| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

جوزيف شلال
josefshalal@web.de

 

 

 

                                                                                  الأثنين 25/7/ 2011



لماذا نلام عندما نقول : عمليات التغيير للانظمة العربية تحدث من السيئ الى الاسوأ ! مصر نموذجا
(2)

جوزيف شلال

يبدو للبعض عندما نقول وندعي باننا نقف وبقوة مع عمليات التغيير التي تحدث في المنطقة للتخلص وازالة الانظمة القديمة من المحيط الى الخليج باعتبارها انظمة غير قانونية وغير شرعية ودكتاتورية وفاسدة وقمعية وارهابية والخ , لا يكفي هذا , اذا اضفنا كلمات عليها وهي ان الثورات وعمليات التغيير هذه تسير من السيئ الى الاسوا وكما حصل في تونس ويحصل الان في مصر وهو موضوعنا الان , فتنهال علينا العديد من الاتهامات والادعاءات الباطلة والكاذبة .

البعض يتهمنا باننا من دعاة القومجية العروبية والبعثية وانتهاءا بعملاء الغرب واسرائيل وغيرها من الطرهات والتلفيقات السخيفة الهابطة .
تنقسم الشعوب العربية التي تؤيد عمليات ازالة واسقاط الانظمة العربية الحالية والتخلص منها الى عدة مجموعات او جماعات منها /
مجموعة تعتقد وتؤمن بان الانظمة الحالية اتت على ظهور الدبابات الغربية الامريكية والبريطانية وبدعم من اسرائيل وغرف المخابرات الاجنبية .
المجموعة هذه تستثني من بين الانظمة العربية بعض الانظمة التي تقول بانها دول ممانعة وانظمة مقاومة وتدعمها ضد اسرائيل .
البديل لديها هو اقامة انظمة وطنية خالصة مقفلة عن العالم الخارجي , تخوض حروبا بين اونة واخرى مع العدو الاسرائيلي , وترفع الشعارات القديمة مثل لا صوت يعلو فوق صوت البندقية , الكفاح المسلح , والخ من تلك الاسماء الكبيرة التي دمرت الشعوب العربية وافقرتها وتم احتلال المزيد من اراضيها من قبل اسرائيل وتركيا وايران .

المجموعة الثانية التي تريد القضاء على الانظمة العربية الحالية هي المجموعة الاسلامية والمتشددين والمتطرفين والسلفيين واخوان المسلمين .
الانظمة القائمة الحالية تعتبرها انظمة غير اسلامية بالرغم من ان جميع الدول العربية هي اسلامية واعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي العنصري , ودساتيرها تقول بان دين الدولة الرسمي هو الاسلام , والشريعة الاسلامية تعتبر المصدر الرئيسي للتشريع , وهناك انظمة تطبق الشريعة الاسلامية كالسعودية والسودان والصومال وغيرها , ووجود احزاب اسلامية تحكم في اغلب الدول العربية .
المجموعة هذه تقول بانها انظمة غير اسلامية وكافرة ولا يمثلون الاسلام الصحيح ولا يطبقون الشريعة وانها علمانية ملحدة وعميلة للغرب واسرائيل .
فهذه المجموعة تدعو الى اقامة انظمة تطبق الاسلام والشريعة وقطع الراس واليد والانف والاذن والجلد والخلافة الاسلامية ولا حقوق لغير المسلم في هذه الارض .

المجموعة الثالثة التي تعتبر من اخطر المجموعات بسبب افتقادها للحلول والبدائل بعد رحيل النظام واسقاطه .
هذه المجموعة تنطلق من حقدها الاعمى والدفين والمبهم والمجهول والغير معروف للانظمة القائمة فقط دون ان تعطي حلا واحدا او بديلا لنظام حكم ونوعه وشكله بعد زوال النظام .
لا يهمها من ياتي بعد النظام الدكتاتوري هذا , سواء اتوا الاسلاميين او المتطرفين او نظام دكتاتوري اخر او انظمة عميلة لدول الجوار الاقليمي لتركيا او ايران .
هذه المجموعة الحاقدة لا يهمها حقوق الاقليات الدينية والقوميات الاخرى , لا يهمها انتهاك الاعراض وعمليات الاغتصاب واختطاف الفتيات وانتهاك الحقوق الشخصية والهجوم على دور العبادة واجبار السكان الاصليين للهجرة ومغادرة اوطانهم كما يحصل وحصل في العراق ومصر .
هذه المجموعة ايضا لديها ازدواجية تجاه ما يحصل في بعض الدول العربية , اذا كان الشخص ينتمي الى هذه المجموعة سنيا نراه يصب ويدفع بثقله تجاه الدول السنية , واذا كان شيعيا نراه يتجه صوب البحرين واينما تواجد الشيعة .
واذا قمنا بانتقاد ما يحدث في الدول العربية وعمليات اسقاط وتغيير الانظمة وقلنا بان العملية تسير من السيئ الى الاسوا , نشاهدهم فورا يقومون بالصاق التهم وقذفها تجاهنا من كلمات ومصطلحات هابطة وساقطة هم انفسهم لا يعرفون ويفقهون معانيها .

المجموعة الرابعة والاخيرة التي نحن ننتمي اليها , هذه المجموعة تعتقد وتؤمن كليا بالقضاء وازالة حكم الانظمة العربية القديمة الرجعية دون استثناء واحدا منها .
لدى هذه المجموعة الحل والبديل بعد رحيل والتخلص من اي نظام عربي دكتاتوري قد يسقط , الحل هو اقامة نظام علماني مع فصل الدين عن السياسة وفصل السلطات الثلاث واقامة دولة المواطنة فوق اي اعتبار اخر , دولة المؤسسات ونظام مدني يحترم الانسان والحريات والديمقراطية والانتخابات ومنظمات المجتمع المدني ما الى ذلك.

اذن هنا لابد ان نطرح سؤالا بمنتهى البساطة حول مصر التي اخذناها كنموذجا لهذا الموضوع وهو / هل الذي وقع في مصر فعلا كانت ثورة وادت الى تحقيق هدفها الا وهو تغيير واسقاط النظام السابق ? .
من وجهة نظرنا وكرد بسيط ايضا نقول / لم تحقق الثورة ما كانت تهدف وترمي اليه ابدا ومطلقا ! . الفترة التي حددناها هي ما بين يوم احالة محمد حسني مبارك والمقربون اليه في النظام الى التقاعد ونفيهم الى منتجع الراحة في شرم الشيخ , والى هذا اليوم الذي نحن فيه .
ربما واقول ربما في المرحلة القادمة والسنوات المقبلة نشهد تطورات مفاجئة على الساحة المصرية , وبعد ذلك لكل حادث حديث .

نحن نتحدث ما يجري وحدث ويحصل الان في مصر , الموجود الى الان من بقايا النظام السابق اكثر من 95 % من المسؤولين والموظفين الكبار لا يزالون في مناصبهم ومراكزهم في السلطة والوظيفة في جميع محافظات مصر والعاصمة .
قادة الجيش الى الان باقون في مناصبهم وعلى راسهم المشير حسين طنطاوي وكان الرئيس مبارك قد عينهم بنفسه.
جميع القضاة في المحاكم العليا المصرية ايضا عينهم الرئيس مبارك بنفسه وهم باقون ويقومون الان بمحاكمات صورية تشبه المسرحيات لبعض رموز النظام .

قلنا سابقا بان عملية سرية واتفاق حصل مابين الرئيس السابق وقادة الجيش وقادة الاخوان المسلمين برعاية دولة عربية او اكثر واجهزة مخابرات اجنبية لهذا الانقلاب الذي حصل في مصر وتولي الجيش نظام الحكم .
نستطيع القول بان هناك اتفاق وتفاهم وصفقة مابين الجيش والاسلاميين وخاصة مع اخوان المسلمون والسلفيين لتقاسم السلطة في المستقبل القريب .
مصر اليوم تحولت الى دولة اسلامية ونظام شبيه بطالبان , عمليات اعتداء على المقدسات , اختطاف واغتصاب الفتيات المسيحيات القبطيات , اجبار الناس لارتداء النقاب والحجاب والصلاة في الشوارع , اطلاق يد شيوخ الدجل والارهاب في السياسة والاعلام , الابقاء على مواد وفقرات الدستور العنصرية والشوفينية التي تقصي الاخر كالمادة الثانية وغيرها .

مصر اليوم اصبحت اسوا بعشرات المرات عما كانت في عهد النظام السابق , نحن مع الشيئ الذي نعرفه افضل من الذي لا نعرفه ونعرف نهايته على الاقل .
لهذا نكررها / سنكون مع الانظمة الدكاتورية العربية لانها اشرف وانظف في تقديرنا وراينا من الاسلاميين المتطرفين الارهابيين .
اعطونا نظاما عادلا يعترف بالاخر ويعترف بالمواطنة ودولة المؤسسات والحريات ولا يسمح بتدخل الدين مع السياسة , حينئذ نقول / فعلا هذا النظام الجديد الذي جاء هو اشرف وافضل بمليون مرة عن النظام السابق الفاسد الدكتاتوري .

نقولها ومع الاسف – من يعول على الثورات العربية كانه يراهن على حصان خاسر , في اعتقادنا ما يجري الان في منطقة الشرق الاوسط كان مخططا له منذ فترة ليست بالقصيرة .
تم طبخ سيناريوهات في الغرف المغلقة وسراديب اجهزة المخابرات ومراكز التخطيط الاستراتيجي للمراحل المقبلة مابين بعض الدول العربية واجهزة دول اجنبية وعلى راسها اميركا لكي يتولى الاسلاميين السلطة والحكم في الدول العربية التي تسقط انظمتها وترحل .
النموذج التركي كان حاضرا وهناك امال امريكية واوربية لتطبيقه في منطقة الشرق الاوسط الكبير في السنوات القادمة .
تركيا دولة اسلامية ونظامها اسلامي , عضو في حلف الناتو , لديها تحالفات وعلاقات مع اسرائيل والغرب واميركا , فيها قواعد امريكية , تركيا تتعامل الان حتى مع الشيطان لخدمة مصالحها وامنها القومي وبقاء نظامها الاسلامي .
هذا ما تريده اميركا او يريده الغرب الاوربي , هل ستحصل اكثر من هذا وهذه العوامل مع اي نظام قومي او عشائري او ملكي او الخ ? . غسلوا ايديهم من الانظمة العروبية والقومية التي ترفع شعارات ضد الغرب واميركا واسرائيل .

النموذج الاخر هو العراق وهذا التعاون الشيعي الاسلامي باحزابه التي تحكم الان في العراق ولديها افضل العلاقات مع اميركا ومعاهدة امنية ووجود قوات على الارض .
يمكن ايضا من العراق وبعد انسحاب القوات الامريكية منه بان تعقد اتفاقية وصفقة مع النظام الايراني برعاية عراقية ودول اخرى اسلامية كتركيا التي تعشق الوساطات وترقص لها لفرض هيمنتها وسطوتها في تلك الدول ربما تزداد مبيعاتها من السجق والحمص ولحم بعجين ومعجون الطماطة وما الى غيرها من المنتوجات المشهية , لاسيما وهذه الدول تعيش حالة من الحرمان والفقر والانغلاق والمجاعة وقلة المياه ولا ننسى ايضا جميع هذه المنتوجات التركية حلال ولحومها مذبوحة على الطريقة الاسلامية .
بهذا يكتمل مخطط الشرق الاوسط الكبير الذي يمتد من المحيط الى الخليج وايران وتركيا وافغانستان وباكستان وغيرها .
اذن مبروك لمصر في جمعتها القادمة لانها ستكون – جمعة مليونية للشريعة الاسلامية - , ومبروك مقدما بمناسبة العيد لتميزه عن الاعياد السابقة بتواجد مليون منقبة ومليون ملتحي في شوارع مصر , مصر ام كلثوم وعبد الحليم وسهير زكي ونجوى فؤاد وافلام مصر القديمة واغانيها ومنتجعاتها البحرية وشواطئها وسينماتها ومسارحها واهراماتها وحدائقها وملاهيها وباراتها وووالخ .
تم الاتفاق بان تكون المرحلة القادمة مرحلة الاسلاميين لعدة سنوات الى ان تنشا او تبرز قوى جديدة في المنطقة والى ذلك الوقت والتاريخ نقول / ان لغد ناظره قريب / .

 

2011 / 7 / 25
 

هل عمليات التغيير للانظمة العربية تحدث من السيئ الى الاسوأ ! مصر نموذجا (1)


 

free web counter