| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الأحد 3/4/ 2011                                                                                

 

شكرا للبعث السوري

جواد وادي *

كتبنا مرارا عن البعث العراقي بمقالات ندرج روابطها للقارئ الكريم ادناه تأكيدا على حقيقة أن البعثيين طينة واحدة ولا يمكن أن يستقيموا أو يستدلوا بنباهة المراقب والمستفيد من الدروس والعبر وهم حتما يفتقرون لمجسات آدمية نألفها في العديد من الناس ممن يرتكبون أخطاء قاتلة لكنهم يدركون أن البوصلة تسير بإتجاه مغاير لما يخططون ويسعون لتحقيقه إلا البعثيين العراقيين بتجارب شاب لها شعر الصبيان قبل الكهول ولا ضرورة ولا حاجة لتذكير الناس بالنوازل الكارثية التي تسببوا بها فهي معروفة حتى لساكني اقاصي المعمورة.

ثانية نشكر أقطاب البعث السوري الذين زكوا ويزكون يوميا ما ذهبنا إليه بتسليطنا الضوء على البعث العراقي الفاشي المنهار والمجرم. حزب البعث السوري قلب الوجه الآخرج للصورة لنتبين أن هذا الحزب مهما تعددت أطروحاته وما يعلن من تغاير هذا التنظيم عن ذاك إتضح لنا ان كل فروعه هي في قفة واحدة من حيث التشبث بالسلطة والإمساك بمبدأ الحزب القائد وأستعداده لحرق الارض والعباد وبيافطات قومية وعروبية مقززة. أما من حيث رجالاته ونسائه حتى لا يتهمونا بالنزوع الذكوري فهم طينة وخلق وأشكال وأفعال واحدة ولا يمكن أن تميز بين هذا الفرع وذاك وهذا المنتمي من تلك المنتمية.

كرفيقه البعث العراقي إرتكب البعث السوري مجازر عبر تأريخ حكمه الدموي بقانون طوارئ إمتد لأكثر من خمسين عاما بدعوى أنه دولة مواجهة قميص عثمان الذي ما تخلى عنه قادة البعث لتمرير سياسات تصفية رهيبة راح ضحيتها الآلاف من هذا البلد الوديع بشعبه المغلوب على أمره والمبتلي بطغمة فاشية كما أبتلى أخوتهم العراقيون من دموية رفاق البعث العراقي المنهار.

يأتي الدور على الشعب السوري كما مر ذات الدور على الشعوب العربية التي كانت بالأمس من المطبلين لسفاح العراق وهي تغلق كل مجساتها إزاء ما يحدث للشعب العراقي من مجازر مخيفة على يد بطلهم القومي فتبا لازدواجية المعايير هذه حين يصفق ضحايا الأنظمة الفاشية المجرمة لسفاح العراق وهم الآن في حيص بيص مع قادتهم القتلة.

إننا هنا لا نتشفى أبدا بما يحدث للشعوب العربية المظلومة حين تغيرت دفة المواجهات وباتت الشعوب هي التي تخيف الأنظمة الفاسدة والمجرمة لنكتشف جميعا بأنها مجرد أنظمة كارتونية لا تهش ولا تنش فذهبت كل صولاتهم التي كان يرتعب لها المردة أدراج رياح الهبات الجماهيرية المباركة ليدرك العالم بأسره أن لا قوة مهما بلغت قسوتها يمكنها أن تقف بوجه المد الجماهيري بالتغيير والإنتعاق، إنما فقط نريد أن يدرك الأخوة العرب أن مواقفهم إزاء كل ما كان يحدث في العراق مجرد استغفال مارسه ذلك النظام الأجرب ساعده على نقل الحقيقة المشوهة كتاب الأقلام الخسيسة مدفوعة الأجر والآن يعاني العرب كلهم من ذات السيناريوهات التي صفقوا لها ليشربوا من كأس مراراتها الآن يا ويلتاه.

ظهر علينا السيد الرئيس وريث الحكم الدموي مثلما الأجدب وهو يتبختر أمام أشرار الشعب السوري وهم يصفقون ويهتفون وزغاريد النسوة تلعلع والمسرة تغطي وجوههم وعلى مقربة منهم يتساقط خيرة الشباب السوري بأسلحة الفاشست وكأن الأمر لا يعنيهم ومسلسل القتل يحدث في أرض أخرى والضحايا من دول بعيدة. كنا ننتظر أن الأسد سيخرج بحلول منطقية بفهم المستفيد من التجارب المريرة التي يعرف أطفال أوغندا ما ستؤول إليها الأحداث، لكنه أغفل كل شئ واستطرد بلغة إنشائية جوفاء، أعقب هذه المهزلة والكارثة حقا ظهور مرتزقة البعث ليمجدوا خطاب رئيسهم الضرورة بعنجهية البعثيين التي خبرناها أيام المحنة العراقية، فيا لها من صفاقة وقلة حياء ولكن الفرحة سوف لن تدوم حين يقف هؤلاء الغربان على أولادهم والقريبين لهم وهم يتساقطون كالخراف المذبوحة أمام عيونهم وعلى أيدي المنتفضين السوريين حينها سيكتشفون إلى أي مدى من الحماقة كانوا غافلين حيث لا ينفع الندم رغم أننا نرفض فكرة الانتقام وندينها.

إن المنتفضين السوريين ما هم ليسوا بمتآمرين ولا تحركهم أجندات أجنبية حاقدة ضد (المسيرة المظفرة) للحزب (القائد) يا سيادة الرئيس ويا منتسبو حزب البعث الكارثي بل هم شباب مكافح ومتحدي حمل شعلة المستقبل ليواجه ماكنة البطش البعثي وسينتصر حتما ليزيح الغمة التي طالت كثيرا ولا ينبغي مواصلة الصمت إزاء سياسة الإقصاء والقمع المتواصل لا لذنب يرتكبه الناس بل يسعون للعيش الكريم وتنفس نسيم الحرية والانعتاق من كل قبضة سياسات فرض إرادة الحزب الواحد الذي ينظر إلى المتغيرات بعين واحدة.

بإكبار وإجلال ننحني أمام ضحايا الشعب السوري البطل الذي يعمد درب الحرية والإنعتاق بدمائه الزكية.
والنصر للشعب السوري البطل وكل الشعوب العربية المقهورة.

 

http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20070425-28672.html

http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20070930- 36581.html  

http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20081221-59933.html

http://www.akhbaar.org/wesima_articles/articles-20100112-83365.html


* شاعر ومترجم وكاتب عراقي مقيم في المغرب




 

 

free web counter