| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الجمعة 29/1/ 2010



ماذا يقول الصداميون وأحبتهم عن مذبحة اليوم ؟

جواد وادي

هل كل ما كتبناه عن هذه الكلاب الضالة يفي بالوصف ويشفي غليلنا ولا نتوقف أبدا عن صب جام غضبنا وتكرار لعناتنا واشمئزازنا من الأفعال القذرة التي لا تنم إلا عن سلوك وحشي ونفوس مريضة ومخلوقات لا تمت لهذا الكوكب بأية صلة، كم كتبنا عنهم ونبهنا من أفعالهم وقلنا مرارا أنها كائنات لم تعرف البشرية مثيلا لها منذ ظهور الإنسان الأول على هذه البسيطة بل ومنذ أسطورة الخلق الأولى حتى ولا ورديفا لها بل ولا من يقترب من أفعالها.
حتى القاضي المسكين انهار لهول المشاهد المرعبة بمعية كل من شاهد طقوس النحر الصدامية داخل قاعة المحكمة وخارجها من مشاهدين موزعين على عموم كوكبنا. لاحظنا الدموع تكاد تنهمر من عينه فارتعبت فرائصنا وانتابنا ضيم ما بعده ضيم ولكن من كان في القفص لم تتحرك سواكنهم ولا مشاعرهم الميتة أصلا لأنهم ببساطة هم من نفذوا الطقس المخيف ومن بينهم من شجع وبارك وهلل لهول المذبحة.

رغم إننا لم نستبعد أبدا مثل هكذا سلوكات وأفعال بهيمية ولكن لم يخطر أبدا ببالنا أن تصل النذالة والخسة والوحشية إلى هذا الحد المرعب.

نعم، إنهم دفنوا الناس أحياء، ورموا الأجساد في أحواض التيزاب، وأطلقوا الكلاب المفترسة لالتهام الناس وهم أحياء، ومنهم البعثيين أنفسهم. ونعرف كذلك أنهم فتكوا بالبشر كيمياويا، وهدوا المساكن على أهاليها، واغتصبوا النساء، وهجّروا الملايين، وأرسلوا خيرة الشباب لمحارقهم وحروبهم القذرة... و...و... ولكن أن تصل البشاعة بهم إلى ما شاهدناه من صور موثقة لا يمكن أن تتصورها حتى قردة أفريقيا، فهذا أمر يعزز ما ذهبنا إليه من تحذيرات من هذه الكائنات المتوحشة والميئوس منها.

ماذا يقول من كان يصفق لفارس الأمة من مأجورين وأنذال عرب وأجانب إزاء هكذا ممارسات. أم أنهم قد يدّعون أنها صور مفبركة حتى وان كان الفاعلون الذين شاهدناهم موجودين في القفص؟

مرة أخرى أقول أن البعثيين طينة نجسة ولا يمكن مقارنتها حتى بدود الأرض الفاسد وعفونة ما تتركه كائنات الله من فضلات .

سيافون وجلادون وقتلة قاموا بالمهمة القذرة وراحوا يرددون الأهازيج وهم يرفعون الرؤوس دون أن تظهر عليهم إمارات التأثر أو التقزز أو حتى الاشمئزاز الذي قد يصدر من الكلاب الحرباء لتلك المشاهد الوحشية.

على من ؟ ولأجل من ؟ كانت تلك الأهازيج وهم يلوحون برؤوس بشر أبرياء ومساكين لا ذنب لهم إلا كونهم ولدوا في المكان الخطأ والزمن الخطأ والسلطة الفاشية التي لا تعرف الرحمة ولا الضمير الآدمي مثل البشر الأسوياء وهم يهتفون باسم القائد الأجرب .

كان الله في عون عوائل الضحايا حين ترى أبناءها وهم ينحرون كالخراف.

بات من واجب كل عراقي نبيل أخذ الثار من هؤلاء القتلة لكل ضحية وكل مفقود وكل متضرر وكل مباد وكل مشرد وكل منكوب وكل من فقد شلوا من جسده وكل من فقد عزيزا عليه وكل من هام في الأرض منكوبا ومعذبا دون أن يرتكب أي ذنب سوى انه انتمى لهذا الوطن المنكوب.

وأنا أشاهد نحر المغدورين تذكرت مسرحية الراحل سعدالله ونوس حين جاء على لسان السياف هذا الكلام في مسرحية الملك هو الملك:
((القلوب الضعيفة تظن أن قطع الرقاب مهنة كريهة. وهناك قلوب خائرة تتوهم أن سيافا لا يذوق الراحة في رقاده. ولكن أقول، وأنا اعرف جيدا ماذا أقول. هذه المهنة تسكرني باللذة. أي نشوة حين اهوي بالبلطة، أي نشوة حين يتدحرج الرأس ، أي نشوة حين تنبثق نوافير الدم، أكثر من النشوة. هي رعشة حسية لا توصف. لقد ذاقها الملك مرة. لا ادري من اين جاءته تلك النزوة. نفذ احد الأحكام بنفسه، فأدركت من رخاء حركاته انه تذوق تلك الرعشة. لم المح وجهه إلا خلسة، ولكن شعرت أن نظرته تختلج فيها الغيرة. آه.... إذا لم ابق السياف فماذا استطيع أن أكون؟ أقول، وأنا اعرف جيدا ماذا أقول.. لا شئ مجرد ظل أو غبار))

أليس هذا التوصيف يليق بالجرذ صدام وفرسانه القتلة؟
 



 

 

free web counter