ في مدينة بغداد. وأين؟ في الكرادة الملتهبة. وأين؟ صوب بناية مقدسة وعليها الرصد الإرهابي، ثم وكما جاء على كلام الصبية الناجية، أين كانت تقنية المبادرة بصعود مجموعة قنص والتقاط المجرمين واحدا واحدا بدل ترك الرهائن لنوازع الإرهابيين المريضة بقتل الناس أفرادا وبالجملة سيما أن الأجهزة الأمنية والحمد لله تتوفر على معدات بالكاغد اشترتها بأموال الضحايا.
والله إن الأمر (يمخول) العقل على لسان أحبتنا المصريين، كيف يحدث هذا؟

دعونا نحسبها بطريقة أهل عفج أعزهم الله.
هل من العسير على السادة الأمنيين أن يخصصوا عشرة رجال أمن من عشرات الآلاف من رجالاتنا البواسل ليتواجدوا في ذات المكان لحراسته ليل نهار خصوصا انه مكان عبادة وليس سوقا لبيع الدهن الحر.
إن تعذر عليهم ذلك، فدعوا أهل الدار هم من يحرسون أمكنتهم. بمعنى أن تختار وزاراتنا الأمنية عشرة أفراد مثلا، من الشباب المسيحي وتسلحهم ليتكفلوا بحماية المؤمنين وحراسة المكان كلما كان هناك طقس أو مناسبة دينية. ولا أظن أن شبابا من العراقيين حتى من غير المسيحيين يرفضون هذه المهمة المقدسة.
والله يا إخوان إذا أرسلت لي أجهزة الأمن وكلفتني بالمهمة لانتقلت من المغرب إلى العراق وتركت عملي لأقوم بمهمة الحراسة رغم أنني لا اعرف أن اضغط على أي زناد، ولكن حين تصل الأمور إلى هذا الحد من الاستهتار بحياة البشر وخصوصا اؤلئك الطيبين من الأحبة المسيحيين المسالمين لفعلت ذلك بطيب خاطر، والهضيمة كل الهضيمة أن يعبر بدوي متخلف أو قومي شوفيني ارعن أو بعثي مجرم ليعيثوا قتلا بالعراقيين الاصلاء والصمت لا شك مساهمة وتستر وقبول لما جرى ويجري.
ثم أين هم الإرهابيون جثثا كانوا أم أحياء؟ وهل أن نتيجة التحقيق تتطلب دهرا دون أن يعرف العراقيون وخاصة المنكوبين ممن فقدوا أحبابهم ما جرى؟ ومن خطط؟ ومن احتضن؟ ومن مول؟ ومن سرب الأجساد النتنة؟ ومن؟ ومن؟ ومن؟
لا اعرف ما رد السادة المسؤولين ليخففوا هذه الإحتراقات التي تفعل فعلها في دواخلنا المكلومة ولا نملك إلا أن نبلع أسئلتنا مثلما دائما حيث عودنا الامنيون أن لا حقائق ولا إجراءات ولا متابعات ولا أحكام ولا تنفيذات لإنزال العقوبات بحق هؤلاء العابثين.
لم يبق إلا أن نوجه أصابع الاتهام ضد كل من أسدل الستار عن تفاصيل ما حدث ويحدث.

إن ما حدث في كنيسة النجاة لن يكون الأول وسوف لن يكون الأخير ما دام الأمن بهذه الهشاشة والمسؤولون على هذا القدر من الطناشة.


* شاعر ومترجم وكاتب عراقي مقيم في المغرب




 

 

free web counter