| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

جواد وادي

Jawady49@hotmail.com

 

 

الأحد 13/12/ 2009



لا فظ فوك يا آلوسي

جواد وادي
Jawady49@hotmail.com

هكذا ينبغي أن يكون الانتماء للعراق الجريح والمعافى على حد سواء وهكذا ينبغي أن تكون المواقف النبيلة بوطنية صادقة وبحرص للدفاع عن حرمة الدم العراقي حيث لا نشم من كلام هذا الوطني الأصيل غير حرقة الانتماء ومرارة الفواجع التي لا يحس بها سوى حامل الدم الطاهر المندوف بتراب العراق المقدس، وكأني بهذا الرجل الذي قدم قربانين هما فلذتا كبده ، يجمع كل صراخ العراقيين والعراقيات المثكولين بأحبتهم في سلة واحدة تحاكي عذابات الناس وتعبر عن مدى الفواجع التي تتربص بهم من أبناء جلدتهم من سياسيين وأعوان بلطجية قابعين تحت جلابيبهم القذرة فشتان بين هذا الصوت العراقي الحر وبين أوباش القتل والخراب .
هل نسمح لأنفسنا أن نطلق على هذا الرجل واؤلئك المراءون صفة الانتماء للعراق؟
بثقة لا يطالها الشك؟ أبدا.

إن العراقيين بحاجة إلى هكذا أصوات دافعها النبل وصدق الانتماء لتعرية المجرمين ومحاسبة القتلة وتطبيق القصاص العادل بحق السفاحين الأنذال، والعراقيون بأمس الحاجة إلى الوقوف بحزم إزاء ما يحدث من قتل وسفك للدماء دون طائل، ودون أن يشفي المكلوم غليله برؤية القاتل وقد لاقى مصيره العادل في القصاص لينال عقابه إكراما لحرمة الأشلاء التي قام بتفجيرها تنفيذا لمخطط إجرامي تشارك فيه أطراف تصول وتجول وتحتسي أنخاب الانتصار، وأي انتصار؟وعلى من؟

شفى السيد الآلوسي غليلنا وغليل الملايين من العراقيين المنكوبين وكل الشرفاء عراقيين كانوا أو متعاطفين معهم حين صرح وبملأ فمه ودون خوف أو تردد أو مواربة، إن القصاص ينبغي أن يطال القتلة تطبيقا لمبدأ العين بالعين إذا ما أردنا أن نوقف مسلسل النحر اليومي حتى وان تطلب ذلك ملاحقة القتلة في أمكنة تواجدهم أينما كانوا وتصفيتهم وليذهب حاضنوهم وداعموهم والمهللون لهم إلى الجحيم.

وذهب السيد الآلوسي ابعد من ذلك حين ذكر أسماء القتلة والمحرضين على القتل والداعمين له ماديا ومعنويا من وزراء وبرلمانيين حيث لا نجد أية جهود أو محاولات أو وازع أخلاقي في نية للحكومة بان تقوم بواجبها في ملاحقة المجرمين وتصفيتهم ومحاسبة الدول الحاضنة لهم حيث لا زال هؤلاء يصولون ويجولون على ارض العراق وعلى مقربة من حدوده في دول الجوار الحاضنة لهؤلاء الجبناء القتلة، علما إن في يدها أوراق ضغط بإمكانها أن تكون فاعلة جدا ولكنها لا تفعل.

ما عاد ينفع أبدا أن نوظف في كتاباتنا لغة التهذيب لان الوضع الكارثي ينبغي أن يواجه بذات لغة الخطاب التي يعرفها ويتكلم بها المجرمون، لغة القتل والتفخيخ واستهداف الأبرياء وتنفيذ مخططات قذرة لعودة العراق إلى مربع النظام الصدامي المجرم أو وضع العراق تحت سطوة مجرمي القاعدة وحلفائهم من مطلوبين للمحاسبة مضافا إليهم مجموعة العرب الأوباش لإيقاف مسيرة التغيير الجديد في العراق.

ما العمل إذن إزاء ما يحدث أيها العراقيون مسؤولون وغير مسؤولين؟
تلك هي المهمة الخطيرة المناطة بكل مسؤول منتخب لأن يدير مقود برامجه السياسية ويصب اهتمامه باتجاه الوضع الأمني والعمل على حفظ أرواح الناس لا باتجاه النهب وسرقات أموال الشعب والثراء العاجل بالسحت الحرام وإطالة اللسان وإدارة الظهر لما يحدث من خراب والظهور بطريقة سمجة لفضح هذا وتعرية ذاك وهو نفسه قد يكون طرفا في هذا الخراب.

إن شرف الانتماء للعراق يتأتى من خلال القيام بالمهمة على الوجه الأكمل أمانة وصدقا وبذلا وعطاء، لكننا لا نلمس أيا من هذه القيم في معظم سياسيينا الأشاوس وكما ذهب إلي ذلك السيد الآلوسي بان من المخيف والمهول أن تجد سياسيا له أكثر من قناع ويتوارى تحت عباءات مختلفة ويافطات باتت فاضحة لأفعالهم حين يتشدقون بالوطنية والحرص على امن العراق وإعادة بنائه وبات العراقي في حيص بيص إزاء ما يحدث، فالموت متواصل والدم العراقي ما توقف يوما ،وإعادة البناء يراوح في مكانه ولا يعرف العراقي غير المرارات والموت المحدق به وفي أية لحظة، فأين هي يا ترى الاجرءات الأمنية وما ينفق عليها من أموال طائلة والقتل ما زال يتربص بالناس؟

أين هم القتلة ولماذا لا ينالوا القصاص في التو والحين وفي مكان ارتكاب الجريمة كما صرح بذلك السيد المالكي ودعا لذلك السيد الآلوسي؟ ولماذا لم تتم ملاحقة المجرمين في أماكن تواجدهم بعد التأكد من إدانتهم بقتل العراقيين بقرائن دامغة لتتم تصفيتهم في ذات البلدان الحاضنة لهم والمباركة لأفعالهم؟ ولماذا لم يعدم من صدرت بحقهم أحكام الإعدام؟ وها هو السافل علي كيمياوي شان بقية القتلة والسفاحين لا زال يتنفس هواء العراق ويرتوي من ماء دجلة إن لم يكن ماء معدنيا مستوردا له خصيصا؟ ولماذا؟وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ وحتام؟ والمصيبة تجر الأخرى والعراقيون يضربون أخماسا بأسداس.

اللعنة.. والويل.. والثبور.. على القتلة وعلى كل من يصمت ويدير ظهره لنحر العراقيين.
فبشرى لنا أن نجد وطنيين انقياء ما زالت الشيمة العراقية تسري في دمائهم، وتبا لكل من يساهم في هذا الخراب من قريب أو بعيد ومرحى للسيد الآلوسي بهذا الانتماء العراقي الخير الذي يعبر بكل صدق عن هموم العراقيين نيابة وبأمانة ونبل وليتعظ المتعظون.
 

free web counter