| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الخميس 31/3/ 2011                                                                                

 

كل عام والحزب الشيوعي بألق وشموخ وعزة

جواد وادي *

تنتابني رهبة مشوبة بالفرح وانا أشرع بالكتابة عن مسيرة الحزب الخالدة والطريق المقدس الذي عبدّته دماء الشهداء الميامين الذين ما ذوت جذوة نضالهم يوما ولا هدأت فورة حبهم لحزبهم المجيد وهم يتوجهون الى مقاصل الموت مستبشرين بذلك الشرف العظيم منذ الكوكبة الاولى بقيادة الخالد فهد ورفاقه الميامين وحتى يومنا هذا بعد ان تكالبت قوى الشر والتخلف لتعلن حقدها الدفين وتمارس غلّها وما تبيت من هلع لمسيرة الحزب المظفرة لتتوجها بالاعتدءآت على مقرات الحزب ومناضليه من قبل قوى كنا نستبشر منها خيرا عرفانا بما قدمه هذا الفصيل الوطني المكافح من تضحيات على درب الشهادة ليبقى حب العراق راسخا في القلوب النقية مهما عظمت المخاطر واشتدت الازمات، أدهشتنا هذه السلوكات البغيضة بحق خيرة مواطني العراق وشرفائه من شيوعيين وطنيين ما حادوا يوما عن عشقهم ومحبتهم للعراق العظيم وأنحيازهم لقضايا الشعب العادلة التي كلفتهم حياتهم واستقرارهم وذاقوا جراءها الويلات والحرمان، ليأتي اليوم ضحايا جلاد العراق بالأمس محاولين بذات النزوع البعثي الحاقد سحب البساط من تحت اقدام مناضلي الحزب الاشاوس، متناسين أن الريح الصفراء مهما عظمت لن تنال ابدا من تأريخ الحزب ووجوده وعشق العراقيين وتعلقهم به ولنا من العبر ما يجعل الطامعين في لي شكيمة الحزب يتراجعون عن غيهم قبل ان تجرفهم إرادة الشعوب الحرة بالتوقف عن تطاولهم على هذا الحزب العتيد المتجذر في الأرض العراقية كنخيل العراق الباسق لأن الشيوعيين يموتون وقوفا وبأنفة العراقي الأبي ، فتبا لكل من يحاول ان يضع العصي في عجلة التاريخ التي لا يهمها ابدا ما تعلن وما تضمر بممارسات بئيسة محاولين إيقاف مسيرة الحزب المظفرة وإطفاء جذوة حب العراقيين الشرفاء وتعلقهم بحزبهم الباسل ، حزب الشهداء والتضحيات النادرة في تاريخ العراق منذ نشأته في الحادي والثلاثين من آذار حتى يومنا هذا بعد أن مر بمحن عصيبة تجاوزها كلها بإقتدار، فعسانا أن نلفي كل من يستهدف هذا الفصيل الأصيل وقد تخلى عن السعي لإفراغ الساحة السياسية العراقية من أي دور له، لأن الحزب الشيوعي وببساطة هو توابل الحركة السياسية والوطنية في العراق وعلى إمتداد عقود المحن.

تستحضرني الذكريات وتتزاحم في رأسي الاحداث وانا اقف في خشوع أمام مسيرة الحزب الحافلة وتأريخه المشرف بهذه المناسبة العزيزة حين أستذكر صور الإحتفال في الذكرى التاسعة والثلاثين لعيد الحزب المنظم في مقر مجلة الثقافة الجديدة وكان الرفاق الرائعون الأحياء منهم والأموات يبتهجون بعشق طاغ وفرح طفولي بمناسبة تأسيس الحزب، ومن جميل الصدف ان نلتقي بمناضلين أفذاذ رقصوا وغنوا وأبتهجوا بتلك المناسبة بفرح طفولي اخاذ اذهلنا نحن الجيل الطالع توا من منابت الحزب الدائمة الاخضرار.الوجوه كثر، رفيقات ورفاق نساء ورجالا، اطفالا وشيوخا كلهم يبتهجون بعيد الحزب المجيد ويغنون لفهد وسلام عادل ورفاقهما الميامين شهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية وللمسيرة الظافرة وللخير والمحبة والسلام ويرددون اسم العراق كلما تلاقت الاصوات بالنشيد الاممي فتمتزج المشاعر وتختلط الأحاسيس ليمتد الفرح من أقصى جنوب العراق المعطاء لأقصى زنبقة في جبال كردستان الشماء ، فتتلاشى لحظتها الفوارق والأجناس والاختلافات المقيتة ليتوحد الدم في قلب خافق بنبض واحد وعشق بهي.

مرت سنوات ونحن نحرص بقوة للإحتفال في بيوتاتنا ونهيء أنفسنا لهذا المناسبة الغالية، كانت الأمهات يهيئن الحلوى وما يلزم لهذه المناسبة رغم أنهن لايعرفن ما الأمر أحيانا ولكن فرحهن من فرح أبنائهن بعيد الحزب رغم الكلمات القليلة التي بقيت عالقة في ذاكرتهن المندوفة بالبهجة والحبور فيعملن ليل نهار إرضاء لنا نحن الأبناء البررة لنستقبل العيد بما يليق به من قدسية ومحبة وتعلق إنساني نادر. ماذا تعرفين عن الحزب يا أمي ؟ لا شيء يا ولدي غير فهد وحزب العمال والفقراء وإنه من أجلنا نحن المظلومين . كنّ نعم الامهات بذلن أعمارهن فداء للحزب وهن لا يفقهن سببا لهذا السلوك المتفان . والآباء لا يأبهون بما يقوله فقهاؤهم من اكاذيب عن تكفيرهم للحزب وإلحاده وحقده على الدين ، كانوا يشاركون نساءهم عملا ومالا وأمنا احيانا خوفا من هجمات الفاشست المباغتة، فكان حبهم للحزب من حبهم لأبنائهم .

من يا ترى ينكر اؤلئك الناس الطيبين وهم يسعون لإستقبال المناسبة بابهى معانيها ، كانت أياما بهية ورائعة لا تخلوا من المغامرة، وكلاب الحراسة من البعثيين وأعوانهم مندسين في تفاصيل حياة العراقي النبيل، ومع ذلك كانت الإحتفالات بعيد الحزب المجيد تقام بانتظام وبعفوية وبتعلق حميمي بتاريخه ومناضليه وشهدائه، متحدّين القمع الفاشي ودموية البعثيين تحاصرهم دون أن يأبهوا لذلك.

ونحن نستقبل الذكرى السابعة والسبعين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي المجيد، لنا في هذه المناسبة نحن الشيوعيين العراقيين واصدقائهم ومحبيهم الفخر للاحتفاء بعيد الحزب الشيوعي ومسيرته المظفرة والتي حرصنا على إحيائها سنويا حتى في منافينا القصية ووسط عوائلنا الصغيرة.

وكل عام والحزب ومناضليه وكل الخيرين الذين وقفوا في محنته بألف محبة وتألق في عراقنا الجريح .
ولننحن إجلالا لشهداء الحزب ، رفاق الدرب الذين عبّدوا بدمائهم الطاهرة مسيرة حزبنا المقدام .

وكل آذار والحزب في أبهى تألق ونجاح
 


* شاعر ومترجم وكاتب عراقي مقيم في المغرب




 

 

free web counter