| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الأثنين 22/2/ 2010



لا تجعل صوتك طعاما للحيتان!!

جواد وادي

هل عقد العراقيون العزم وقرروا الجهة التي ينبغي أن تذهب أصواتهم أليها أم أنهم سيقعون في ذات الفخ لسماسرة السياسة في الدورة البرلمانية المزمع إجراؤها بعد أيام إن هم لم يحسنوا الاختيار؟
ان المرحلة القادمة في غاية الأهمية وهي تشكل مفصلا أساسيا في حياة العراقيين للانتقال الفعلي إلى إعادة بناء الإنسان والوطن وبات صوت الناخب مسؤولية وطنية خطيرة تطوق عنق الناخب وتستوطن ضميره ولا يجوز أبدا المساومة أو التهاون أو حتى مجرد التفكير في لا أبالية المصوت صوب الجهة التي يعتبر صوته سببا لصعودها ليكتشف لاحقا أن الخطأ قد وقع لان مثل هكذا زلة ستجعل العراق والعراقيين يدفعون الثمن غاليا.
لا غرو أن العراقيين بسبب نباهتهم وبعد نظرهم والاهم من هذه وتلك الضرر الفادح الذي زحف الى كل مفاصل حياتهم بسبب اختيار المكون غير المناسب للمكان الذي لا يستحقه بسبب ما خطط له المحتالون بغلق اللوائح وجعلها ترتبط بالقائمة دونما معرفة المرشح الذي سيذهب له صوته بغير قصد فقط لان الناخب تعلقا بالمكون أدلى بصوته وهو مغمض العينين وها هي كما تصلنا في منافينا وعبر أجهزة الإعلام النزيهة صور الوطن المنكوب أرضا وبشرا وضرعا وتفرغ البرلمانيون وعوائلهم وعشائرهم وذويهم وكل من يدور في فلكهم من وزراء وموظفين صغارا وكبارا وكل من هب ودب من اللصوص والفاسدين وأصحاب الضمائر الميتة ليعيثوا فسادا ونهبا وخرابا وسرقات موصوفة وغير موصوفة بثروات الوطن وخيراته وأمواله المنقولة وغير المنقولة وترك الحبل على الغارب وسدوا كل مجساتهم الظاهرة والبائنة لأي كلام قد يستهدفهم ويفضحهم ليحط من كرامتهم المنعدمة أصلا وترك الناس من كل الشرائح والطوائف والأفخاذ والأطراف يضربون أخماسهم بأسداسهم دونما نتيجة أو صحوة ضمير الذي أجره المرتشي والحرامي إلى حين ليأتي بعد أن جمع من الأموال الطائلة ما تكفيه للاستثمار في دول ذات رواج سياحي واقتصادي من أموال السحت الحرام وبعد أن امن وضعه المالي المندوف بالخسة والرذيلة يتقدم للانتخابات القادمة بلسان طويل وصورة وقحة وعيون لا تعرف من الحياء شيئا ليعلق صوره مرشحا نفسه وهذه المرة نصفه موزع للكيان الذي ينتمي له والنصف الآخر لوقاحته في الظهور ويبدأ بالتحرك صوب الناخبين وعيونه تذرف دمعا حارقا على المظلومين والوطن الجريح والمخرب تمثلا بالمثل القائل يقتل القتيل ويمشي بجنازته أو بمعنى آخر يخرب البلاد ويأتي ليتباكى عليها ويعلن استعداده لبنائها ولكن بلسان ذرب ووقاحة لا حد لها.
هذه الحالات الكارثية التي أبقت دار لقمان على حالها لا ينبغي أن تغيب أبدا عن عين وعقل وضمير الناخب حين يذهب للإدلاء بصوته لأنه مزود بكم من المعلومات عن هؤلاء اللصوص ليمنح صوته لمن يستحق علما أن الدورة السابقة ضمت برلمانيين شرفاء ووطنيين أحرار منهم الإسلاميين ومنهم العلمانيين ومنهم الآخرين ممن لم يساوموا على وطنيتهم وضمائرهم إنما هم قلة ومن خلال متابعاتنا لأداء البرلمانيين لم نجد من هم على قدر من المصداقية والوطنية والحرص على مصائر العباد والبلاد من ذوي الأيادي البيضاء غير الشيوعيين الذين كانوا يسبحون ضد التيار يساندهم في وطنيتهم التي لا غبار عليها بعض الانقياء من البرلمانيين الشرفاء إنما هؤلاء جميعا كانت أصواتهم كأنها صيحة في واد حيث لا حياة لمن تنادي.
عاث الطائفيون والمذهبيون المتعصبون والشوفينيون والمتحاصصون وكل من عافته السياسة فسادا وخرابا ونهبا وتركوا الفتات للصغار من الحرامية ليضمنوا صمتهم وكان الكل يتستر على الكل بحالة كونية فريدة أما أولاد الخابية من الملايين العراقية الجائعة فبقيت تلعق نحيبها ليكون عزاؤها ومواساتها في اكتشافها لكارثة الاختيار الذي وقعوا في فخه.
كيف كان هؤلاء اللصوص معارضون لنظام البعث الصدامي وكيف كانوا يتشدقون بالحق والإنصاف ومكافحة الظلم ويتحولون بعد أن تمكنوا من الإمساك بسلطة القرار إلى هذه الحالة من التردي الأخلاقي ولماذا لم يحافظوا على ذكرى أرواح قوافل الشهداء من فصائلهم ليحولها إلى درب وفاء حقيقي ونقاء في السلوك والنوايا؟ أم أن دواخلهم أصلا كانت رثة ودفعوا بالأبرياء إلى مذبح الحرية كيدا ليستأثروا هم بما ضحى من اجله اقرأنهم من العراقيين الشرفاء. لا يمكنني أبدا أن اصدق أن هؤلاء الحرامية والفاسدين قد حملوا السلاح يوما ضد الطاغية إن لم يكونوا مختبئين خلف القرابين من الضحايا ليجيروا هم تلك التضحيات لصالحهم لان الفساد ينخرهم منذ البداية.
لا نريد أن نذكر أسماء هؤلاء اللصوص والملوثين لئلا تتسخ بذكر أسمائهم أجهزة الحاسوب ويداهمها فايروسهم الخطير لأنهم معروفون للقاصي والداني وكم كان بودي أن أقف أمام بوستراتهم الانتخابية للبصاق عليهم لأشفي غليلي لأنها اللغة الوحيدة والمناسبة التي يفهمونها.
أيها الناخب ابتعد عن إغراءات الحرامية بكلامهم المعسول والمندوف بالسم الزعاف ولا تجعل إرادتك تضعف إزاء ما يقدمونه من حالات لشراء صوتك وذمتك مهما كان الثمن لأنهم إن أعطوك درهما يسترجعونه آلافا مضافا إلى كونك تكون قد بعت الوطن والضمير والأهل ومستقبل الأجيال.
هذه العينة ميئوس منها فمن شرع بالنهب لا يتوقف إلا والبلاد على حافة الخراب وفي كل مفاصلها بالإضافة إلى كونهم مصدر فتنة تحارب التنوع الثقافي والفكري والاثني ووصولها للبرلمان الجديد ينذر بالفرقة والتناحر وتشظي المجتمع إلى طوائف وعشائر وانتماءات تعادي بعضها الآخر وهم سيكونون من يغذيها، فلا تكن أنت سببا لهذه الكارثة حيث لا ينفع الندم.
حين تصلنا أخبار الوطن وما تحمله من صور خراب وتردي في البنى التحتية تنتابنا قشعريرة ونشعر بالإحباط والخجل أمام أبناء البلد الذي نعيش فيه ليوجهوا محقين أسئلة صادمة لا نعرف لها إجابات فما علينا إلا القول أن من بيده سلطة القرار من معظم البرلمانيين وبعض الوزراء والمتنفذين في السلطة هم لصوص وعديمي الضمير والوطنية فماذا تنتظرون إذا، فلا شوارع ولا ساحات عامة ولا أبنية حديثة ولا مدارس بتجهيزات ضرورية ولا نظام مروري حديث ولا ساحات رياضية مناسبة ولا... ولا... هذا ما نراه أما ما نسمعه من تردي في خدمات الماء والكهرباء والبطالة المتفشية ومشاكل لا حصر لها ما يشيب لها الرأس فماذا فعل برلمانيونا الأشاوس حتى نصوت عليهم ثانية،
إن فعلنا ذلك يصبح الأمر من الحماقات التي من المخجل ارتكابها ثانية بعلم ونية وترصد ونكون هنا قد دخلنا في حيز الجريمة لنصبح نحن المتضررون جزءا من مسلسل الخراب.
إنها غيلان مخيفة، شرسة حولها طمعها وفساد عقولها إلى مخلوقات بعيدة عن المفاهيم الإنسانية الواجب توفرها في السياسي العادل والنزيه فلا نستغرب من سلوكها الشاذ وغير الشريف ونخص بالذكر اؤلئك المعممين الذين إلى جانب القيم الفاسدة التي أحالوها إلى ممارسة يومية يخططون إلى اسلمة المجتمع وتقييد الحريات وفرض سياسة الفكر الواحد ومصادرة اختيارات الناس وكل هذا يتم باسم الإسلام ومن خلال صوتك الذي أوصلهم إلى هذا الغي وهذه النمردة وحتى لا تعض إصبع الندم عليك أيها الناخب وقبل أن تتوجه لمكاتب الاقتراع لتدلي بصوتك أن تفكر مليا وان تختار بروية وحكمة وتفحص تام وقناعة لا غبار عليها من يمثلك .
إن هؤلاء المعممين تختبئ تحت عمائمهم أبالسة الكون كلها إلا بعض الاستثناءات لان التعميم تعدي على بعض الانقياء برغم قلتهم.
لا فكاك للعراق من هذه المحنة إذن إلا بوصول العلمانيين والسياسيين الأكفاء والوطنيين الأحرار وأصحاب الذمة والضمير والمتدينين الذين لا يرتدون الدين نفاقا بل بقناعة المؤمن بأمور الدين والدنيا ولا يقترب للسحت الحرام وان يعمل بمثابرة ودون كلل لخدمة الوطن والمواطن عندها تكون قد أحسنت الاختيار.
لذا اقتضى التنبيه وقد اعذر من انذر

 

 

free web counter