| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الخميس 27/9/ 2012                                                                                

 

كتيبة (الشهيد) صدام حسين السورية

جواد وادي

بشرى للثورة السورية المظفرة وجيشها الحر بهذا الرفد العسكري والثوري والنضالي (المتميز)، بإطلاق اسم المقبور صدام حسين على إحدى كتائب الجيش الحر فى إدلب الصابرة. هل أن قاموس الثورةالسورية هو ليس بذات القواميس التي تعرف الطاغية كونه ظاهرة يتوحد فيها الحكم والطغيان على يد مخبول اعتبر نفسه خليفة الله في الأرض والحاكم الأصلح لحكم الرعية بأمره تعالى، ولا يحق لأي كان الوقوف ضد هذه المشيئة الربانية (وحاشى لله من هذه التوصيفات)، كما يعتقد ويناضل بكل ممكناته وبما أوتي من قوة للحفاظ على ملكه وكرسيه حتى وإن تطلب ذلك بناء البلد من جماجم الضحايا، أليس هذا ما يحدث في سوريا الجريحة من قتل يومي فاق التصور وتخريب البنية التحتية وتشريد الآلاف من شعبنا السوري الطيب والمسالم،

وقبلها ما وقع في العراق من جرائم لا تعد ولا تحصى وبأبشع الوسائل الوحشية ضد كل العراقيين ودون إستثناء، توزعت بركات الطاغية على كل مكونات الشعب العراقي ودون تفريق حتى بلغت الوحشية بتصفية أقرب المقربين لنظام صدام المجرم، لتزحف طقوس النحر لعائلته ذاتها. ألم يسمع ويشاهد فرسان كتيبة المجرم صدام في أدلب المنكوبة بعشرات المقابر الجماعية والمذابح الرهيبة عقب فشل الانتفاضة الشعبانية؟ أولم يتناهى لأسماعهم مجزرة حلبجة التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء وبكل الأعمار دون أن يرف للطاغية وأزلامه جفن؟

هل هم في غفلة عما كان يفعله النظام ضد مناوئيه من قتل وتصفيات وتهجير ودك المدن والقرى بمدافعه الثقيلة وطائراته وبسادية ما عرفت مثيلا لها، حيث باتت سجلا إجراميا فضيعا، رديفا لهذه الطغمة المجرمة المعروفة بساديتها وهمجيتها لكثرة ما تناولها الجميع وباتت حديث القاصي والداني حتي لمن كان يصفق للطاغية من العرب، عديمي الذمة والضمير، من مدبجي مقالات الشكر والعرفان لعرابهم (القومي) (للكشر)، تاركين العراقيين لمصيرهم المرعب في محارق صدام، سعيا وراء السحت الحرام؟

ألم يستحضر أيتام صدام من المعتوهين من فدائيي كتيبة (الشهيد) اللعين ما قاله في خطابه سيء الذكر إبان تسلمة السلطة في ملعب الكشافة ببغداد، بأنه سوف لن يتوانى بأن يترك العراق أرضا محروقة وبلا شعب إن هو اضطر للتخلي عن السلطة بالقوة، وها هم يعاينون مخلفاته الأجرامية ومدى التخلف المرعب الذي تركه للعراقيين ليتحملوا أعباء حماقاته من سلوكات حمقاء وحروب عبثية؟

لماذا إذن هذه المغالطات وهذه المعايير المزدوجة، بإعتبار طاغية العراق شهيدا وطاغية سوريا مجرما؟ وهم بهذا السلوك الأرعن إنما يسيئون كثيرا للحراك الشعبي السوري، مدنيا كان أم عسكريا، وسيخسرون الكثير، سيما من أقرب المؤيدين لهم، ضحايا القمع الصدامي من العراقيين وغيرهم؟!
ألم يتوقعوا ولو للحظة بأنهم بفعلهم الأخرق هذا إنما يوجهون الإهانات المقصودة لضحايا النظام البعثي المجرم والإستهانة بالدم العراقي.

ومن من......؟!
هل يعقل أن من يدعون أن نظام البعث السوري يلاحقهم ويقض مضاجعهم اليوم، هم من يدافع عن جرائم طاغية العراق الذي ذهب لمصيره المحتوم تاركا وراءه أنين الملايين من ضحاياه؟
إنه الأمر العجب العجاب وغير المفهوم تماما أن يبادر ثلة من المخبولين والطارئين لإعلان كتيبة قتالية في إدلب تحمل إسم (الشهيد) صدام حسين!
كيف سمحت فصائل الثورة السورية والتي تقاتل النظام العتي في دمشق لثلة من المنحرفين وغير الأسوياء بالإساءة للثورة السورية والجيش السوري الحر؟!
مطلوب وبشكل عاجل من كل من له شأن بالثورة السورية، عسكريين ومدنيين، إصدار بيان حقيقة وإدانة صريحة لهذا الفعل الأحمق قبل أن تخسر الثورة أقرب أصدقائها بتلوثها بموبوء عادت حتى الكلاب الضالة تتقزز من ذكر إسمه.

رابط الفيلم للمشاهدة والاطلاع
http://www.youtube.com/watch?v=YPVVmJh3FVI



* شاعر ومترجم وكاتب عراقي مقيم في المغرب




 

 

free web counter